أوردت مصادر مطلعة من داخل «المجلس السوري المعارض» قبول الأخير بمرحلة انتقالية في سوريا تقودها شخصية من النظام الحالي فيما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المجتمع الدولي خطة ب4 نقاط لتسوية الأزمة السورية. أكد المجلس الوطني السوري المعارض أمس أن كل الخيارات لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا «قيد الدرس» ومن ضمنها تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ونقل صلاحياته إلى إحدى شخصيات النظام.
النموذج اليمني
وقال المتحدث باسم المجلس جورج صبرا «نحن موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لإحدى شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن»، مشيراً إلى أن «سوريا مليئة بالشخصيات الوطنية وحتى من قبل الموجودين في النظام وبعض الضباط في الجيش السوري».
وأعلن عن «موافقة المجلس على المبادرة العربية الأخيرة التي عرضت على الأسد تأمين مخرج آمن له ولعائلته مقابل تنحيه عن الحكم». ولفت إلى أن جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك أن «يقود مجلس عسكري انتقالي المرحلة الانتقالية».
واعتبر أن «هذا النظام يرفض كل المخارج السلمية مدعوما سياسيا وعسكريا من روسيا والصين وايران ومستفيدا من العجز العربي والدولي». حسب زعمه. وانتقد في الوقت نفسه مؤتمرات مجموعة «أصدقاء سوريا» «التي تكتفي بالتفرج وإصدار البيانات» وتقبل جهات من المعارضة السورية بتولي فاروق الشرع رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية.
نفي
وبمجرد أن نشرت وكالة الصحافة الفرنسية الخبر منقولا عن صبرا حتى نفى منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس السوري في تصريحات لوكالة «انترفاكس» الروسية أن يكون صبرا أو بسمة قضماني (عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري) قد أطلقا بمثل هذه التصريحات.
بدوره نفى جورج صبرا في اتصال مع قناة «الميادين» أن يكون قد أيد هو أو المجلس السوري المعارض مرحلة انتقالية تقودها شخصية من النظام السوري. وفي ذات سياق حرب العروض الانتقالية , طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة من أربعة بنود لحل الأزمة السورية، تقوم على أساس بقاء أركان النظام السوري، مع إمكانية إزاحة بشار الأسد بشكل «دستوري».
فقد أعلن بوتين بعد لقاء ثنائي مع رئيس الوزراء الإيطالي «ماريو مونتي» بالعاصمة الروسية موسكو، عن خطة لحل الأزمة السورية تقوم على أربعة بنود، يتضمن البند الأول ضرورة إيقاف العنف، ثم بدء المباحثات بين الأطراف المعنية، والبند الثالث هو البحث عن طريقة للخروج من الأزمة، وتشكيل الأسس الدستورية للمجتمع كبند رابع. وأشار بوتين إلى أن جميع الأطراف قد تلمس تغيرات جذرية بعد تنفيذ هذه الخطوات الأربع وتفعيلها، مؤكدا أنه في حالة إبعاد الأسد بشكل غير دستوري فإن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا لن تنتهي، مشددا على ضرورة أن يكون الحوار سبيلا لتقرير مصير مستقبل سوريا، لا أن يكون عن طريق الأساليب والحلول العسكرية. وأكد الرئيس الروسي على ضرورة التزام جميع الأطراف في سوريا بقرار وقف إطلاق النار والبدء الفوري في المفاوضات، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.
الحلول الواقعية
من جهته , قال «أندريه باكلانوف» رئيس إدارة الاتصالات الدولية في جهاز مجلس الاتحاد الروسي (الشيوخ) في لقاء مع قناة «روسيا اليوم» أن الوضع في سوريا وصل إلى طريق مسدود، موضحا أن الحكومة السورية تفقد سيطرتها على أراضي البلاد تدريجيا، أما المعارضة فلا تتمتع بتأييد أغلبية السكان. وتابع بأن المعارضة السورية غير مستعدة للعمل اعتمادا على قدراتها الذاتية فقط، مضيفا أن تشكيل حكومة انتقالية يبدو خيارا واقعيا في هذه الظروف.
وقال المسؤول الروسي إن الجهود الرامية الى تسوية الأزمة السورية يجب أن تتركز على محورين هما أولا، وضع حد لمعاناة السكان السوريين، وثانيا، البحث عن حل وسط واقعي بين الطرفين المتنازعين.
وحذر من أن انتظار الانتصار الكامل لأحد الطرفين في هذا الصراع ليس أمرا واقعيا مقترحا تكليف مثقفين سوريين يتمتعون بثقة جميع أطياف المجتمع السوري، بإدارة البلاد خلال المرحلة القادمة، ليسلموا السلطة إلى ساسة محترفين بعد انتهاء العملية الانتقالية.