الاجراءات الجديدة للديوانة... مكافحة الفساد وحماية الاعوان والاصلاحات الجديدة في القطاع هي ابرز ما جاء في كلمة السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة أمس خلال اشرافه على إحياء حفل الذكرى السادسة والخمسين لتونسة الديوانة. «الشروق» حضرت الاحتفال وحاولت نقل أبرز شواغل القطاع وجديد الاصلاحات. تحدث السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة عن الظروف الأمنية التي يعمل بها أبناء الديوانة والتي وصفها بالصعبة في معظم الأحيان. وقال إن مرفق الديوانة هو من أهم المرافق العمومية نظرا لما يكتسيه دوره من أبعاد اقتصادية وجبائية وأمنية وما لها من دور على مقوّمات الدولة ومكوّناتها وعلى سياستها الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الى دور الديوانة في ضمان سلامة التنافس النزيه من الممارسات غير الشرعية مثل إغراق السوق والتقليد الى جانب مراقبة المواصفات والجودة. وأكد على دور الديوانة ومجهودها في مكافحة التهريب بمختلف أنواعه من تهريب للبضائع والمصوغ والعملة الاجنبية وحماية المستهلك من المواد غير المطابقة للمعايير الصحية والفنية ومراقبة التصدير اللاشرعي للبضائع المحجّرة او الخاضعة الى تراخيص مسبقة.
اصلاح واجراءات
من المنتظر احالة وثيقة الاصلاح في قطاع الديوانة على المجلس الوطني التأسيسي وأشار السيد حمادي الجبالي إلى أنه سيتم إيلاء أهمية كبرى إلى جانب التكوين وإدخال أساليب العمل الجبائية والرفع من مستوى التأطير والإحاطة المهنية والاجتماعية لعون الديوانة وتوفير الحماية الضرورية له عند أدائه لمهامه باقتناء أحدث التجهيزات اللازمة وتأمين أسباب الرعاية الاجتماعية للأعوان وعائلاتهم حتى يتفرغوا لأداء واجبهم في أحسن الظروف. وقد تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تهم الجانب المادي وبعض الأوامر الترتيبية وغيرها.
إعادة الهيكلة
أعلن رئيس الحكومة على إعادة هيكلة المؤسسة الديوانية والمندرجة ضمن أهداف البرنامج الحكومي وذلك بالعمل على إعادة تهيئة نقاط العبور الحدودية بما يمكن من توفير الظروف المناسبة لأداء الأعوان مهامهم وحمايتهم.
وقد تم تعزيز تواجد مصالح الديوانة بتركيز مالا يقل عن 16 فرقة ديوانية تدريجيا مع برمجة إحداث إدارة جهوية للديوانة بالقصرين خلال سنة 2013. وتحدث السيد حمادي الجبالي عن الصعوبات اللوجستية والمادية التي تعوق عملية المراقبة بالاضافة إلى الاعتداءات المتكررة ضد أعوان الديوانة من قبل المهربين وأنه سيتم العمل على تحديث عمل الإدارة باعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصال وقد تم الشروع في وضع كراس الشروط لاقتناء كاميرات مراقبة والتي سيتم تركيزها قريبا بكافة الموانئ والمطارات.
وأكد على تنفيذ الإجراءات القانونية المتعلقة بتأمين سير البضائع منذ تعهد مصالح الديوانة بها إلى حين وصولها إلى وجهتها النهائية بما يساعد على تحديد مآلها وتفادي تراكمها بفضاءات الخزن وفقدانها لقيمتها التجارية. ومن المنتظر وضع وثيقة تعاقدية تبرم بين كل من وزارة المالية والإدارية العامة للديوانة قصد تحقيق جملة من الأهداف.
فساد وشفافية
أكد رئيس الحكومة المؤقتة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات لمقاومة ما كان عالقا في الديوانة من فساد حتى يتفرغ هذا المرفأ العمومي لأداء المهام المنوطة بعهدته في كنف الشفافية والاحترام مدعوما في ذلك بثقة الدولة والمجتمع بكافة مكوناته. وقد تم الانطلاق في اعداد دليل سلوك طبقا للمواصفات العالمية.
وشدد على أهمية الرقابة وعلى اتخاذ جملة من التدابير بالتعاون مع كل الأطراف المعنية. تحدث السيد محمد المؤدب المدير العام للديوانة ل«الشروق» عن وجود تمش كامل لمقاومة الفساد والرشوة في الديوانة. وأضاف بأنه لابد من اعادة فتح الموضوع بكل موضوعية من خلال تقييمه بين الراشي والمرتشي. وقال انه لابد من الحديث عن الرشوة في المجتمع ككل.
وأضاف بأن هناك ما بين 40 و50 قضية فساد تابعة للديوانة في القضاء وان التحقيقات مازالت متواصلة وان هناك لجنة تحقيق معينة من سلطة الاشراف. أما فيما يتعلق بالتهريب فذكر بأن الديوانة تقوم بمجهوداتها لما للتهريب من انعكاسات على المواطن وأشار الى تضاعف الفرق والدوريات وبعث 16 فرقة جديدة لتغطية كامل أنحاء الجمهورية. وقال انه للأسف هناك اعتداءات متكررة على الأعوان. من جهة أخرى قال انه سيتم انتداب حوالي 700 عون جديد خلال 2013 في الديوان.
الحاجة إلى التطبيق
قال السيد محمد غانم ان ما جاء في كلمة السيد حمادي الجبالي هو ما طالبت به الديوانة وهي أهداف الاضراب الذي كان من المقرر القيام به منذ عشرة أيام. وأشار الى ضرورة تطبيق النقاط الواردة في الخطاب والمتمثلة في رد الاعتبار الى أعوان الديوان وحماية الاعوان والمعتدى عليهم وعائلاتهم والقيام بمجموعة من الاصلاحات واعادة الهيكلة العامة.
وأشار الى تقلص الانفلاتات والاعتداءات واعتبر أن مجهودات مقاومة الفساد متواصلة والملفات على ذمة القضاء. وقال إنه وقبل الثورة كانت الديوانة الحديقة الخلفية للطرابلسية والعائلات النافذة السابقة وأنه آن الأوان للإصلاح. في المقابل أشار الى وجود مهربين يحاولون الصعود بقوة وممارسة العنف على الديوانة ووراثة الطرابلسية من خلال الاعتداءات لكن القانون وإعادة الهيكلة بالمرصاد. وأضاف أن مجلة الديوانة في حاجة الى اصدار نصوصها التطبيقية التي لم تصدر بعد وهي ما يعادل ثلاثة أرباع المجلة.