تفتح شبكة الانترنات للكثير من الشباب ألف باب للنشوة وألف نافذة للذة إنها نشوة ولذّة الابحار تعوّضهم عن الشواطئ التي حرموا منها لظروف أو لأخرى. فمع ارتفاع درجات الحرارة وفي هذه العطلة المدرسية والجامعية يخير البعض من التلاميذوالطلبة الالتحاق بالمراكز العمومية للانترنات لدوافع مختلفة. أيمن شاب لم يسعفه الحظ للنجاح في امتحان الباكالوريا هذه السنة يقر أن دافع مجيئه لمركز الانترنات رغبة ظلت تشده لنيان إخفاقه في الدراسة، فالشبكة بما تزخر به من نوافذ عديدة تفتح له امكانات النظر والسفر الى عالم بعيد. بخلاف هذه الدوافع الرومانسية الحالمة يعترف الصحبي وهو عامل باحدى المؤسسات الخاصة أن دافع مجيئه لمركز الانترنات بسيط جدا يقول: «آتي هنا من أجل تفقد البريد الالكتروني علني أعثر عن تحية تأتي من هذا الصديق أو ذاك أو نكتة طريفة تضحكتي وتزيل عني بعض هموم العمل صدقني إنني أسعد كثيرا عندما أجد مثل هذه الرسائل الالكترونية لكنني في المقابل قد أحزن لغيابها». ** يوجد في «الواب» ما لا يوجد في البحر ورغم ارتفاع درجات الحرارة فإن البعض لا يذهب الى الشواطئ وإنما يخير الابحار بشكل آخر هذا ما يؤكده الشاب محمد الجربي وهو طالب يقول: «أخيّر الابحار في شبكة الانترنات خاصة في الساعات الليلية إذ أحاول ربط علاقات صداقة مختلفة. إنها وسيلة للترفيه وقتل الوقت الممل خاصة وأنني أسكن وسط العاصمة والذهاب الى الشاطئ ليس أمرا سهلا إذ يتطلب وسيلة نقل خاصة ويتطلب أيضا وهو الاهم الكثير من «مصروف» الجيب». البحث عما يرفّه عن النفس هو الذي دفع بمنير (طالب) الى الاستنجاد بشبكة الانترنات إذ يعترف قائلا: «إنني أستنزف منها كل المعلومات والاخبار ذات الصلة بالرياضة أخبار النوادي الاروبية بطبيعة الحال. وهذه المواكبة لمثل هذه الانشطة الرياضية لا يعني أنني أغمض عيني عن التحاور في بعض المواضيع والقضايا الجادة الاخرى خاصة الوضع في الشرق الاوسط والوضع في العراق على وجه التحديد وهي قضايا الساعة بالنسبة لنا نحن كعرب». وغير بعيد عن هذا التوجه نحو دوافع ذات علاقة بمواضيع جادة يؤكد الشاب ماهر الذي لم يمض وقت طويل على إحرازه شهادة ختم الدروس الجامعية أن ذهابه لمراكز الانترنات بنية الابحار في بعض المواقع التي من شأنها أن توفر له عروض شغل تتناسب مع الاختصاص الذي درسه. ** لا للالعاب وعن عدم إدراج بعض الالعاب يؤكد أحد العاملين في مراكز الانترنات ان إدراج هذه الالعاب يدخل الفوضى بالمركز إذ يتهافت الكثير من الشبان ويتدافعون على المواقع وهو ما من شأنه أن يلحق الاضطراب وهو اضطراب نحن في غنى عنه خاصة وأن موقع المركز يأتي في وسط العاصمة. على كل ما هو ثابت أن الكثير من الشباب يلذّ لهم التواجد بمراكز الانترنات وقضاء ساعات طويلة بها للتحدث وتبادل الافكار والاخبار ولمَ لا الاحلام. * رضا بركة