دعني أبحث عن ذاتي، دعني أغوص في ذكرياتي، دعني أنبش الرّمل، دعني أشتّت الزّمن لأضمّد أحزاني وآلامي وأٍقتل حبّا داخلي وأجدّد أيامي، دعني أنبش الرّمل من قسوة الزمن وأروي حكاياتي لأهل البحر والقمر وأبني قصورا لم أسكنها يوما وأبني قبورا سأسكنها عند مماتي دوما وأقضي على نفسي بحمرة الصّدر وأقول يا قلب ذلك هو القدر ويا زمن العجائب لم أكن فيك أعجوبة لولا خدعة البشر ويا دنيا الضباب انقشعي ويا طيور الغاب داوي لي وجعي.. دعني أبحث عن ذاتي لأوجه نفسي وأحدّد احتمالاتي وأبحث عنه عسى يكون سبب جرحي وجراحي الكثار ولياليّ الطوال وبعد الوصال حرّك فيّ حبّ الرحيل فرجوعنا كما كنا أكبر مستحيل، دعني أشتّت زمني لأعود إلى طريقي وأمشي على قدمي فنفسي عصفور جريح يبحث عن وكر ويريد تضميد جراحه في صمت، فطعم الهزيمة مأساة أليمة وطعم الفراق مرّ المذاق فنفسي حطام في دنيا ظلام يسكنني الشوق والشوق هيام وكيف أهيم بشيءخيال؟ فأنت سبب الجراح وأنت سبب العذاب مات فيك الضمير ومعك حددت المصير فدعني.. أنت سبب الجراح إذن إعدد سهامك وادخل ساحة الحرب لكن لن تجدني بل ستقتل شبحي وسيزداد جرحي فوداعا معذّبي يا سيدي القاسي فأنت سبب الجراح. * «ذات الشعر الأحمر» (حي الخضراء) إليك يا وجعي المقدس... مرّة أخرى يركع قلمي على صفحة الورقة ويسجد لك تعبيرا عمّا ينهش كياني من أحاسيس تكاد تمزّق فؤادي لحظة بعد لحظة فينفلت قلمي من بين أصابعي هروبا من علامات الغدر والخيانة واعترافا بصدق مشاعري تجاهك أنت يا وجعي المقدّس.. أنت حبّي في زمن اللاحبّ، أنت عبادتي وليغفر الربّ فأضع على كفيك حمل أتعابي وأهرق على أصابعك عرق جبيني وأسكب على عنقك دموعي لتبلّل روحك الطاهرة.. ينتابني شعور غريب بأن قطار الزمن قد فاتني ويجب اللحاق به قبل فوات الأوان لكن جواز سفري هو أن تبوحي لي بعطف وأن تضعي يدك في يدي لينتشل كلانا الآخر من متاعب الدنيا وهمومها.. مازلت جالسا على كرسي الاعتراف ومازال قاضي العشق والغرام لم يصدر بعد حكمه، بدت تقاسيم وجهه تعلن عن بداية الانفراج.. لكنّي الآن متسكّع في طرقات العدم.. ها أنّي على ربوة العشق أنتظر النسيم علّه يأتني بكلمة منك بها ألوج مدائن الحبّ وشوارع الغرام، كلمة منك بها أحيا في عالم يموت. إني في حاجة كبيرة إليك لكي تعيدي أنفاسي من جديد. أنت وجع ولكنه وجعي.. أنت وجعي لكنه مقدّس.. أرجوك أن لا تواصلي فيّ عذابي.. * الطالب : العابد دبّاش (النفيضة) عثرات على درب التحدي تتقاذفني الحيرة في شارع من ضباب ويصفعني لفح العواصف وثلج العواصف على رصيد الذكريات فأترنّح في صمت أخفي هزّتي وانكساري وأمضي.. لتهزم خطاي قسوة المصاب * * * عثراتي تكتم ثورة اندفاعي وتخمد لهيب طموحي لنيل السّراب تسكت رفضي العقيم للهروب.. والثواني عن خوض الصعاب ولكنّني ألملم عزمي وأجمع حقائب الأسوار المبعثرة على رصيف الانتظار منذ تاهت منّي خارطة الزمن وعناوين الكلمات وأمضي.. تسكنني أنفة التحدّي وإرادة التجاوز ويحدوني جنون المضيّ! أدوّن أحزاني في سطور وأعنونها «المسرّات» وعند الشروق.. أقتلع مرساتي وأبحر وفي قاربي طموح فتيّ.. وبضع عثرات.. * الطالبة : نادية عمارة (سلقطة المهدية) زجل أراك فأنسى همومي وبأسي وأجلي الجمان سوارا أنيقا وأختار عقدا ليرسي بنحرك وأدعو الطيور.. لميعاد عرسي أراك فأستل شطر المرايا وأفتك وجهك وأخفيه عندي وأرسم بنتا على طرف زندي فيهتزّ قلبي، وتختلّ نفسي أكون بحقلي زمان الأصيل لأحمي البذور وأسقي النباتات من قطر دمي يطلّ، غلام ويجتاز أرضي يصفق ويهذي، ويذكر إسمك فألقي بفأسي، دخلت المقاهي لأشتمّ عطرك فشدّوا وثاقي لألقي قصيدا فغازلت ثغرك فانساب دمع لطفل بريء يجالس أمّه ففاضت دموع الصغير بكأسي ركبت القطار واخترت ركنا لوضع الحقيبة فاجتاز ميلا تذكرت وعدي لأخت الحبيبة ببعض المراجع وشعرا جميلا فقضمت كفّي وطأطأت رأسي.. تتعتعت قبل الكتابة قليلا وشطبت حرفا وأحرقت جلباب ذكرى حزينة تصورت أنّ الأسى لن يولهي وسرحة حبّ تغطي المدينة كتبت، تعبت، شربت حليبا مصفّى وسكر وأتممت درسي.. جلسنا على الصخر حين التقينا قبيل المساء وكان الجوى في متاهات قلبي يئنّ ويرنو لذاك اللقاء فقالت لنمش، فقلت بلا لنبق، قليلا فلولاك ما كان شعري رسولا لأهل الهوى فنامت بحضني، وقالت لنرسي.. أمشط شعرا بطرف البنان وألقي قصيدا بذاك المكان فتبكي وتضحك.. أرى الناجذين يفوقان إيماض لون الجمان أقضّم كل الورود الخبيثة وأرمي القشور على وجه أمسي.. أنا الآن جسر فهيّا اعبري كيف ما شئت مرّي كما تشتهين، الى الغرب مرّي إلى الشرق مرّي فلن تهربي فذا البحر بحري، وذا البرّ برّي وحتّى، إذا اسطعت الهروب على متن طير ستفشي النجوم بسرّي لقيس وروح المعرّي فلن يتركاك وراء الضباب وسوف تحطين فوق التّراب وتشرق شمسي وأدعو الطيور لميعاد عرسي * حسين الغربي (بوسالم) ردود سريعة * حنان البوغانمي (جندوبة) دمت صديقة ل»واحة الإبداع». ننتظر منك نصوصا أخرى أكثر تماسكا ونضجا. * طارق الرحّالي (سيدي مطير) «حينما يصرخ الطفل العراقي» فيها نفس شعري جميل، ننتظر منك نصوصا أخرى. * فاطمة عمارة (سلقطة) أكتبي على وجه واحد من الورقة. ومرحبا بكل مساهماتك. * عبد المجيد الرزقي (وادي الليل) «لماذا حبيبي؟» لم تكن في مستوى نصوصك السابقة. ننتظر منك نصوصا أخرى.