ما من شك أن محمية «الفايجة «بمختلف مكوناتها الطبيعية والبئية النادرة تمثل نقطة مضيئة بجهة غار الدماء لكنها تحتاج الى تدخلات حتى تحافظ على بريقها حتى لا يكتنفها الإهمال فتتحول لنسي منسي. المحمية التي تمثل مصدرا متميزا لسياحة بيئية ناشطة بالجهة تحتاج لتدخلات تشمل مجالين الأول يتعلق بالطريق المعبدة الموصلة لها والثاني بتقادم وتآكل بعض مكونات المحمية خاصة المتعلقة بالبنايات والمدرجات.
فالطريق المؤدية إلى محمية الفايجة ورغم أنها صعبة المسلك بحكم المرتفعات الجبلية ووعورة التضاريس إلا أنها تآكلت جوانبها واعترتها الحفر والتقطعات مما جعل التنقل صعب المنال ومحفوفا بالمخاطر وهو واقع ما كان ليكون لو وقعت صيانة هذه الطريق الحيوية بين الحين والآخر حتى تتيسر عملية التنقل للسيارات الخاصة والحافلات الناقلة للسياح والزائرين لمشاهدة ما بهذه المحمية من عناصر ومكونات طبيعية وتاريخية نادرة الوجود.
أما المحمية في حد ذاتها فإن بعض المباني فيها تحولت إلى نسي منسي لغياب مكوناتها من حيوانات واستعمالات بيئية أخرى هذا إضافة للحالة السيئة للمدرجات الإسمنتية والخشبية المؤدية لبرج المراقبة وساحة تواجد الأيل البربري المميز للمحمية وهذا يتطلب تدخلا لإعادة تركيز هذه المدرجات وصيانتها حتى يجد الزائر ظروفا أفضل خاصة والمكان غاية في الروعة والجمال ونقاء الطبيعة .
كما يتعين كذلك تفعيل دور الاستراحات وتنشيط عمل المقهى والمشربة حتى لا تبقى جسما بلا روح وتركيز بعض المطاعم للزائرين وكذلك تخصيص محلات للتعريف بالصناعات التقليدية وترويج بعض السلع وفي هذا وذاك تنشيط للحركة الإقتصادية بالمنطقة وتوفير لمواطن شغل ولو وقتية لأبناء الجهة.
مسألة أخرى يجب أن تتوفر في هذه المحمية الرائعة ونظنها من مشمولات وزارة البيئة وكذلك السياحة ووكالات الأسفار وكل من يهمه الأمر ويتعلق بالتعريف بهذه المحمية حتى تتضاعف الزيارات وتنتعش معها الجهة عامة لأن من الظلم ألا تجد هذه المحمية الدعاية الكافية وهي التي تبقى رغم بعض النقائص مفخرة للجهة.
محمية الفائجة بمختلف مكوناتها تحتاج لتدخلات متنوعة تعيد لها هيبتها وتحقق لها توافدا غير مسبوق للزائرين الذين سيربحون الكثير الكثير بزيارة هذا المكان النادر الوجود والرائع الجمال.