رغم ما شهدته سليانة من حركية نشيطة في السنوات الاخيرة الا ان المعضلة الاساسية تكمن في غياب مواطن الترفيه ولا عزاء للشبان سواء قضاء اوقات مطولة في عالم الإنترنات. ورغم وفرة هذه الفضاءات الا انها تشهد اكتظاظا متواصلا على مدار الساعة وحتى اوقاتا متأخرة من الليل, ويخير البعض العيش في العالم الافتراضي لنسيان شواغل الحياة اليومية والبعض الاخر يرى ان الوسيلة الوحيدة للعيش في متعة ولو انها غير حقيقية هي استعمال الأنترنات في حين يرى شق اخر يبحث عن معلومة او بصدد البحث عن شغل داخل تونس او خارجها..
في المدة الاخيرة ازداد عدد رواد فضاءات الأنترنات رغم وفرة الحواسيب المحمولة هذا ما صرح به نزار بولعابي صاحب فضاء للأنترنات مؤكد ان معظم المقبلين على مثل هذه الفضاءات هم من يرغبون في الابتعاد عن رتابة الحياة.. وفي هذا السياق يقول رامي شاب يعمل بأحد محلات بيع الملابس «بعد الانتهاء من عملي اقصد نادي إعلامية حيث أنسى كل مشاكلي,ففي ظل غياب وسائل الترفيه بالجهة اعمد إلى الابحار من خلال الانترنات وقد يفتح لي أبوابا كثيرة لأربط علاقاتي مع فتيات أجانب قد يساعدونني على مغادرة البلاد وضمان عيش كريم في المستقبل».
ويضيف «أنا بصراحة اعتبر نفسي مدمنا حيث اقضي الساعات أمام الانترنات دون كلل أوملل حتى وإن كان على حساب صحتي فمن خلال الابحار أتمكن من معرفة كل ما يحصل في البلاد كما أن جل الناس انتقلوا من الإعلام الكلاسيكي إلى الإعلام البديل .. لقد اصبح الشباب مهتما بقضايا الساعة فإن فاتك شيء فإنك تستطيع آن تعرفه من خلال الانترنات سواء إن كانت أخبار رياضية أو ثقافية وحتى اجتماعية كما يجب حسن استغلال هذا الفضاء وذلك بأخذ المفيد وترك السيء»
ويقضي الشاب شكري الساعات أمام الكمبيوتر يتصفح ويبحث عن كل ما هو جديد فيقول«أنا اقضي ما يعادل الست ساعات يوميا فمن خلال هذا العالم يمكنني أن اعرف أخبار الجهة وكل ما يدور في البلاد ولا أتصور أنني قد أتخلى عن الجهاز الذي فتح لي أبواب لأتمكن من الإبحار واقتحام عالم افتراضي,فإلى جانب استعمالها في البحوث فإنني اعتبره شكلا من أشكال التواصل يمكنك من خلق عالم لك وحدك تختار فيه من ستتفاعل معه لتحس براحة حتى لو كانت نسبية».
كما صرح الشاب ماهر قائلا «هذا العالم هو منظومة أتت لخدمة الناس والبلد لذلك وجب أن نحسن توظيفها في حياتنا, في هذا الإعلام البديل تجد الخير والشر ولا يجب للشباب خاصة أن ينساقوا وراء نزواتهم فإن أحسنت استغلالها فإنها حتما ستعود عليك بالفائدة وإن فعلت العكس فقد تضرك.