اعتبرت المناضلة الفلسطينية أم جهاد «انتصار الوزير» أن تونس بفضل ثورتها أعطت درسا في الديمقراطية بالمنطقة العربية التي رزحت تحت الدكتاتورية وقالت أم جهاد إنه يجب إعطاء الوقت الكافي للربيع العربي كي تنجح ثوراته. وأضافت أنه في ظل التهديدات يمكن أن تضيع دماء الشهداء وأشارت الى محاولات تدخل أطراف داخلية وخارجية قصد تحريف الثورة عن أهدافها الحقيقية . ولاحظت «أم جهاد» على هامش مداخلتها التي عنونت ب«ثلاثون عاما على الطريق إلى فلسطين» وذلك إحياء لذكرى استقبال بنزرت لقرابة ألف مهجر فلسطيني من بيروت بتاريخ 28 أوت 1982.
أن استذكار مثل هذه اللحظات حامل بدوره لمحطات لا يكمن ان تمحى من ذاكرة تونس أو فلسطين على حد سواء وذلك على اعتبارها من العلامات الفارقة في تاريخ المقاومة ودور تونس التي آمنت بعدالة مشروع الحرية والمساهمة في تعديل البوصلة نحو أمهات القضايا والحقوق الفلسطينية المشروعة في العودة .
أم جهاد التي ألقت كلمة بتأثر كبير وتوقفت عند حوادث حمام الشط وسيدي بوسعيد حيث اختلطت الدماء.. هذه الذكريات عن إرهاب إسرائيل لا سيما إبان حوادث حمام الشط عبر آلية «الساق الخشبية» اكتوبر 1985 حيث قصفت المدينة وليسقط 68 شهيدا اعتبرتها المناضلة الفلسطينية بمثابة وثيقة تشير إلى متانة العلاقات بين التونسيينوالفلسطينيين ومؤشرات تدين بامتياز الجانب الإسرائيلي بعدوانه الغاشم..
كما حيّت السيدة انتصار الوزير شهداء الثورة التونسية على هامش مداخلتها حيث أفادت أن تونس أعطت الضوء الأخضر لبداية سير البلدان العربية المحكومة بالدكتاتورية إلى سلك طريق الديمقراطية وقدمت درسا في ذلك ومهدت من ثمة للديمقراطية بالوطن العربي . وجوابا على أسئلة «الشروق» حول رؤيتها لنجاح ما يسمى بالربيع العربي في ظل المخاوف من الإخفاق اعتبرت انه يجب تكاتف كل قوى الثورة لضمان نجاح الربيع العربي الذي عليه ان يمنح الوقت الكافي لا سيما في ظل التهديدات ان تضيع دماء الشهداء هدرا والمخاوف من تدخلات أطراف من قوى الردة والثورة المضادة وأخرى خارجية تريد حرف الثورة عن أهدافها لا سيما ما تعلق منها بالديمقراطية والحرية.. وخلصت ام جهاد في الأثناء إلى التأكيد على مبدإ المقاومة الى حد سلخ الاحتلال داعية الى ضرورة تشبيب التاريخ المشترك التونسيالفلسطيني.. وكان اللقاء قد شهد حضورا لعدد من الضيوف الفلسطينيين عن سفارة فلسطينبتونس السفير السيد «سلمان الهرفلي» مرفوقا بمستشاره السيد : «هشام مصطفى « ونائبه السيد «عمر أبودقة» كما حضر المدير الإداري « محمود حسن عباس».
وكان من بين الضيوف الشرفيين : «أم لطف» زوجة السيد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية إضافة إلى إذاعة فلسطين ..