تعدّدت في الأيام الاخيرة احتجاجات أهالي منزل بوزيان على سياسات الحيف الاجتماعي واللاّتوازن في التنمية حيث أن حالة الضيق والاحتقان التي تعيشها المنطقة كغيرها من المناطق بسبب غياب منوال تنموي يستجيب للمطالب التي قامت من أجلها الثورة. اضافة الى تعنت السلط الجهوية والحكومة في تحقيق مطالب استعجالية.
«الشروق» تحولت الى مدينة منزل بوزيان ورصد اسباب حالة الاحتقان وكان النقل التالي :
السيد الجمعي حيدوري اورد ان واقع مدينة منزل بوزيان لا يختلف عن واقع المناطق الداخلية حيث ترزح تحت خط الفقر وقد يكون الامر طبيعيا في ظل فعل ممنهج ومقصود من طرف كل الحكومات المتعاقبة ولذلك اسباب نذكر منها المواجهة المستمرة للسلطة المركزية أي ان علاقة الجهات الداخلية بالحكومة كان يغلب عليها التوتر والصراع وبناء على توجه السلط الحاكمة قديما وحاليا والتي ترى من الجهات الداخلية صوتا انتخابيا فقط رغم مساهمة الجهة منذ القدم في مقاومة الاستعمار كذلك انطلاق شرارة الثورة من منزل بوزيان (موت اول شهيد برصاص الطاغية) غير أنّ حكومة ما بعد الثورة مارست سياسة تنكرية تجاه متساكني المنطقة وقد رأى والي الجهة ان الحل الامثل للمنطقة ه والحل الامني.
وبين السيد الجمعي انه خير دليل على ذلك تشبيه الاستاذ قيس سعيد منزل بوزيان بالمحرك الاساسي لدفع مكوك الفضاء الذي يقع نسيانه بمجرد الاقلاع وهو ما حدث وسيحدث فعلا اذ يبلغ عدد المعطلين حوالي 7 آلاف وحتى يكون الامر واضحا المشكلة في سياسة الحكومة التي تتخذ مقولة «قل ما تشاء وانا افعل ما يشاء» إذن العراقيل والمعوقات التنموية لم تكن ابدا محلية بل ان مدينة منزل بوزيان ارض خصبة للاستثمار والتطور لبلوغ مستوى الرقي الاجتماعي والاقتصادي ولكن السياسات المنتهجة هي من زادت مأساة الجهة وتخلفها.
من جانبه السيد صفوان بوعزيز بين أن اهمية العدالة الاجتماعية تأتي من كونها معالجة لأوضاع الطبقات الفقيرة والفئات الضعيفة للمجتمع والتي تنعكس على ما يقدم لها من خدمات متدنية في التعليم والثقافة والصحة والبيئة مثل ما هوالحال في مدينة منزل بوزيان المحرومة من الخدمات الاساسية حيث تعاني من العشوائية والتهميش والاقصاء يتجلى ذلك من خلال تعيين افراد في المجالس التي تدرس مشاريع التنمية المتعلقة بميزانية سنة 2013 لا علاقة لهم بالتنمية في الجهة وانما تم اختيارهم حسب الولاءات الحزبية.
وأشار السيد صفوان الى ان المشاريع المنبثقة عن المجلس الوزاري الاخير لا علاقة لها بالتنمية ولا بالتشغيل ولا بالمطالب الاساسية التي من اجلها قامت الثورة. من جهته السيد نزار بكاري بين انه رغم مرارة الواقع فإن الاهالي يتطلعون نحو الأفضل ان الجهة تحتاج الى مشاريع تنموية وانخراط ابناء الجهة في المسار التنموي مضيفا ان اهالي منزل بوزيان عانوا الامرين من ظلم النظام السابق حيث فرضت عليهم عزلة على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية حيث الفقر والبطالة والتهميش والاقصاء ومما زاد الطين بلة انتهاج الحكومة الجديدة لسياسة سابقتها اضافة الى سلطة جهوية لم يعرف لها مثيل في المماطلة والتسويف واطلاق الوعود الزائفة.
كما بين السيد نزار بكاري ان المنطقة ككل تفتقر الى ابسط المرافق الاساسية في جميع المجالات زيادة على وجود نسبة بطالة مرتفعة جدا حوالي 7 الاف عاطل يراودهم حلم صعب المنال في ظل حكومة همها الوحيد التشبث بالكراسي على حساب صناع الثورة الفقراء والمحرومين .