لكم حاد المعهد الرياضي بالمنزه في عهد نظام الظلم والاستبداد عن وظيفته! لكم وقع توظيفه لأغراض سياسية وشخصية! لكم خدم المصلحة الضيّقة لسامي الوزراء والمستشارين الرئاسيين! لكم فتحت أبوابه لغير الرياضيين! تذكّرت كل ذلك لمّا علمت صدفة صباح أمس عبر أمواج الأثير وأنا في اتجاه مقر الجريدة أن افتتاح السنة الدراسية بالمعهد سيحضره كل من وزير التربية ووزير الشباب والرياضة. فقلت بيني وبين نفسي إن الأمر غيرعادي وغيّرت وجهتي نحو المعهد لأحضر الحدث.
لأول مرّة منذ انبعاثه
في دقائق معدودة عادت بي عجلة الزمن الى العصر الذهبي للمعهد في السبعينيات لما كان يؤمّ المواهب الصاعدة في جميع الرياضات وخاصة منها كرة القدم واليد والسلة والطائرة فأنجب منهم خيرة نجوم هذه الرياضات، ولكن سرعان ما طاله السياسيون وجعلوا منه خاصة بداية من التسعينات وكرا آخر للتجاوزات وتحقيق المآرب الضيقة فغلقت أبوابه أمام البراعم الحقيقية الى درجة أنه وقع منعه كليا عن الرياضات الجماعية فأصبح اسما بلا مسمى لا رياضيين بارزين فيه ولا تلامذة متألقين... والبارحة وبمناسبة العودة المدرسية سجّل التاريخ ولأول مرّة منذ بعث المعهد ترؤس يوم الافتتاح من طرف الوزيرين المذكورين عبد اللطيف عبيد وطارق ذياب أي التربية والرياضة معا. والأمر فيه أكثر من معنى إذ حان الوقت فعلا لردّ الاعتبار للمعهد لما للرياضة من دور أساسي في تربية الناشئة ولما للتربية من أهمية في تكوين أبطال مثاليين نريدهم قدوة للأجيال.
طارق: «انتهى عهد الاستغلال السياسي للمعهد»
وفي تصريح خصّنا به الوزير طارق ذياب في موكب افتتاح السنة الدراسية بالمعهد قال لنا: «نريد أنا وزميلي وزير التربية اعطاء اشارة ضوئية قوية للجميع بأن عهد الاستغلال السياسي للمعهد قد ولّى وانتهى وأن المعهد سوف لن يؤمه مستقبلا سوى الرياضيين الموهوبين وكما أننا أعدنا فتح أبوابه أمام الرياضات الجماعية». وأضاف الوزير بأن المعهد «يجب أن يكون مثالا في تكوين أبطال حقيقيين متألقين رياضيا وناجحين في دراستهم».
المدير يلوم
وكانت لنا بالمناسبة دردشة مع السيد رفيق الشاوش مدير المعهد الذي أوضح لنا بأن المعهد سيستقطب في سنة (2012 2013) 388 تلميذا من بينهم 170 جددا يتوزعون على 17 جامعة للرياضات الفردية وجامعتين للرياضات الجماعية (كرة اليد وكرة السلة) ولم يخف لنا تذمّره من عدم تسجيل أي تلميذ الىحد يوم الافتتاح من القائمات التي وصلت المعهد من قبل جامعتي كرة اليد وكرة السلة كما استغرب عدم حضور أي ممثل عن هاتين الجامعتين وعدم اتصال أي مسؤول عنهما به. وأشار السيد رفيق الشاوش بأن المعهد يستوجب اعادة نظر في هيكليته حتى يستعيد بريقه.