بطولة كرة السلة (برنامج الجولة التاسعة)    بطولة العالم للأندية إنتركونتيننتال : موعد مباراة الأهلي المصري و العين الإماراتي    «لارتيستو»... المسرحي لسعد الجموسي ل «الشروق»أحرص على ثقافة نخبوية للجميع !    بمشاركة 6 دول...الدورة السادسة من المهرجان الدولي للألعاب السحرية بتونس    قبلي .. مسابقات وندوات وورشات في المهرجان الدولي للشعر الشعبي بدوز    أمريكا.. إصابة العشرات بالتسمم إثر انتشار بكتيريا قاتلة في مطاعم "ماكدونالدز"    مع الشروق ..المطلوب صحوة عربية لمواجهة المخططات الصهيونية    وزير الدفاع الوطني يفتتح المؤتمر الوطني 14 للطب العسكري    وزير الدفاع: "الوزارة تعمل على تقييم المنظومة الصحية العسكريّة ورصد نقائصها والسعي إلى تداركها"    مئات الأشخاص يأبنون الشهيد "يحي السنوار" وسط العاصمة    موتسيبي يترشح لولاية ثانية على رأس ال'كاف'    الدورة الثالثة لملتقى محجوب العياري للكتاب والآداب تحتفي بالروائي محمد عيسى المؤدب    سيدي علوان.. ايقاف شخص صادر ضده 22 منشور تفتيش متلبسا بسرقة محصول زيتون    تفكيك شبكة لترويج المخدرات وحجز 2 كلغ من "الزطلة".. والقبض على مروجي مخدرات بأريانة وحجز أكثر من 1600 قرص مخدر    رئاسة الحكومة تحدث لجنة المشاريع الكبرى    يضم هذه الولايات: الإقليم الرابع يحقق عائدات تصديرية بقيمة 3.7 مليار دينار    قيس اليعقوبي وعثمان النجّار يقودان مؤقّتا الفريق الوطني لكرة القدم    مسافة نصر    تعيينات جديدة في وزارة النقل    فضيع في سجنان: شابة تطعن ولدتها عددة طعنات وترديها قتيلة    9 سنوات سجنا ضد عون السجون السباق ثامر بديدة ومتهما ثانيا من أجل التحيل والسرقة    القصرين: المراقبة الاقتصادية تضبط تاجر خضر بصدد غسل كمية من بطاطا المخزون التعديلي بالماء والجفال قصد الايهام بأنها طازجة    عاجل/ 12 بطاقة إيداع ضد 4 متهمين بجرائم صرفية ديوانية وجبائية    الناطق باسم الحرس الوطني: العملية الأمنية ليل الاربعاء 23 أكتوبر/الخميس 24 أكتوبر "مكّنت من الاطاحة بأباطرة ترويج المخدّرات في تونس"    أسوأ غزو في ليبيا: الجراد يأكل الأخضر واليابس!    أهمّ لقاءات وزير الإقتصاد خلال مشاركته في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي    الادارة العامة للحرس الوطني تنظم حلقة تنشيطية حول المقاربة النفسية والاجتماعية لظاهرة العنف الأسري    مناخ: هدف الإبقاء على الاحترار العالمي في حدود 1،5درجة مئوية ممكن لكن بشرط بذل جهود عالمية مكثفة (تقرير)    للتونسيين:عُطلة بيوم واحد قبل نهاية السنة    ثمانية عروض مسرحية متنوعة في الدورة 28 لمهرجان خليفة السطنبولي للمسرح بالمنستير    مركز النهوض بالصادرات يطلق دعوة للمشاركة في بعثة مشترين من نيجيريا إلى تونس    صفاقس : تفكيك شبكة لتهريب وترويج المخدرات وحجز كميات ضخمة من الكوكايين    اردوغان يكشف جنسية منفذي هجوم أنقرة..    استئناف سير القطارات على الخط الرابط بين صفاقس المتلوي.    الأولمبي الباجي: نجم الفريق يغيب عن مواجهة النادي الإفريقي    خطير/ حجز 618 كلغ من الجبن الفاسد في مخزن عشوائي بهذه المنطقة..    مدنين: تاخير موعد فتح موسم صيد الاخطبوط الى يوم 15 نوفمبر المقبل    22 دار نشر تشارك في المعرض الدولي للكتاب بقابس    النادي الإفريقي: قائمة اللاعبين المدعوين لمواجهة الأولمبي الباجي    الاهلي يتوج بكاس السوبر المصري على حساب غريمه الزمالك    وفاة الممثل ''تيكين تيمال'' أحد أبطال ''قيامة أرطغرل''    المطالبة بالترفيع في عداد التاكسي من 900 مليم الى دينارين    عاجل/ إستشهاد 3 صحفيين في قصف صهيوني استهدف مقر إقامتهم جنوب لبنان    وزير الإقتصاد يجري سلسلة لقاءات في واشنطن ويوقع على اتفاقية ضمان تمويل.    حوادث: 439 مصاب خلال 24 ساعة..    هام/ اجراءات جديدة لضمان ديمومة هذه الشركات..    إختيار معهد باستور لتطوير إنتاج لقاحات    جراح يستأصل أوراما دماغية بحجم تفاحة كبيرة    وزير الخارجية يؤكد في الذكرى 79 لتأسيس المنظمة الأممية أن تونس تدعم تطوير عمل منظمة الأمم المتحدة    طقس الجمعة: ضباب محلي وأمطار متفرقة خلال الليل    الكشف عن قائمة المرشحين لجوائز 'كاف 2024': التفاصيل    قوات الاحتلال تقتحم مستشفى كمال عدوان و28 شهيدا بخان يونس    استشهاد3 صحفيين في غارة إسرائيلية على مقر إقامتهم بجنوب لبنان    فيما انتشرت مظاهر التلوث بأنواعه .. الإسلام أمرنا بطهارة الظاهر والباطن !    منبر الجمعة ...الوكيل والكفيل !    غدا: الكعبة المشرفة تشهد ظاهرة فلكية    وزارة الثقافة تنعى الفنان التشكيلي الأمين ساسي    أيوب اليزيدي: من ولد بلاد إلى علامة تجارية في الستريت وير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ الجامعي البشير السالمي يكشف ل «الشروق» : جمعية الدفاع عن اللغة العربية تصطدم بالتوجه الفرنكفوني
نشر في الشروق يوم 24 - 08 - 2012

ظهرت بعد ثورة 14 جانفي بعض الجمعيات الثقافية المعنية بقضية اللغة العربية ومسألة استمرار الهيمنة المطلقة للغة الأجنبية في مجال تدريس المواد العلمية وفي مختلف فضاءات القطاع الخاص وشبه العمومي.

وقد كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ الجامعي وعضو اتحاد الكتاب التونسي السيد البشير السالمي بصفته عضو جمعية الدفاع عن اللغة العربية لنرى معه في ما اذا كان للثورة دور ما في تحرير لساننا الوطني والقومي والديني من التضييق عليه وعزله وذلك في اطار اتمام ملف «هل تحرر المثقفون» الذي تعرّضنا له الثلاثاء الماضي.

لماذا هذه الجمعية... ولماذا الآن وبعد الثورة على وجه الخصوص؟

هذه الجمعية جاءت كما يوحي بذلك اسمها وعنوانها دفاعا وحماية وذودا عن لغتنا الأم ولغة شعبنا وقرآننا وكل تراثنا الحضاري وكل إبداعنا الأدبي والعلمي وقد نشرت جريدة «الشروق» مشكورة بيانا مفصّلا بهذا الشأن يوم 19 مارس الماضي وتعرّض فيه رئيس الجمعية الزميل الحنيفي فريضي لوضع اللغة العربية الراهن وما عليه الواجب الوطني على كل غيور على هويته من دور لصيانتها وتعزيز مكانتها، أما لماذا الآن، ولماذا انتظرنا الثورة لنبعث هذه الجمعية؟ فنقول بكل بساطة إن العهد البائد برأسيه البورقيبي والبنعلي كان يرفض تأسيس الأحزاب والجمعيات على أساس ديني أو لغوي، كما هو معلوم، أضف الى ذلك أن العهد البائد كان منخرطا في المنظمة الفرنكفونية وملتزما طوعا أو كرها باستعمال الفرنسية مثل المستعمرات الفرنسية القديمة التي بقيت حتى اليوم تدور في فلك الثقافة اللاتينية المسيحية الماسونية مقابل فتات من الهبات والمساعدات المذلة.

ما هي مبادرات الجمعية الى حد الآن... وهل يمكن الحديث عن نتائج فعلية لها؟

هناك مبادرات فردية ما انفك يقوم بها أعضاء الجمعية حتى قبل تأسيسها رسميا فقد ألّف الدكتور احمد ذياب «معجم تعريب العلوم» وغيره وألف الدكتور محمود الذوادي «اللغة العربية وسيادة الدولة الوطنية» فضلا عما قام به بقية الزملاء في نفس الغرض. وهناك خاصة مبادرات تقام باسم الجمعية مثل تنظيم الاجتماعات في تونس الكبرى وخارجها ومن ذلك تنظيم ندوة في دار الثقافة ابن خلدون المغاربية في ماي الماضي حول غياب الإرادة السياسية في مجال تعريب العلوم وكذلك اجراء مقابلات مع بعض كبار المسؤولين مثل مقابلة ثلة من أعضاء المجلس التأسيسي ووزير الثقافة وغيرهم الى جانب قيام رئيس الجمعية الاستاذ الحنيفي فريضي بحوارات مباشرة في بعض القنوات الاذاعية مثل اذاعة «الزيتونة» والاذاعة الثقافية زيادة عمّا قامت به الجمعية من توجيه عديد البيانات والمراسلات الى جهات مختلفة.

هل لمستم لدى من تم الاتصال بهم استعدادا لإحلال اللغة العربية محلها الطبيعي والمنطقي؟

نظريا لمسنا استعدادا كبيرا ووعودا واعدة في هذا الميدان ولكن عمليا لم يتم حتى مجرد تفعيل قرار التعريب عدد 45 لسنة 1999 الذي نص صراحة على إجبارية استعمال اللغة العربية في جميع الإدارات والمؤسسات والمنشآت وتحجير استعمال اللغة الاجنبية (الفرنسية) والأدهى من ذلك أننا فوجئنا بكل من السيدين حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة والمنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت يعمدان الى استعمال اللغة الفرنسية لدى الزيارة الرسمية التي أدّاها كل منهما الى فرنسا منذ أسابيع قليلة وقد بادرت الجمعية الى شجب هذا التصرّف وأصدرت بيانا شديد اللهجة أدانت فيه إقصاء لغة الشعب والاعتداء عليها متهمة السلطة التنفيذية بتكريس التوجه الفرنكفوني واجترار التبعية اللغوية والثقافية للمستعمر القديم الجديد وقد تولت جريدة «الشروق» مشكورة نشر هذا البيان يوم 28 جويلية الماضي.

هل هناك أطراف أخرى تتجاهل واجب دعم لسان الشعب التونسي ولسان القرآن الكريم وبل لسان كافة الأمة العربية؟

لعل أخطر هذه الأطراف تلك الاطارات وريثة العهد البائد الذي نصّبها على معظم المؤسسات العمومية وغير العمومية وهي في معظمها ذات توجّه وتكوين فرنكفوني تغريبي مازالت تقف حجر عثرة أمام استعمال لغة الضاد وتقاطعها ومما زاد الطين بلّة أن السلطة الحالية برؤوسها الثلاثة تقف مكتوفة الأيدي كأنها متواطئة مع اللوبي الفرنكفوني الماسوني المعادي للهوية العربية الاسلامية.

ما هو موقف مكونات المجتمع المدني من الدور الذي تضطلع به جمعية الدفاع عن اللغة العربية؟

نقول دون مبالغة إن معظم الأحزاب والجمعيات لم تحرّرها الثورة ثقافيا وفكريا ولغويا ولا تولي قضية اللغة الوطنية في خطاباتها أي اهتمام بل إنها تلوذ بالصمت المخجل كلّما تعرضت لغتنا ا لعربية الى الاهانة والاقصاء في عقر دارها، فهي مثلا لا تنبس ببنت شفة أمام تجاهل رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس الدولة وقبلهما الباجي قايد السبسي للغة العربية أثناء زياراتهم الرسمية الى أمريكا وفرنسا والأسوأ من ذلك أن مدينة العلوم بالعاصمة شهدت مؤخرا تظاهرة كبيرة باسم ما يسمى «المنتدى التونسي الفرنسي» نظمتها أساسا السفارة الفرنسية بتونس والمعهد الفرنسي بتونس والمعهد الفرنسي بباريس وجمعية ما يسمّى «فرنسا متطوّعون» وتضمّ خليطا من الجالية الفرنسية في تونس ومجموعة من التونسيات والتونسيين المتفرنسين وذلك بحضور عدد من الجمعيات التونسية التي تدور في فلك التوجّه الفرنكفوني وتتمتع بمساعداته المادية وبيت القصيد أن المنظّمين الفرنسيين شدّدوا على واجب إتقان التونسيين للغة موليار واعتبروا أن «حلّ مشكل البطالة في تونس مرهون بإتقان اللغة الفرنسية بل ذهبوا الى أبعد من ذلك وطالبوا بتدريس الفرنسية من السنة الأولى من التعليم الأساسي».

وأشهد أنني كنت الوحيد الذي حضر دون دعوة واعترضت على تدخل الفرنسيين في نظامنا التربوي الوطني وعلى المغالطة الكبرى في أن مشكل البطالة يمكني أن يحلّ بإتقان اللغة الفرنسية دون غيرها ولم يساندني في هذا التدخل إلا الأستاذ بالجامعة التونسية محمد ضيف اللّه باسمه الشخصي لا كممثل لأي حزب أو جمعية.

هل تقدمت جمعيتكم باقتراحات عملية للمعنيين بصنع القرار في الدولة؟

فعلا قدمنا لأولي الأمر في عدة مواقع تقريرا مفصّلا عن وضع اللغة العربية وما يعترضها من تحديات وحمّلناهم مسؤولية النهوض بلغة البلاد وحمايتها من الانتهاكات وطرحنا بعض الحلول منها خاصة:
تفعيل القرار عدد 45 المؤرخ في 29 أكتوبر 1999 والقاضي بإجبارية استعمال اللغة العربية في جميع الادارات والمؤسسات والمنشآت وتحجير استعمال اللغة الأجنبية (الفرنسية في ما بينها وفي مراسلاتها مع المواطنين).

توحيد لغة تدريس العلوم وخاصة في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي وجعل العربية هي اللسان الوحيد لتلقين المواد العلمية في هاتين المرحلتين المتكاملتين والقطع مع الازدواجية اللغوية البغيضة والمربكة فيهما.

إحداث مجلس أعلى للغة العربية ليعدّ خطة علمية مضبوطة ومحدّدة الآجال لتعميم استعمال لغتنا الوطنية في جميع المجالات دون استثناء واتخاذ كل التدابير والاجراءات والآليات لهذا الغرض علما أن الجزائر كانت قد أحدثت هذا المجلس منذ سنة 1996 وقدم خدمات جليلة للغة العربية ومنها نجاحه في رسم خطة تعريب التعليم الأساسي والثانوي وقد تمّ تطبيق الخطة منذ عشر سنوات ويعكف المجلس حاليا على تعريب منظومة التعليم العالي.

وضع حدّ للهيمنة المطلقة للغة الفرنسية في القطاع الخاص وشبه العمومي والشروع حالا في تطبيق الدستور الذي ينصّ على أن العربية هي اللغة الرسمية للشعب التونسي دون غيرها.
مراجعة انخراط الدولة التونسية في المنظمة الفرنكفونية بما يضمن فكّ التبعية اللغوية والثقافية المزمنة للمستعمر الفرنسي القديم الجديد انسجاما مع الشرعية الدستورية ومع أهداف ثورة الشعب.
إلزام وسائل الاعلام السمعية والبصرية العمومية منها والخاصة باحترام سلامة اللغة العربية وتحجير الاستمرار في الخلط اللغوي الهجين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.