بالرغم من حداثة الإعلان عن تشكيله، برز نجم التحالف الديمقراطي بشكل لافت للنظر مع استمرار مخاض التعديل الوزاري إذ لم تهدأ التصاريح حول الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا الحزب في تشكيل الحكومة الجديدة وفي بناء جبهة جديدة في الساحة السياسية. التحالف الديمقراطي الذي يصفه مؤسسوه بالمبادرة السياسية المفتوحة لتجميع أكثر الأحزاب وسطيّة والتزاما بالقضايا الوطنيّة بعيدا عن الاستقطاب الثنائي الحاد الذي تعيش على وقعه تونس لم يقفل الباب بشكل نهائي في وجه حمّادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة فيما يتعلّق بالمشاركة في تشكيل الحكومة إذ يقرّ المهدي بن غربيّة القيادي في التحالف الديمقراطي بأن الحوار ما يزال قائما وبأنّ الحزب يُبْقِي على إمكانيّة بناء جبهة سياسيّة جديدة مع حزبي المؤتمر والتكتل. فيما يلي أحداث الاسبوع كما رآها المهدي بن غربيّة بدأ بأخبار التحالف وصولا الى انسحاب المنتخب الوطني من كأس إفريقيا.
التحالف مع المؤتمر والتكتل
نحن نسّقنا مع الحزبين فيما يتعلّق بالتحوير الوزاري إذ سبق وأن رفض المجلس الوطني للحزب الدخول في التعديل الحكومي المنتظر لسبب واحد وهو أنّ الورقة السياسية التي قدّمها رئيس الحكومة مشجّعة لكن آليات تطبيق ما جاء فيها مفقودة لأجل هذا رفضنا المشاركة ولكننا لم نقفل الباب في وجه الحوار.
ما حدث بيننا وبين التكتل والمؤتمر هو تنسيق وتوضيح رؤيا حول التحوير الوزاري المنتظر ونحن اليوم متمسكون بخمس نقاط هي ضرورة ان يشمل التغيير وزيري العدل والخارجية وهذا مطلب مشترك مع الحزبين ثمّ تعيين كتّاب دولة مستقلّين لارسال رسالة طمأنة للتونسيين وتشكيل لجنة تسميات تعيد النظر في التسميات التي تمّت (تسمية الولاّة والمعتمدين وغيرها) وتشكيل حكومة مصغّرة وذلك بدمج الادارات وتحقيق وفاق أولي حول الهيئات الثلاث لا يتجاوز نهاية شهر فيفري الجاري وآخر هذه النقاط إيجاد آليّة للتصدّي للعنف السياسي الذي تنتهجه روابط حماية الثورة وأناس سمحوا لأنفسهم باستخدام العنف. هذه المطالب تقدّمنا بها للترويكا بداية هذا الاسبوع ومازلنا ننتظر تفاعلها.
تشكيل جبهة جديدة
هذا التنسيق لا يعني تشكيل جبهة لكن كل المسائل واردة إذا كان هناك تقارب في البرامج وربّما بداية عمل مشترك نحن اليوم مهتمون بالتحوير الوزاري ولا نرى حقيقة في هذه الفترة مسعى حقيقيا للتحوير.
استقالة لطفي زيتون
استقالة لطفي زيتون استباقية لأن الرجل منذ اسابيع لم يعد مستشارا سياسيا لرئيس الحكومة واتضح أنّ هناك رؤيتين داخل النهضة رؤية لحمّادي الجبالي الذي يبدو أكثر التزاما بالدولة ورؤية لرئيس الحركة راشد الغنوشي الذي اتحذ قرار المواجهة قبل 23 سنة وهو أمر سمح بالاعتداء على المقدسات ورفض التديّن في عهد بن علي نحن نتمنى أن لا تتكرر هذه الاخطاء.
قرار الجبالي التوجه الى التأسيسي للحسم في التحوير
قانونيّا موقف رئيس الحكومة صحيح وليس هناك أيّ إشكال فتعيين وزير المالية الياس الفخفاخ هو جزء من تحوير وزاري بالأساس وقد تمّت المصادقة عليه في التأسيسي وبالتالي لابدّ ان يكون التحوير الوزاري داخل التأسيسي. نحن سنتفاعل مع مقترح رئيس الحكومة حول التحوير سواء كنّا طرفا في هذه الحكومة أو لم نكن لأننا في حاجة لحكومة جديدة ترسّخ لدى التونسي ثقته في الدولة وفي الحكومة وتكون أرضية لتنظيم انتخابات محايدة وشفافة.
اختلاف بين وزير الداخلية ونقابات الأمن
لابدّ من إعادة النظر في القانون الداخلي لقوات الأمن كما أن وزارة الداخلية تفتقد للامكانيات اللوجستيّة بعد حرق عدد من المراكز وهناك أيضا نقص في التكوين والآليات ونحن لا ننكر أن وزير الداخلية هو من الوزراء القلائل الذين يبدو أداؤهم مقبولا. لكن يجب ترسيخ هيبة الامن وهيبة الدولة وهذا لن يكون سوى بخطابات التهدئة والحوار وتغليب المصلحة الامنية وحل الاشكالات القائمة بين النقابة والوزارة. أمّا فيما يتعلّق باتهام الوزير للنقابات بالتسيّس وبخدمة أجندات خارجيّة أرى أنّ هذه التهم خطيرة ومخيفة وتحتاج البرهنة.
اضراب المطارات والتعليم الثانوي
نحن نحتاج إلى الحوار اليوم لأنّ تونس تجاوزت كلّ الخطوط الاقتصاديّة الحمراء نعيش اليوم أزمة اقتصادية وشركاؤنا الاوروبيون في أزمة اقتصاديّة ايضا لذلك لابدّ من الحوار وأعتقد أن الحل ليس في الاضرابات بل الحوار هو الحل لابدّ من تغليب المصلحة الوطنيّة.
استمرار محاكمة الصحافيين (محاكمة الزميلة منى البوعزيزي الخميس الماضي) من مطالبنا للانضمام إلى الحكومة تحييد وزارة العدل والتسريع باحداث الهيئة التعديلية للاعلام لأنّ الصحفي من الممكن أن يخطئ لكن لا يجب أن تكون القضايا الموجهة للصحفي ذات شبهة سياسية نحن ضد محاكمة الآراء والأفكار.
يضحك مهدي بن غربيّة، قبل أن يقول: هذا الرجل، نبيل العوضي، يحرّم مشاهدة الصور المتحرّكة لأنه وجد من الوقت ما يكفيه لمشاهدة الصور المتحرّك (نحن لا وقت لنا لهذا) تحتاج تونس إلى حوار وطني حول المسائل الدينية يضم رجال الدين وعلماء النفس والاجتماع لأن بن علي ضرب المسألة الدينيّة والدولة يجب ان تتحمل مسؤوليتها في هذا الحوار والمجهود الوطني..
انسحاب منتخب كرة القدم
هذا الامر محزن لكن يجب ان نبتعد عن فكرة تحميل المسؤولية كاملة للممرّن لأنّ أسهل الحلول هو التضحية بكبش فداء. المسؤولية تتحملها سلطة الاشراف واللاعبون لذلك أرى أنّ الوقت حان لإعادة النظر في عقليّة الاحتراف وحل مشاكل كرة القدم ككل.
من هو المهدي بن غربية ؟
- ناشط وسجين سياسي سابق (محسوب على التيار الاسلامي بالجامعة بداية تسعينيات القرن الماضي). - له اهتمامات اقتصادية ورياضية حيث سبق له رئاسة النادي الرياضي البنزرتي. - كان احد إطارات وقيادات الحزب الديمقراطي التقدمي وشارك تحت قائماته في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي عن دائرة بنزرت. - استقال من الحزب الديمقراطي التقدمي بعد نشأة الحزب الجمهوري ، وأسس رفقة سياسيين آخرين وبعض اعضاء المجلس التأسيسي حزب التحالف الديمقراطي التقدمي. - عضو المجلس الوطني التأسيسي في الكتلة الديمقراطية.