أكدت إيران أنها لن تحيد قيد أنملة عن دعمها للنظام السوري، وأنها، لن تفقد ثقتها به، مهما بدا في لحظات ضعف أو أنه بدأ بفقدان نفوذه. وقال السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي إن «التفجير هو ورقة قوة في يد النظام». ولكن كيف ذلك والنظام قد استُهدف في «ألف باء» أمنه؟ يعترف آبادي أن ما حصل كان «ضربة قاسية»، لكنه «سيفسح المجال أمام النظام للتشدّد مع الإرهابيين، وسيعطيه كامل الصلاحيات لتشديد قبضته الحديدية»، أما الأهم، برأي السفير، فهو أنه «سيعزّز الموقف الدولي الروسي والصيني الداعم للنظام، لا سيما في ظلّ ما يتعرّض له من ضغوط وابتزاز»».
وكان السفير الإيراني حاسماً في موقفه عندما راهن على أن «النظام ما زال يتمتع بشعبية واسعة، أكدتها حتى الأطراف المعادية، وضرب النظام هو في الواقع ضرب للشعب، ولذلك لن ينجح الإرهابيون في تحقيق نتيجة لصالحهم».
من هنا، استعاد آبادي الأيام الأولى للثورة الإسلامية في إيران عندما تعرّض كثير من المسؤولين لاغتيالات ومحاولات تصفية، ومن بينهم من كان مرشحاً لقيادة الثورة اليوم، وقال «ظننا حينها أن الثورة قد انتهت، ولكن ذلك لم يحصل... وهكذا فإن ما وقع في سوريا ليس دليلاً على نهاية النظام الذي يدعم المقاومة»، مضيفا «إن سوريا هي جزء من منظومة المقاومة، ولذلك ليست هي المستهدفة بل المقاومة في وجه إسرائيل وأمريكا.».
وعند الحديث عن هوية الجهة التي تقف وراء التفجير، استبعد آبادي أن يكون من صنيعة الجيش السوري الحرّ، فهو عمل استخباراتي تقف وراءه دول كبرى، لا سيما أن «الجيش الحر» مجرّد أداة لا يملك من القوة أو النفوذ والسلطة شيئاً. وأوضح أن «هذا التفجير هو تنفيذ لمخطط قوى خارجية، والمستفيد الأول هو إسرائيل.».
وفيما أكد السفير الإيراني على أن ما حصل في مقر مجلس الأمن القومي، هو «نقطة تحول» في المعركة السورية، شدد على «أمرين أساسيين: الأول هو فقدان من كانوا ينادون بتحقيق الديموقراطية للحجة لأن من استُهدفوا بطريقة إرهابية كانوا شخصيات مهمة، أما الثاني فهو ضرورة الانتظار لرؤية المفاجآت المقبلة لأن النظام سيزداد قوة بعد هذه الضربة»