لأول مرة منذ حرب أكتوبر سنة 1973، قصفت المدفعية الإسرائيلية مواقع الاشتباكات السورية الداخلية في قرية بير العجم، وذلك ردا على قذائف طائشة أطلقت باتجاه معسكر للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان السورية المحتلة. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن هذا القصف المدفعي تجاه الأراضي السورية جاء ردا على إطلاق ثلاث قذائف أخرى باتجاه معسكر لجيشه في هضبة الجولان السوري.
ورغم أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن هذه القذائف أطلقت بالخطإ نحو المعسكر الإسرائيلي خلال الاشتباكات بين قوات النظام السوري وبين قوات المعارضة، فإن «إسرائيل لم تعد تحتمل هذه القذائف؛ أكانت طائشة أو مقصودة.. وقد ردت، وسترد عليها في المستقبل».
وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للموضوع خلال جلسة حكومته العادية،أول أمس، فقال إن جيشه «يراقب عن كثب التطورات في سوريا»، وإن «الجيش الإسرائيلي مستعد للرد على أي تدهور يهدد أمن الدولة العبرية».والمعروف أن الاشتباكات داخل سوريا بدأت تمتد منذ نحو الشهرين إلى المناطق القريبة من خط وقف إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والسورية، التي تم رسمها والاتفاق عليها بين الدولتين في أعقاب نتائج حرب أكتوبر 1973.
وفي حينه أقيمت منطقة منزوعة السلاح، تديرها أمنيا القوات الدولية ويحظر على الجيشان دخولها. وقد التزم السوريون والإسرائيليون بالاتفاقية بشكل صارم، ولم يخرق أي منهما بنود الاتفاق.من جهتها اعتبرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس أن «سوريا ستدفع ثمن إطلاق قذائف على مرتفعات الجولان» وأشارت الصحيفة إلى أن القذيفة التي استهدفت مرتفعات الجولان تم إطلاقها خلال اشتباكات بين القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والنشطاء «السوريين».
ونقلت «لوموند» عن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قوله إن إسرائيل سترد في حالة إطلاق قذائف مرة أخرى والتحذيرات المتكررة من جانب تل أبيب من أن «استهداف الأراضي الإسرائيلية مرة أخرى سيقابله رد فعل أكثر صعوبة، ستدفع ثمنه سوريا».وذكرت الصحيفة الفرنسية انه رسميا، فإن سوريا في حالة حرب مع إسرائيل منذ حرب الأيام الستة في عام 1967، والتي أدت لاحتلال إسرائيل لجزء من مرتفعات الجولان، مشيرة إلى انه ومنذ ذلك الوقت، فان قوات أممية غير مسلحة تنتشر على الخط الفاصل بين الجانبين في هذه المنطقة.
وأضافت «لوموند» أنه على الرغم من احتلال إسرائيل لجزء من الجولان والتي لم يعترف بها المجتمع الدولي إلا أن الجانبين السوري والإسرائيلي لم يشهدا مواجهات منذ ما يقرب من 40 عاما.وأطلق الجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية باتجاه الأراضي السورية وذلك اثر سقوط قذيفة هاون مصدرها سوريا على شمال إسرائيل، بحسب ما أفاد بيان للجيش الإسرائيلي.وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن مطلقي النار الإسرائيليين تعمدوا عدم إصابة الموقع السوري.