عتبر المناضل والمفكر الفلسطيني رشاد أبوشاور أن فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يُعدّ أفضل من وصول ميت رومني الى البيت الابيض الذي وصفه بالامتداد السياسي والاستراتيجي لبوش الابن. أبوشاور وفي حديث ل«الشروق» أشار الى أن على الفلسطينيين والعرب عموما استعادة زمام الأمور السياسية وفرض ارادتهم محليا واقليميا ودوليا دون انتظار «تأشيرة» من السيد الأمريكي.
عربيا، ما هي الانتظارات المأمولة أستاذ رشاد، من أوباما... وما هي توقعاتك بخصوص ما سيقدمه للقضية الفلسطينية وللعرب في ولايته الثانية؟اعتقد ان فوز أوباما أفضل لأمريكا وللعالم من رومني المحسوب على المحافظين الجدد والذي لو فاز لشكّل امتدادا لبوش الإبن... أوباما لم يقدّم شيئا للقضية الفلسطينية ولكنه كما جاء في خطابه لم يكن مع شن حروب على ايران وعمليا على حزب ا& وعلى سوريا... ولذا أعود وأقول انه يختلف عن رومني.بالنسبة إلينا لن يحقق لنا شيئا جديا كفلسطينيين وعرب.. ربما يعمل على دفع استئناف التفاوض غير المجدي... وهذا لن يأتي لنا لا بدولة فلسطينية ولا بإزالة المستوطنات ولا بالافراج عن الأسرى.. يجب ألا نبني آمالا على أوباما لأن سياسة أمريكا ثابتة تجاه الكيان الصهيوني... وهي لن تتغير الا اذا فرضنا نحن التغيير في الميدان... وهذا غير متوفر حاليا... فالمؤامرة تشتد على سوريا من السعودية وقطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا.العرب منقسمون.. وبعضهم لا يتردد في مساومة أمريكا في السرّ والعلن.على مستوى التعاطي الأمريكي مع دول ما يسمى «الربيع العربي» في المستقبل، ما هي توقعاتك بهذا الخصوص؟في الولاية الثانية سوف يعتني كثيرا بالاقتصاد وبتحقيق انجازات للمواطن الأمريكي.. ومعالجة البطالة.. هو يريد أن ينجح داخليا ليحفظ لنفسه مكانا في أمريكا وما دام الرجل لا يريد الحروب سيركز على المنجزات الداخلية... بالنسبة الى الثورات العربية لم تكتمل، وهناك من قفز للاستحواذ عليها.. وأمريكا الامبريالية لن تكون مع استكمال الشعوب العربية لثوراتها الا اذا فرضت الشعوب إراداتها ومضت قدما الى الأمام رغما عن مصالح أمريكا كائنا من كان في الرئاسة الأمريكية.
في ما يتعلق بسوريا، هل تتوقع حدوث تغيير ما... وأي خيار سيسلكه أوباما على هذا المسار برأيك؟كل الدلائل تشير الى أن أمريكا لا تريد تدخلا خارجيا ولكن هذا لا يعني أبدا أن أمريكا لا تتدخل.. هي تتدخل.. هي المايسترو للمتآمرين العرب وتحديدا قطر والسعودية وتركيا... سوريا صمودها هو الذي يحول دون التدخل... ما دام جيشها قويا... وما دام الجيش يمثل الوحدة الوطنية للشعب السوري... وما دام الارهاب قد بدأ يتغلغل في سوريا فإن الشعب والجيش والمعارضة الشريفة التي يمثلها أمثال هيثم مناع وحسن عبدالعظيم والرموز التي هي في الداخل وغير المشتراة بالمال الخليجي... وما دامت المؤامرة على سوريا قد افتضحت.. ودور الاخوان المسلمين في سوريا قد افتضح ومعهم القاعدة وجند الشام فإن الشعب السوري بوعيه سيحول دون تدخل خارجي وسيهزم المؤامرة التي تهدف الى تدمير سوريا وتمزيق وحدة الشعب السوري.