طوت الألعاب الاولمبية لندن 2012 يومها الرابع، ومع اطلالة كل يوم جديد تتواتر اخبار الأرقام القياسية والميداليات بمختلف معادنها، إلا أن العرب كادوا الى حد يوم أمس يبقون خارج سرب العرس الاولمبي ليحتفظوا في جدول الميداليات بالرقم الذي اكتشفوه وهو الرقم صفر لولا القطري ناصر العطية الذي افتتح جدول التتويج العربي أمس بحصوله على الميدالية البرنزية في الرماية. بلغة الأرقام يشارك حوالي 500 رياضي عربي في أولمبياد لندن 2012 على أمل حصد بعض الميداليات على غرار دورة بيكين 2008 عندما كان السجل العربي متواضعا (ميداليات منها واحدة ذهبية). شتان بين الكلام والافعال أمر غريب أن يكون الحلم العربي في الدورات الاولمبية بهذا المستوى من الفشل. فقبل انطلاق كل دورة تتوالى تصريحات الرياضيين والمسؤولين على حد سواء وكلّها تفاؤل واصرار على التحدّي ولكن هذا الكلام يسقط في الماء بمجرّد انطلاق الالعاب لتتوالى الانسحابات العربية. أرقام محزنة نعود من جديد الى لغة الأرقام لنؤكد ان هناك اكثر من 350 مليون عربي يتوزعون على 23 قطرا عربيا لم تحقق نجومهم سوى 83 ميدالية أولمبية منذ عام 1912 وحتى دورة بيكين 2008 وهي أرقام محزنة وتبعث على التساؤل حول جدوى المشاركة العربية في الألعاب الاولمبي. ففي القرن الماضي كانت المبرّرات واحدة تقريبا وهي ضعف الامكانيات المادية ولكن اليوم هناك دول عربية أغنى من تلك التي تتصدّر في كل دورة جدول الميداليات الاولمبية على غرار قطر وبعض الدول الخليجية ومع ذلك لم تستطع نقش اسمها حتى في جدول الميداليات الاقل قيمة. دول «أصغر» منّا فرضت لونها الى حد يوم امس سجلت 27 دولة اسمها ضمن الدول المتحصلة على ميداليات ورغم هذا الكم الهائل الا أن العرب ظلوا خارج السرب في انتظار قادم الايام، والملاحظ أن دولا انضمّت الى جدول الميداليات لا تضاهي العرب خاصة في المستوى الرياضي والأمر يتعلق بالهند رغم كثافتها السكانية واندونيسيا ومولدافيا ومنغوليا. اسماء لا ترتبط في أذهان الجماهير بالرياضة . اخفاق عربي وغياب اعلامي الاخفاق العربي في أولمبياد لندن 2012 انعكس بصفة مباشرة على الاعلام العربي فأصبح الحدث الاولمبي عابرا في مختلف الصحف ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والتي اكتفت بمتابعة آخر النتائج وأغلبها بطرق برقية، لا شيء سوى أن الأمل اندثر مع مرور الايام الاولى للالعاب واكتفت الاعلام العربية بالظهور في الافتتاح فقط. نكسات فردية واخفاقات جماعية هناك بعض الاسماء في الرياضات الفردية علّق عليها العرب آمالا كبيرة من أجل حصد الميداليات على غرار ما حصل في أولمبياد بيكين لكن هذه الامال انكسرت مع انطلاق الالعاب والأمر يتعلق بصاحب ذهبية 2008 أسامة الملولي الذي حرمته الاصابة من خوض المنافسات في الايام الاولى لدورة لندن 2012. وحتى الرياضات الجماعية وأن اقتنع العرب فإنها بعيدة كل البعد عن منصّات التتويج الا أن نتائجها مخيبة للامال. ففي كرة القدم لم يضمن على الاقل الى حد الآن أي منتخب عربي ترشحه الى الدور الثاني بعد أن المنتخبات العربية الثلاثة (الامارات المغرب مصر) لم تحصد أي فوز الى حد الآن ولم يكن حظ كرة اليد أفضل من كرة القدم اما بقية الرياضات الجماعية فلا مجال للمقارنة بينهم وبيننا.