ما الذي يحدث في القلعة الرياضية وأي سر وراء تراجع النتائج واتساع فارق النقاط بين زملاء هشام عقير وصاحب الطليعة؟ اذ في ست جولات من مرحلة الاياب أهدرت القلعة الرياضية أربع نقاط على ميدانها بتعادلها ضد اتحاد بوسالم والملعب السوسي وست نقاط خارج ميدانها بانهزامها أمام ستير جرزونة وجمعية مقرين وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول هذا التراجع الرهيب لفريق وضع العودة الى القسم الوطني «ب» شعارا لمسيرته بل وخطط لذلك بعدة انتدابات مستهدفة مواقع معينة بما يستجيب للاحتياجات اضافة الى وجود اطار فني مشهود له بالكفاءة والخبرة ونعني المدرب فتحي بن غانم بمعية مساعده الملم بظروف الفريق فوزي لنقليز. معلوم ان الهيئة المديرة للقلعة الرياضية برئاسة السيد جمال الرواتبي تعمل منذ سنوات ودون هوادة على النحو الذي وضع الفريق في مرتبة مختلفة عن السابق واستطاعت القلعة الرياضية بجهود مسؤوليها ان ترتقي الى مصاف الاندية المحترفة. واذا ما آمن القائمون على شؤون القلعة الرياضية بأن المراهنة على النجاح تستدعي عملا كبيرا وسعيا مستمرا لتوفير موارد مالية رغم ما تعرفه هذه الناحية من صعوبات في مسيرة الجمعية فإنهم لم يدخروا جهدا في ذلك ولم يتأخروا في توفير كل أسباب النجاح وتحدي كل العراقيل وخاصة منها المادية فكان الاتجاه نحو تعزيز الرصيد البشري بعدة انتدابات مع تنمية فريق الاكابر ببعض العناصر الشابة من صنف الأواسط في اطار رؤية متبصرة تؤسس للمستقبل بأمديه البعيد والقريب. بقي ان السؤال الذي يطرح نفسه مضمونه هل ان الهيئة المديرة قد أخطأت أو بالاحرى هل قصّرت وهي التي تكابد من اجل حفز اللاعبين وتقوم بصرف المنح التشجيعية والجرايات الشهرية في ابانها رغم الضائقة المالية التي يعرفها الفريق والمترتبة أساسا عن عزوف الاحباء عن الدعم المادي بمساهمات بسيطة عبر اقتطاع اشتراكاتهم أو التبرع بما في شأنه ان يُخرج الفريق من وضعه المادي الصعب. أية مسؤولية للاعبين؟ الهيئة المديرة تعمل بتفان، والاطار الفني يبذل جهودا كبيرة في التحضيرات والاحاطة.. واللاعبون لا مجال للشك في امكاناتهم ومرجعية ذلك تلك السلسلة الوردية من النتائج الايجابية التي توفق فريق القلعة الرياضية في كسبها في الشطر الثاني من مرحلة الاياب بما ارتقى به الى المرتبة الثانية وهو ما فتح أبواب الامل في المراهنة على العودة الى القسم الوطني «ب» على مصراعيها. والقيمة المضافة لمعظم اللاعبين بمن فيهم المنتدبين تحيل بالضرورة على مقدرتهم الكبيرة على المسك بناصية النجاح وتحقيق حلم العودة الى القسم الوطني «ب» لاسيما وان معظمهم يملكون الخبرة اللازمة بأجواء ونسق البطولة، بقي ان ضغط النتائج وتميز كل مباراة بصفة لقاء الكأس بالنسبة الى القلعة الرياضية قد يكون له تأثيره السلبي على المستوى النفساني وهو ما يستدعي تناولا جديا لهذه الناحية بتشخيص الأسباب وتعميق الحوار بين مختلف مكونات الفريق لتوفير الدعم المعنوي للاعبين حتى يتدفق عطاؤهم وتتحقق النتائج المرجوة لفريق مكانته الطبيعة بالقسم الوطني «ب».