ينظم الوطنيون الديمقراطيون بمناسبة مؤتمرهم التوحيدي ندوة فكرية وكانت حركة النهضة قد نظمت أيضاً بمناسبة مؤتمرها التاسع ندوة فكرية أيضاً وسهرة شعرية. اهتمام حركة النهضة والوطنيون الديمقراطيون بالثقافة والفكر يثبت ان لهما مشروعا يدافعون عنه في حين لا نجد اهتماما كبيرا من بقية الاحزاب بالثقافة وقد لاحظت شخصيا غيابا شبه تام للسياسيين في الانشطة الثقافية التي تنظمها الجمعيات والمندوبيات الثقافية سواء في العاصمة او الجهات.
فإذا استثنينا الحضور الاستعراضي لبعض اعضاء المجلس التأسيسي ووزراء في الحكومة في بعض سهرات المهرجانات او افتتاح متحف قرطاج فإننا لم نلاحظ اي اهتمام ثقافي لهم وهذا يكشف عن ضيق افق بل انعدام رؤية فماذا ننتظر من سياسي لا يملك اي اهتمام ثقافي وان كان بسيطا؟!
فالسياسيونً في تونس اليوم ليست لهم اهتمامات ثقافية وهذا يبرز في غياب مؤلفاتهم ففي الغرب تكاد تكون الكتابة سواء المذكرات او المقاربات الفكرية عملا موازيا للسياسيين اما في تونس والوطن العربي فان كتابة السياسيين نادرة جداً ويعتبر الرئيس المؤقت منصف المرزوقي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من الأمثلة النادرة في هذا السياق.
ان الثقافة تحصين حقيقي للتجربة السياسية وخاصة للديمقراطية فالسياسي الذي يفكر لا يمكن الا ان يكون نصيرا للحرية والتعددية وبالتالي مدافعا وضامنا للديمقراطية اما من ينعدم لديه اي اهتمام بالثقافة ولو كان بسيطا ماذا سننتظر منه؟ اسأل وأمضي !