لأول مرة منذ 5 سنوات كاملة أحيا أنصار حركة «فتح» الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة حركتهم في قطاع غزة فيما أكد الرئيس محمود عباس قرب معالجة ملف المصالحة بين «فتح» وحماس». احتشد عشرات الالاف من انصار حركة فتح منذ ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة في مدينة غزة محتفلين في مهرجان جماهيري بالذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقة الحركة للمرة الاولى في قطاع غزة منذ عام 2007.
وامتلأت ساحة «السرايا» وسط مدينة غزة بالجماهير وبينهم الاف النساء والاطفال الذين وصلوا في مسيرات راجلة ومحمولة من كافة مناطق قطاع غزة وهم يلوحون باعلام فلسطين ورايات فتح.
وحمل المشاركون صورا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس السلطة محمود عباس في ساحة السرايا بعد ان سمحت حركة حماس باحياء الذكرى فيها للمرة الاولى منذ خمس سنوات.
وقال سليم الزريعي القيادي في فتح «هذا الحشد الهائل استفتاء على شرعية السلطة الوطنية وان فتح لاتزال في الطليعة». واشار الى ان «عشرات الاف المواطنين وصلوا الى ساحة السرايا قبل اربع ساعات من بدء المهرجان ما يؤكد حضور مئات الالاف».
من جانبه، بين ماهر شامية المسؤول في اللجنة المشرفة على المهرجان ان «الاف من عناصر فتح يشاركون في تأمين المهرجان وتنظيمه». وكان المئات من عناصر كتائب «شهداء الاقصى» المنبثقة عن حركة فتح، الذين يرتدون بزات عسكرية دون ان يحملوا اي نوع من الاسلحة يحيطون بالمسرح الضخم الذي اقيم خصيصا لهذا المهرجان.
وصمم مسرح المهرجان على شكل قبة الصخرة في المسجد الاقصى يتوسطها باب لدخول قادة فتح وكبار الضيوف المشاركين. ووضعت صورة ضخمة للرئيس الراحل ياسر عرفات واخرى للرئيس عباس، كما رفعت صور كبيرة لعدد من قادة فتح «الشهداء».
ويعود اخر مهرجان جماهيري نظمته حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس بمناسبة انطلاقتها في غزة الى 31 ديسمبر 2007. من جهته , أكد الرئيس الفلسطينيّ محمود عباس أنْ لا بديل عن الوحدة الفلسطينية لبلوغ الأهداف الوطنية وتحقيق النصر.
وفي كلمة ألقاها عبر الأقمار الصناعية في الذكرى ال48 لتأسيس حركة فتح في غزة، قال عباس إن «القدس تتعرّض لأعتى عملية استيطان» داعياً إلى إنقاذها. وشدد عباس أيضاً على أن الوحدةَ الوطنيةَ هي الأساس الذي يقوم عليه العمل الوطني، وأنْ لا بديل عنها لبلوغِ الأهداف.
وقال عباس في خطابه «إن «فتح» الأمس، هي «فتح» اليوم، إنطلقت من أجل فلسطين، وظلت فلسطين هي بوصلتها، ملتزمة طيلة مسيرتها بمبدإ لم تحد عنه، وهو أن الولاء هو للقضية، وأن الوحدة الوطنية هي الأساس الذي يقوم عليه العمل الوطني الفلسطيني، وأن الحفاظ على الشخصية الوطنية له الأولوية».