يميل جلّ الأولياء الى ترسيم أبنائهم في القطاع الخاص خلال فترة التعليم ما قبل الدراسي وذلك لتوفر خدمات اضافية برياض الأطفال لعل أهمها تعليم الأطفال للغات الفرنسية والانقليزية، لكن المختصين يحذّرون من هذه الأساليب غير البيداغوجية ومن التجاوزات في القطاع الخاص، هذا ما رصدناه خلال الأيام المنعقدة أمس في العاصمة حول التعليم ما قبل المدرسي. وفي هذا الإطار ذكر الأستاذ عمار اللموشي متفقد عام للتربية أن منظومة التعليم قبل المدرسة تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة لكنها لا تخلو من نقائص لابد من تجاوزها ولاحظ أن أقسام التحضيري التي تشمل التلاميذ في سن من 5 الى 6 سنوات تشرف عليها في الغالب وزارة التربية لكن التلاميذ دون 5 سنوات يتم توجيههم لرياض الأطفال التي تعود بالنظر الى وزارة المرأة والكتاتيب التي تعود بالنظر الى وزارة الشؤون الدينية لكن الاشكال البارز في القطاع الخاص يتمثل في بعض الرياض لأقسام التحضيري دون الحصول على تراخيص مسبقة لذلك يصعب مراقبتها من الوزارات التي تعود اليها بالنظر. ولاحظ أهمية المراقبة البيداغوجية في مثل هذه السن.
تكوين المربين
كما انتقد المتحدث عدم لجوء جل هذه الرياض الى مربين مختصين رغم أهمية المسألة في هذه السن ودعا الى ضرورة العمل على تدارك هذا النقص وذلك بالتعجيل في تكوين هؤلاء الإطارات المباشرين لعملهم في رياض الأطفال، الى جانب تقنين عملية الانتدابات في هذه الفضاءات التربوية التي تشهد اقبالا كبيرا من الأولياء خاصة وأن المؤسسات الجامعية المختصة في تكوين المربين موجودة وتعمل منذ سنوات في تونس. وفي خصوص أقسام التحضيري الراجعة للنظر الى وزارة التربية ذكر المتفقد العام أن هذه الأقسام لا تسند سوى للمعلمين من ذوي الخبرة والكفاءة في المجال.
بين الخاص والعام
وفي خصوص ما لاحظه الحاضرون من أنه على عكس ما تم التصريح به يميل الأولياء الى ترسيم أبنائهم في الخواص أكثر مما يميلون الى القطاع العام بالنسبة الى التعليم ما قبل المدرسي نتيجة لما تتمتع به هذه الفضاءات من سمعة جيدة خاصة في خصوص تعليم اللغات في سن مبكرة. وذكر متفقد عام التربية ان التعليم مسألة بيداغوجية لها ضوابط علمية ولا تتماشى مع تصور الولي للتحضيري فمن غير المنطقي ادماج الطفل في برنامج مكثف خلال التحضيري في حين أنها مرحلة تنفيد الطفل للتعليمات الأساسية وإن تم له ذلك فماذا عليه يفعل في المدرسة؟ سيشعر بالملل ويتقهقر انتباهه ويتراجع تركيزه، هناك ضوابط بيداغوجية لابد من احترامها في المنظومة التربوية.
ملف تحت النظر
من جهته ذكر وزير التربية ان ملف التعليم ما قبل المدرسة كان من ضمن الملفات التي نظر فيها مجلس وزاري مؤخرا وهناك رغبة في تطويره وإحكام العلاقة بين القطاعين الخاص والعام. ولم يخف ان بعض المؤسسات الخاصة لم يتم تأهيلها لتقوم بالمهمة على الوجه المطلوب. وأضاف أن الحكومة عازمة على تطوير القطاع عبر التفقد والبرامج وتمكين بعض رياض الأطفال من قروض ومساعدات أدبية لتقوم بدورها وتتحمل مسؤوليتها على الوجه الأكمل وحتى لا تتحول هذه المؤسسات ما قبل المدرسية الى مؤسسات ضارة لأبنائنا. ولاحظ ان هناك اقبالا من الولي على هذه المؤسسات لكنها في حاجة الى مزيد التأهيل في عديد الأحيان وهو ما تحرص عليه الوزارات المتدخلة حسب ما ذكره الوزير
خطة مرافق مدرسي
وفي إطار متصل وإجابة عن سؤال الاعلاميين حول اعتزام انتداب 10 آلاف مرافق مدرسي لضمان الاحاطة النفسية والاجتماعية للتلاميذ في المدارس والاعداديات والمعاهد ذكر وزير التربية انه مشروع حكومي وسيتم الشروع قريبا في ضبط اجراءات التنفيذ خلال شهر ونصف تقريبا اي في سنة 2013. وأضاف انه برنامج خصوصي لن تكون له علاقة بما تم برمجته في الوظيفة العمومية من انتداب نحو 23 ألف موظف جديد خلال 2013.