عقدت الهيئة التأسيسية للحركة المحمدية في تونس (شعارها: رحمة – عدل – أخلاق ) اجتماعها الأول يوم السبت 17 نوفمبر 2012، برئاسة د.خالد شوكات، وذلك لمناقشة مسودة القانون الأساسي للحركة، والمصادقة على البنود المتعلقة فيه بمرجعية الحركة وأهدافها والوسائل التي ستعتمدها في عملها. واتفق أعضاء الهيئة التأسيسية على اعتبار الحركة المحمدية جمعية فكرية وثقافية وإصلاحية، وليست حزبا سياسيا، حيث ستنشط في الساحة التونسية باعتبارها جزءا من المجتمع المدني ورافدا من روافد الحركة الحضارية والأخلاقية في البلاد ، فضلا عن أنها ستكون جمعية تطوعية مفتوحة أمام جميع التونسيين بصرف النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو أي معيار قد يفرق بين بني آدم ممن كرمهم الله تعالى بالعقل والدين. ويأتي تأسيس الحركة المحمدية انطلاقا من اتفاق المؤسسين على اعتبار «الأزمة الأخلاقية والروحية» هي أصل كافة الأزمات التي تتخبط فيها البلاد، سواء تعلق الأمر بالنخب التي غرقت في بحور لا متناهية من الصراعات والانقسامات والمكائد والدسائس والمؤامرات، أو اتصل الحال بالمجتمع الذي أضاع بوصلة القيم وافتقد الثقة في قادته وساسته ومثقفيه وكاد اليأس أن يستبد به من تحقيق أهداف ثورته ونهوض أمته. وينبع اختيار اسم «المحمدية» من إيمان المؤسسين بأن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هو أهم منابع الأخلاق في تراث أمتنا، وأنه مصداقا لقوله تعالى: «ولكم في رسول الله أسوة حسنة» القدوة الأولى بالإتباع من السلف، وأن الله قد أرسله رحمة للعالمين ( قال الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } الأنبياء107)، وأنه كما قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وأن سيرته العطرة كانت انتصارا رائعا لقيم التجديد والعدل والإحسان والمساواة.
وسيعمل أعضاء الحركة المحمدية على تقديم أنفسهم لمجتمعهم كمسلمين عاديين لا يزعمون العصمة، أو يزايدون على بقية المسلمين في العلم أو التقوى، وسيقرون دائما بأنهم يجتهدون فيخطئون ويصيبون، وبأنهم يحبون الله ورسوله، ويشعرون بالأمانة تجاه دينهم وحضارتهم ووطنهم، ويرغبون في المساهمة في تقديم نموذج متوازن لمسلم معاصر يرى في محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الأولى الجدير بالإتباع، وفي الإسلام رسالة رحمة وعدل وأخلاق، ويعملون على أن تكون الدعوة إلى الله سلوكا حميدا وقولا لينا.
كما سيؤكدون على نبذ العنف والدعوة إلى السلم ورفض تبديد الطاقات في الخلافات التي لا جدوى من ورائها. وسيرون في الفنون والآداب وكل ما أبدع الإنسان من أعمال الخير والجمال طرقا إلى الله، كاعتقادهم بأن العناية بالروح من خلال العرفان وسيلة إلى تزكية النفوس وإصلاح الأعمال وتعمير البلدان. وستعمل الحركة المحمدية على أن تستفيد الحركة الإصلاحية الفكرية والأخلاقية في تونس من تجارب ناجحة لحركات مماثلة في دول إسلامية تمكنت من التوفيق في مشروعها التنموي بين مقتضيات الهوية وقيم الحداثة الإنسانية كأندونيسيا التي احتفلت بمرور مائة عام على نشأة جمعيتها المحمدية في 18 نوفمبر 1912، وماليزيا و تركيا. وستقوم الهيئة التأسيسية للحركة المحمدية في تونس بإعلان تركيبة مؤسساتها القيادية على الصعيدين الوطني والجهوي في غضون الأسابيع القليلة القادمة.