تعتبر رياضة كمال الاجسام من الرياضات الناشئة في تونس بالرغم من الاقبال الجماهيري الكبير الذي تلقاه. ويعود ذلك الى افتقادها لجامعة تشرف على حظوظها بالرغم من محاولات عديد الرياضيين المولعين بكمال الاجسام وأصحاب النوادي الخاصة للتنسيق فيما بينهم حتى يتمكنوا من ضمان سير بطولة وطنية في هذا الاختصاص. التقينا بطل تونس في وزن 75 كلغ سنة 2002 أنيس حبيب بينوس لنبحث معه واقع هذه الرياضة في تونس من خلال تجربته الخاصة. * «أنيس» لو تقدم نفسك لقرّاء «الشروق»؟ اسمي الكامل أنيس حبيب بينوس أصيل مدينة ابس من مواليد 10 مارس 1979، ابتدأت تجربتي مع رياضة كمال الاجسام منذ 6 سنوات وكنت حينها في ليبيا وتفرغت كليا لممارسة هذه الرياضة لما وجدته فيها من تكامل مع طبعي الهادئ، كما تعرفت بفضلها على عديد الاصدقاء الرياضيين. * هل شاركت في البطولة الليبية لكمال الاجسام كما يتردد؟ بالفعل، كانت أول مشاركة لي في بطولة ليبيا سنة 2000 وتحصلت من خلالها على المركز الاول في وزن 70 كلغ ووقع على إثرها ضمي للمنتخب الليبي لكمال الاجسام الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة العالم للناشئين بدبي وقد وضعت آنذاك عند مفترق حيث عرضوا عليّ الجنسية الليبية مع راتب شهري لاشارك في هذه البطولة فرفضت وعدت الى تونس على أمل الالتحاق بالمنتخب الوطني التونسي لكن فوجئت بأن الجامعة التونسية لكمال الاجسام لاتزال مشروعا في طور الدراسة. * وكيف كانت ردة فعلك؟ بكل صراحة أصبت بالاحباط لاول وهلة لكنني تجاوزت تلك المرحلة حيث قررت الانتقال الى العاصمة حيث أعمل ممرنا في كمال الاجسام بقاعة خاصة وعلمت أن هناك جهودا تبذل لانجاز بطولات في هذه الرياضة وبفضل الله شاركت في بطولة سنة 2002، وزن 75 كلغ وتمكنت من انتزاع المركز الاول بدون مقارنة وحاولت المشاركة في بطولة السنة الفارطة وتحصلت على المرتبة الاولى في التصفيات بمدينة الحمامات وللاسف وقع تأجيل النهائيات لاجل غير مسمى. * هل تواجهك صعوبات أخرى نتيجة تفرغك لممارسة هذه الرياضة؟ معظم هذه العقبات مادية فكل دخلي الشهري يصرف بين الايجار والمأكولات الخاصة والضرورية لأي شخص يتعاطى رياضة كمال الاجسام حتى تنمو العضلات بالدرجة والسرعة الكافية. فهذه الرياضة من أكثر الرياضات كلفة على من يحترفها وأذكر أنني عندما كنت في ليبيا بعت سيارتي الخاصة بخمسة ملايين تبخرت في ظرف ثلاثة أشهر كنت أستعد خلالها لبطولة ليبيا لكن لا تكفي هذه المستحضرات للحصول على جسم تقدر به المشاركة في دورات كمال الاجسام إذ لابد من أن تحب هذه الرياضة وتكثف من التمارين. * كيف تقوم بمجابهة تلك المصاريف؟ أشارك من حين لآخر في أدوار لأفلام عالمية يقع تصويرها في تونس وبالخصوص في الجنوب أذكر منها فيلم «لادياتور» الانليزي وفيلم «كليوبترا» الايطالي... * ما هي الاشياء التي تجعلك «مدمنا» على هذه الرياضة؟ صعوبة ممارستها من حيث التمارين المتعبة والمكثفة وضرورة تحلّي لاعبها بالعزم والارادة والتحدي. * ما هو حلمك؟ أتمنى المشاركة باسم تونس في بطولات عالمية وسيكون شرفا لي أن أرفع رايتها في مثل هذه المحافل الدولية. * من هو مثلك الاعلى في كمال الاجسام؟ البطل العالمي روني كولمان. * ما هو شعارك في الحياة؟ لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة. * كلمة الختام؟ أشكر عائلتي التي ساندتني لمواصلة المشوار كما أتوجه بالتحية لصديقي وأخي مروان بوزيان صاحب قاعة العهد الجديد للرياضة لتشجيعه الدؤوب لي وأخيرا أشكر كل من له نية صادقة للنهوض بهذه الرياضة بتونس.