معاوية بن حديج ابن جفنة بن قتيرة التجيبي الكندي ويكنّى بأبي نعيم قائد عسكري صحابي على قول الأكثرين شهد فتح مصر وشهد مع عبد الله بن سعد بن أبي السرح قتال البربر وولّي حروبا كثيرة في بلاد المغرب وكان أمير وقائد الكتائب في فتح افريقيا وغزا فأصيبت عينه هناك وأصبح أعور شن هجوما مفاجئا على صقلية سنة 44 ه وولي علي برقة سنة 47 ه. كان عثمانيا في أيام علي بن أبي طالب بمصر، ولم يبايع عليا بالكلية. فلما أخذ معاوية مصر أكرمه ثم استنابه بها بعد عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه ناب بها بعد أبيه سنتين، ثم عزله معاوية وولى معاوية بن حديج فلم يزل بمصر حتى مات بها في سنة 52 هجرية.
حدثنا حرملة بن عمر ان بن شماسة قال: «دخلت على عائشة فقالت: من أنت؟ قلت من أهل مصر. قالت: كيف وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه؟ قلت خير أمير ما يقف لرجل منا فرس ولا بعير الا أبدل مكانه بعيرا ولا غلام الا أبدل مكانه غلاما» قالت: «إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله إني سمعته يقول: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه». ظهرت على معاوية بن حديج صفات حميدة، وهو جدير أن يتخلق بها ومنها: الشجاعة والإقدام فقد شهد فتح مصر وذهبت عينه في غزوة النوبة مع ابن أبي السرح وغزا المغرب مرارا آخرها سنة خمسين. غزا معاوية بن حديج السكوني افريقية سنة أربع وثلاثين وكان عاملا على مصر فغزاها ونزل جلولاء وقاتل مدد الروم الذي جاءها من قسطنطينية لقيهم بقصر الأحمر فغلبهم وأقلعوا الى بلادهم وافتتح جلولاء وغنم وأثخن.