أبحث عمن يعيش معي بنشوة الموت على حدود النار عبر الشوارع والمزابل والقفار أبحث عمن يأمل في لحظة انتصار بدفن الهزيمة تحت الأسوار وذبح الجبن ومحو العار أبحث عمن لا يتلون كالحرباء على رقعة الوطن وعند باب الاعداء أخضر وأحمر... أبيض وأسود كما يحلو وكما يأمر وكما يشاء أبحث عمن يرفض الكلام يخرج من الأفواه القذرة مبطنا وأجوف أبحث عمن يرسم بالدم على أعتاب الوطن خطّا وبضع أحرف.. أبحث عمن يقول لا والسيف على العنق والجرح ينزف بعمق والعينان غائرتان... تحلم بنور الأمل في آخر النفق أبحث عمن يستل الحقّ من بين انياب الأسود ويرفع شعار النصر خلف القيود.. ويحلم بأسود قليل وأبيض يسود أبحث عمن يعيد لي ابتسامي وحسّي وشجاعتي وأحلامي أبحث عمن يعيد لي حريتي التي اغتصبتها الحياة ويدفن الظلم ويسكت الآهات أبحث عمن يقرضني ألوانا جديدة أرسم بها حسّي وأملي على رقعة تتسع لألمي أبحث عمن يصعد معي السّلّم لتبني صرح الحبّ والسِِلم ونشيّد فوقه بيتا للحلم.. منى الورغي (تونس) **عهد جديد عندما يتبدد الحزن خلف الظلام... وتنقشع سحابة الآلام.. عندما يضمحل سواد الليل.. وتتلألأ اشراقة الأنوار... وتشعّ اضواء الفرح معلنة عهدا جديدا شعاره «السعادة» ومبدأه «حب الحياة» عندما نودع عهدا تعيسا وماض مؤلم وذكريات حطمتها الايام... وبعثرها الزمان.. ونستقبل زمنا محمّلا بالافراح عندما نغني للحياة ونعانق الحرية... ونرقص لأحلام طفولية مضت في ايام منقضية... ثم عادت... عادت الينا في نسمات عطرية وليال وردية عندما نضحك من جديد دون خوف من البكاء من جديد على أطلال واهمة... على ذكريات حالمة.. على أحلام تائهة.. عندما نحلم ان الحلم جميل... وان الجمال أحلى وأحلى بكثير.. ندرك اننا نعيش زمنا مغايرا للأزمان وحلما مغايرا للأحلام. أميرة الجلاصي (منوبة) **عصر التخلي اي صمت يساوي احاسيس روحي القتيلة، مضطرة للرحيل. وها انني لا احتاج لغير الصبر، لا احتاجك... حتى ذكراك لم تعد تجتاحني، التفكير فيك ايضا لم يعد يستهويني سماع صوتك لم يعدّ يعنيني.. ايها الماضي انني الآن اولد من جديد، وكأنني لم اعشك ابدا... وكأنني أبدا ما مررت بسنّ الخامسة عشر.. إنني اولد في العشرين.. وداعا... لم تعد تفي بالغرض لأنك لستَ موجودا في دنيا اعيشها الآن... دنيا لا تحتوي سوى الحب والصدق. الألفة والروح الأليفة... ولأنني لن اذكرك بسوء سأقول: رحمك الله.. لأنك بهذا الرحيل... علمتني سرّ حزين... بأننا الآن في عصر التخلي، وان البراءة موضة نرتديها. والوعد، والعهد اكذوبة الصدق فيها يساوي ما يملك المرء من مال وجاه... فلا احد يعطي بدون مقابل. أحلام المنصوري (مدرسة علوم التمريض سليانة) **خاطرة: ابحار ضد التيّار يا امرأة تثير قصائد وجداني... لماذا تأتين حلما بديعا يتهادى في ثورة بركان فتأتين على الأخضر واليابس مخلّفة آهات النفس؟.. لماذا حين أراك تسببين ألما نفسيا يفوق ألمي الجسدي؟ ان صورتك زلزال تهتز له اوصالي كأنما استقرّت في الذاكرة شمسا محرقة تأبى الافول هل ان حضور بديهتك يمثّل رجّة نفسية لها آثار وخيمة؟... اسئلة عديدة تخامرني في مرفإ عينيك لأن مراكبي لا يمكن ان ترسو فيها.. لقد احسست ان نظراتك صفحات من العذاب تحمل ألغازا فلسفية يصعد ادراكها لذا يجدر بي ألا افتح كتابك وأتيه في ثناياه.. ولقد قرّرت ان أبقى وحيدا بلا هوية ولا عنوان ما دام عنوانك بحر الأسى وكتابك يمثل مشهدا دراميا ينتهي بموت البطل... لقد طفقت اعدو على غير هدى ورحت اسائل نفسي لما لا تُمحى صورتك من ذاكرتي؟ ليتني ما استيقظت من غفوتي لأجدك على مسرح حياتي... اسئلة كثيرة تنتابني وتخلّف صراعات متواصلة بداخلي فيبدأ القلب في الخفقان وتهتزّ اوصالي معلنة رفضها للواقع الذي اعيشه... سوف اوقف هذا التيار نهائيا لأنه حريّ بي ان اتركك في محطة ما وأواصل مسيرتي نحو طريق آخر ومدينة أخرى... لقد اكتشفت انك مثل قطعة الشيكولاطة الا انها تحمل بداخلها لغما يمكن ان ينفجر في اية لحظة... إنك امرأة مرهبة للنفس ومن يتوق اليك لن يجني سوى دمار العاطفة. فؤاد بوقطاية (القلعة الكبرى) **قصيدتان 1 مصارعة الغرام على جفونك العذبة أرسيت مراكبي.. وزادي الاشواق والآهات وليس معي سوى أملي.. نظراتك يا فاتنتي تقتلني.. ويتجرّع أملي فأحي جميع الأموات باكيا بدموع دجلة والفرات وأعود اليك.. كفراشة عاشقة.. تهوى النور وتحترق.. 2 المتحدي لن يثنيني عنك برد او شتاء او تمنع منك.. او صدود ما دام هذا القلب يحيا بهواك ويعيش بلقياك.. لن انسى.. مادمت لم انساك.. مبروك الخضري (المعهد الثانوي بفريانة) **الصبيّ وخيل المغول سنابك خيل المغول تدكّ الارض.. وهذا الصبيّ وراء الجدارْ.. يراها ولا يراها تركض.. في قلبه صوت امه: ارجعْ.. وبيده احجارْ.. لا يعرف لماذا اول مرّه.. يده انطلقت. وصوت الأم صار غبارْ.. أبو عزيز (القيروان) **ردود سريعة *نورس صفاقس: ننتظر منك نصوصا أخرى ودمت صديقة لواحة الإبداع. *محسن الطبربي جندوبة: شكرا على مشاعرك تجاه «الشروق» القصيدة التي وصلتنا منك ننتظر افضل منها مرحبا بكل مساهماتك. *وفاء الرزقي باجة: كثافة البريد هي السبب الوحيد لتأخّر النشر اكتبي لنا مجددا ومرحبا بكل مساهماتك. *نزار الغول صفاقس: شكرا على ثقتك في «الشروق» ننتظر منك نصوصا أخرى.