«كيف لرئيس الحكومة أن بشتم أحزاب تونسيّة في صحيفة أجنبيّة؟» هكذا استغربت نجلاء بوريال المجيّد تصريحات حمادي الجبالي التي أدلى بها لصحيفة جزائريّة بداية الاسبوع. هذه التصريحات كانت فاتحة ما جدّ من تطورات في الساحة السياسية خلال الأسبوع المنقضي يسبقها في ذلك تصريحات أخرى أكثر تعقّلا أدلى بها مستشاره السياسي لطفي زيتون للاذاعة الوطنيّة. مجمل هذه التطورات والتصريحات والاحداث التي جدّت خلال الاسبوع كان لنجلاء بوريال القياديّة في حزب التحالف الديمقراطي رأي فيها. ولادة التحالف الديمقراطي
أقرب الأحداث إلى قلب محدثتنا هو الاعلان رسميا عن تأسيس حزب التحالف الديمقراطي رغم أنّ نجلاء ترفض تسمية هذا الكيان الحزبي الجديد الذي ضمّ التيار الاصلاحي للديمقراطي التقدمي وحزب الاصلاح والتنمية بحزب بقدر ما تصفه على أنه مبادرة سياسية لبناء حزب كبير يكون صوتا للتعقّل وسط هذا الكم من التجاذبات السياسيّة. «التحالف الديمقراطي هو نداء للاحزاب والسياسيين لبناء حزب مشترك يكون حزبا للبرامج وليس حزبا للشتم والقذف والتباغض فالملاحظ ان العنف استشرى في المجتمع وفي الاوساط السياسية والاحزاب باتت تنظر لبعضها البعض على أنهم أعداء وليس متنافسين لذلك جاءت مبادرة التحالف الديمقراطي لتقديم الفكرة والبرامج والرؤى الواضحة بعيدا عن خطابات التخوين والتصادم فنحن نريد ان يقبل التونسي على الانتخابات ولا ينزوي بسبب كل هذا الجدل» على حد قولها.
انطلاق مناقشة مشروع قانون الهيئة العليا للانتخابات
شخصيا أنا أتحفّظ عن عدم مناقشة الهيئات الثلاث معا وأعتبر أن مناقشة قانون هيئة الانتخابات خطوة جيدة لكن لا يمكن حقيقة تنظيم انتخابات دون اعلام حر وقضاء مستقل. أمّا على مستوى النقاشات أنا لاحظت أن النقاشات تجري بطريقة جيدة وهناك فعلا توافقات وما قد يغيب عنكم ربما هو توفّر 350 مقترحا لتنقيح مشروع هذا القانون بمعنى وجود حركيّة وديناميكية في الاقتراحات والفصول الثلاث وحدها تضم 120 مقترحا. ورغم هذا الكم من المقترحات والذي نسعى نحن في لقاءاتنا كأعضاء في الكتل للتقليص منها ربحا للوقت ورغم التجاذبات والحسابات الحزبيّة تمت المصادقة على الفصلين الاول والثاني وستعود النقاشات بداية الاسبوع ونتمنى بان تكون بأكثر سلاسة.
تقديم مشروع قانون العدالة الانتقالية
هذا المشروع تأخّر كثيرا وغيابه فتح الباب للعنف في أحيان كثيرة كما حصل في جهة تطاوين يوم 18 أكتوبر. هذا المشروع هو قاعدة المحاسبة حتى لا نتعمّد اقصاء بعضنا البعض.
شخصيّا أعتبر أنّ أيّ مواطن تونسي أيا كان انتماؤه الفكري والايديولوجي في حال قام بتعنيف مواطنه يعتبر خارجا عن القانون ولا يجب التدخّل في الشأن القضائي عبر الضغط عليه بالتظاهر في الشارع لأن ذلك يتناقض ومطلبنا الداعي الى استقلالية القضاء. لكن حين تكون المحاكمات غير عادلة حينها من واجبنا التحرّك.
تصريحات رئيس الحكومة ومستشاره
نحن كنّا نلوم النهضة من قبل عن عدم اعترافها بالأخطاء وبالتالي أنا أحيي اعترافات رئيس الحكومة (خلال حديث تلفزي له) عن اعترافه بالأخطاء لكن نودّ أن تكون هذه الاعترافات متبوعة باصلاحات. وأنا ألوم رئيس الحكومة بشدّة تهجّمه على أحزاب تونسية في صحيفة أجنبيّة لأن ذلك يدخل في إطار تشويه الاحزاب التونسية.
زيارة قايد السبسي لفرنسا
(تضحك نجلاء بوريال قبل أن تقول) العلاقات الدولية لديها أهمّية قصوى في حياة الاحزاب لكن لا يجب أن تكون هي المصدر الوحيد لقوّة الحزب هناك قاعدة يجب الاقتراب منها واقناعها.
من هي نجلاء بوريال المجيّد؟ من مواليد 1970 تعمل تقنيا ساميا في الصحة أصيلةقليبية بولاية نابل ناشطة في المجتمع المدني ثمّ انضمت الى الحزب الديمقراطي التقدمي بعد الثورة وترأّست قائمته في دائرة نابل1 في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وهي عضوة بالمجلس. كانت ممّن تمسكوا بعدم حلّ الحزب الديمقراطي التقدمي بعد مؤتمره الخامس وانضمت الى مجموعة محمد الحامدي التي قادت التيار الاصلاحي للحزب وهي اليوم عضوة في الهيئة التسييرية المؤقتة لحزب التحالف الديمقراطي. نجلاء بوريال المجيّد عضوة في لجنة الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد في التأسيسي وعضوة في اللجنة التشريعية للشؤون الاجتماعية وعضوة في المجموعة البرلمانية المسؤولة عن العلاقات مع المجتمع المدني.