أدى مؤخرا والي بنزرت السيد عبد الرزاق بن خليفة زيارة عمل ميدانية الى معتمدية أوتيك رفقة الاطارات الجهوية وايضا عضو المجلس الوطني التأسيسي الانسة آسيا النفاتي، قادته تقريبا لجل مناطقها أين التقى أهالي الجهة. كانت الزيارة مناسبة للوقوف خاصة على مشاغل أهلنا هناك والشعور ولو على عجل بما يعانونه من ضيم العيش ونكد الدهر وكل ألوان التهميش والفقر والبطالة... وأيضا تقديم الحلول أو البعض منها لمواطنين أوفياء لارضهم ومعتزون بما لديهم رغم تلك الصعوبات التي مثلما أكد لي «عم حسين» هناك لن تؤثر فيهم وفي رغبتهم في تذليلها ولكنهم مع ذلك طالبوا المسؤولين على دواليب الدولة أن يكونوا على قدر الامانة... وربما من الامور التي أردت الاشارة اليها لدى متابعتنا لكل مراحل الزيارة هو الإمكانيات الطبيعية والمادية والبشرية والتنموية الهائلة التي تميز معتمدية أوتيك من خلال حضور كل مجالات الحياة والنشاط بطريقة تجعل الطموحات كبيرة ومتنوعة لكن الواقع صراحة دون ذلك أو لنقل نسبة استغلال تلك المميزات ليست على نفس القدر وهو ما يتطلب تأكيد نقلة نوعية في مستوى الدراسات وبالخصوص «هبّة» شعبية من الجميع هياكل رسمية ومجتمعية للنهوض بالمعتمدية وجعلها قاطرة نشيطة لكل الجهات الغربية للولاية..
واقع وطموحات
ففي معتمدية أوتيك المدينة كانت المطالبة من الجميع بإحداث بلدية قارة قد تساعد في دعم مسيرة التنمية الشاملة بالمعتمدية خاصة وانها تملك كل مقومات البلدية،مطلب اكد والي بنزرت انه وجد التفاعل الجهوي ولن يدخر اي جهد للمساعدة والعمل على تحقيقه، هذا بالإضافة لإيجاد حل سريع لإعادة احياء جمعية التنمية هناك وتوفير العمل والمرافق الاجتماعية، كما طالب الاهالي هناك بضرورة احداث مصب مراقب للفضلات عوضا عن المصب العشوائي الحالي الى جانب المطالبة ببعض المقاسم الفلاحية ومقاسم اجتماعية للسكن وبالخصوص الحصول على حصة في البرنامج الجهوي للسكن الاجتماعي وهو من المطالب الملحة والمتكررة في كل جهات المعتمدية... وبعمادة الحويض رصدنا عديد المشاغل خلال الزيارة لعل من أبرزها وضعية دار الشباب التي تعرضت للسرقة بعد الثورة في العديد من المرات الى جانب زيارة قصر المخلوع هناك حيث رصدنا مطلبا ملحا لتحويله لفضاء ترفيهي متناغم مع محيطه ولكن ايضا وقفنا على حجم التخريب الذي تعرض له على ايدي عصابات الانحراف وهو الذي بات ملكا عموميا، وبالمنطقة الصناعية تعرف والي بنزرت والوفد الجهوي المرافق على مجمل واقع حالها « المزري » صراحة أو لنقل المجانب لطموحات أبنائها ولكل هياكل الدولة فهذه المنطقة إذ يكفي الاشارة الى وجود 12 مؤسسة مغلقة ومقاسم شاغرة كما أنها تفتقر لكل أشكال التنمية الأساسية المطلوبة وبقية المرافق والخدمات الى جانب مطالبة المتساكنين بتركيز مخفضات سرعة على مستوى مدخلها... وبعمادة البسباسية عبر الاهالي هناك عن تذمرهم من حالة ووضعية المدرسة الابتدائية كما طالبوا بالإسراع في انجاز المستوصف وهي تقريبا نفس مطالب أهالي عمادة عين غلال ونضيف إليها المطالبة بجهر وادي الليل... وبعمادة سيدي عثمان لاحظنا تأخر في انجاز مشروع تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب بسبب عرقلة المقاول المكلف بالإنجاز من قبل بعض المحتجين هذا بالإضافة للمطالبة بالإسراع في انجاز المستوصف والمطالبة بإصلاح الحواجز الترابية بوادي المبطوح وإعادة تهيئة المدرسة الابتدائية بالعمادة، كما طالب اهالي عمادة باش حامبة بحماية المنطقة من الفيضانات والنظر في البنايات المتداعية للسقوط الى جانب الرغبة في إحداث شركة تعاونية فلاحية، وكم المني شخصيا حالة حي المنار والذي صراحة لا يملك من النور الا الاسم او بالأحرى يمكن تسميته بحي النسيان والتهميش و«الميزيرية » فأينما تتجول ترى وتحس بنكد العيش او بالأحرى حالة موت سريري دون اوجاع لان مواطنيه ومتساكنيه وكأنهم من عالم اخر او قارة اخرى، في وضعية المت بكل تأكيد الوالي والوفد ووعد بالتدخل ونقل حجم تلك المعانات لكل عناصر الدولة.
برامج تنموية
رغم كل المشاغل والمطالب المشروعة لأهل أوتيك فإن الدولة لم تتوانى في تمكينها من نصيبها من التنمية بالقدر المستطاع ضمن برامج ومشاريع منها ما هو متواصل ومنها ما هو مبرمج كان استعرضها والي الجهة خلال مراحل هذه الزيارة المفتوحة مع كل إطارات وأبناء المعتمدية ومنها الإشارة الى أن كلفة المشاريع المتواصلة والمرسمة بميزانية الدولة للسنة الجارية 2012 تقدر بحوالي 13,7 م د موزعة على قطاع الفلاحة مثل التوسع في الحبوب المروية بسيدي عثمان وعين غلال (500 أد) وتهيئة وتعبيد 14,6 كلم من المسالك كقسط أول (1,69 م د) وحفر بئر عميقة بسيدي ابراهيم (125 أد) والمناطق الصناعية كمشروع تهيئة (35,5 هك) ب (1,5 م د) وتهيئة منطقة جديدة صناعية على مساحة (50 هك) ب(11 ,131 م د) بلغت نسبة تقدمها أكثر من %30 وقطاع التنوير باعتمادات 405 أد مخصص لتنوير بلغوث الصوف وعددها عائلتها أكثر من 62 عائلة أما الطرفاتن فتبلغ ماسهماتها حوالي 7 م. د. منها الوطنية رقم 337 ومسالك الفجة والدويميس والبسباسية والبياضة والبريج على مسافة 12 كلم والتلة وسيدي ترعة وجبل كشباطة (1,6 م د) ومسالك الدالي وصيانة أكثر من 11 منشأة فنية على الاودية (750 اد) . هذا دون اعتبار مشروع تدعيم الطريق الوطنية رقم 8 على مساحة 31,7 كلم باعتمادات توازي 9,7 م. د . وقطاع الماء الصالح للشرب عن طريق الصوناد باعتمادات توازي 1,5 م. د ومنها مناطق باش حامبة والصكاك والهوايدية والزويتينة وعن طريق التهيئة الريفية باعتمادات توازي 2,5 م د وتحظى منطقة سيدي عثمان بقسطيها باعتمادات توازي 45 اد...
ومن جهة أخرى لاحظ والي بنزرت أن المشاريع العمومية الاخرى في قطاع الصحة مثلا تسير على نسق حثيث كإحداث مركز صحة اساسية صنف 2 بمنطقة البسباسية بحوالي 100 أد وأيضا القطاع الثقافي بترميم الموقع الاثري بأوتيك وبعث متحف أثري باعتمادات تفوق 20 أد وفي مجال الشؤون الاجتماعية بلغت نسبة تقدم أشغال انجاز وحدة النهوض الاجتماعي ب %50 وتقدر اعتماداتها بحوالي 120 أ.د كما عرج والي بنزرت في تصريح خاص بنا على ذكر المشاريع المقترحة للأدراج ضمن ميزانية الدولة لسنة 2013 والتي توازي اعتماداتها بحوالي 10 م د ومنها على سبيل الذكر صيانة المسالك الفلاحية وقنوات التجفيف والمناطق المغدقة وتزويد الفجة والمبطوح والطاحونة والدويميس بالماء الصالح للشرب وتهم حوالي 190 عائلة وتطهير قرية أوتيك وتعبيد بعض المسالك وصيانة البعض الآخر هذا بالإضافة لصيانة مدارس المبطوح وباش حامبة وتجهيز مركزي الصحة الاساسية بسيدي عثمان والبسباسية وهو مركز حديث.