وفد "وات" المشارك في القمة العالمية السادسة للإعلام بالصين يبحث مجالات التعاون مع عدد من وكالات الأنباء الأجنبية    السفير الليبي يؤكد حرص بلاده على تنمية التعاون الثنائي وتيسير الحركية الاقتصادية مع تونس    عاجل/ تأجيل محاكمة الزمّال في القيروان لهذه الاسباب..    أسعار دجاج اللحم تشهد تذبذبا خلال شهر سبتمبر 2024    الجامعة التونسية للجودو تعلن عن تأجيل الجلسة العامة الخارقة للعادة    صادم في هذه الولاية/ رفضت عائلته تزويجه فأضرم النار في جسده!!    قبلي: 7 طائرات سياحية خفيفة تحل بمنطقة تنبايين على بعد 120 كلم بالعمق الصحراوي    عاجل/ بن عياد يكشف أسباب استقالته من اتحاد الفلاحين    منوبة: وزير التشغيل يشرف على يوم اعلامي حول التكوين الإشهادي التخصصي في مجال محاسبة الكربون    ثلاثة علماء يتقاسمون جائزة نوبل في الاقتصاد    كيفية الحصول على شهادة رفع اليد عن رهن في تونس    قفصة: إعطاء إشارة انطلاق موسم جني الزيتون    تطاوين: حجز شاحنتين محملتين باكثر من 41 الف قارورة مشروبات كحولية    صفاقس : بعد قليل ندوة صحفيّة خاصّة باشغال تهيئة ملعب الطيب المهيري    فرنسا.. الاستماع إلى مارين لوبان في قضية اختلاس أموال البرلمان الأوروبي    الاتحاد الأوروبي: تراجع منتظر لنسبة الفائدة المديرية    تنشط بين المدن...تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات في منزل تميم    عاجل : التونسيون يعيشون تقلّبات جوّية بداية من ظهر هذا اليوم    تمهيدا لإبرام اتفاق التعاون 2024 2027 : م ع الشركة التونسية للبنك يلتقي وزير التربية    ديوكوفيتش يعتزم مواصلة المنافسة الموسم المقبل وعدم التفكير في الاعتزال    بينها بلد عربي.. 26 دولة تغرق في الديون!    إسبانيا تطالب بتعليق التجارة الحرة مع إسرائيل    إنقاذ 29 مهاجرا غير شرعي قبالة هذه السواحل..#خبر_عاجل    ديون تونس لصندوق النقد الدولي تنتهي في هذا العام..    عاجل : الشركة التونسية للملاحة تنتدب    الدورة التأسيسية من "مهرجان السيدة نعمة للثقافة والفنون بأزمور" من 18 إلى 20 أكتوبر 2024    القهوة : ماهي أضرارها و ما الوقت المناسب لشربها    عاجل : أنس جابر تتراجع ب 4 مراكز في التصنيف الجديد للاعبات التنس المحترفات    منتخب نيجيريا: لن نخوض مواجهة ليبيا .. ودعهم يحصلون على نقاط المباراة    كأس أمم إفريقيا: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الرابعة    سنة 2023 : إجراء 22 ألف عملية مراقبة على السيارات والعربات الإدارية    والد وزير الشباب والرياضة في ذمة الله    مباراة ودية: الترجي الرياضي يفوز على مستقبل سليمان    الحماية المدنية تسجيل 360 تدخل    عاجل - تونس : حملة التلقيح ضد ''القريب'' تنطلق 17 أكتوبر و بأسعار منخفضة    الحرس الوطني ببن عروس تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدّرات وحجز 16 كغ من مخدّر "القنب الهندي".    المنتخب الوطني يجري حصة تدريبة في الكوت ديفوار و هذا برنامج اليوم    إمضاء اتفاقية إنتاج مشترك بين المركز الوطني للسينما والصورة والمركز الوطني الجزائري للسينما    منظمة إرشاد المستهلك: تم تسجيل نقص في التزود بمادة الدجاج الجاهز للطبخ    طهران: سنحاسب إسرائيل على اغتيال نيلفروشان    ألمانيا: إجلاء 6 آلاف شخص بعد اكتشاف قنبلة تعود للحرب العالمية الثانية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..ودرجات الحرارة..    موظف في أكبر بنوك إيطاليا يتجسس على حسابات ميلوني    جيش الاحتلال يكشف عن هويات قتلى هجوم مسيرة حزب الله    هل ارتداء النظارات باستمرار يضر بصحة العين؟    المؤتمر الدولي للعلاج بالفن بالمنستير...كيف نتخلّص من الإكتئاب عن طريق الفن؟    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان المبدع محمد المورالي    مطرب مصري يستغيث بالأزهر: 'الناس بتقولي فلوسك حرام'    فيلم "جوكر 2" يحبط الجمهور ويصنف ك"أسوأ فيلم لعام 2024"    تكريم المطرب التونسي لطفي بوشناق في افتتاح الدورة ال32 لمهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة    20% من أطفال تونس مصابون بقصر النظر: إليك الأسباب    وزارة الصحة تصدر دليل هام بخصوص تلاقيح النزلة الموسمية..    توزر: لقاء فكري نظمته لجنة إسناد جائزة أبو القاسم الشابي للشعر إحياء للذكرى تسعين لوفاته    إليسا خلال حفل في دبي: "قرّرت العودة إلى عملي ولبنان سيعود أحلى مما كان"    فوائد لغوية...من طرائف اللغة العربية    كتاب الأسبوع..ملخص كتاب «محاط بالحمقى»!    يسيء إلى سمعة المجتمع...حكم التسول في الإسلام !    مذنّب يقترب من الأرض السبت المقبل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث الجهات : الصابة تتعرض الى الاتلاف فأين سواعد الرجال؟
نشر في الشروق يوم 19 - 07 - 2012

مرة اخرى تحرج الطماطم الأطراف المورطة في اللعبة الاقتصادية وفي الاستثمار في القطاع الفلاحي وفي القروض والتي تتلاعب بقوت الفلاح وعرقه. ومرة اخرى تكشف «البانادورة» المؤامرات والتقصير وقصر النظر وتهميش واقع القيروان وهي اول الجهات المنتجة للطماطم.

تحت لفح الهجيرة، تنحني أظهر العجز والكهول من الرجال والنساء وسط حقول الطماطم الشاسعة والمترامية الأطراف في سهول القيروان. بالكاد تأخذ نفسا من رياح الشهيلي، حتى تحل الشاحنة المزعجة وسرعان ما تلتهم ما جمعت ايدي العمال المتشققة وتتجه به شمالا بعيدا حيث مصانع تحويل الطماطم. ثم لا تعود تاركة الفلاح على أحر من جمر الانتظار.

وتذهب آلاف الأطنان من الطماطم من سهول القيروان الى المصانع التحويلية وبأسعار بخسة هناك خارج القيروان. الفلاح غاضب والمزود ينتظر استرجاع قروضه التي سلمها الى الفلاح بذورا وأدوية بسعر مضاعف عن سعرها الحقيقي، والمصانع تلتهم عرق الفلاح بسعر زهيد ثم يخطر لها ان تغلق ابوابها وتمنع دخول الشاحنات التي هي جزء من اللعبة. وتترك الفلاح يحترق مع حبات الطماطم وسط الرمضاء ويحترق قلبه على عرقه الذي ذهبت به الشمس وتلاعبت به الأيدي ويستجير من الرمضاء بنار السماسرة المتصيدين للفرص.

هكذا يحدث للفلاح المخلص لوطنه. وهكذا يتواصل مسلسل معاناة الفلاح موسميا دون هوادة او إرادة تغيير الحال. وسيتواصل ذلك طالما ان هناك من يتعمد تغييب الحل وطالما ان البنك القومي الفلاحي لا يحترم الفلاح الذي من أجله انشأ البنك القومي. وقد طالب الفلاحون بفتح الحدود التجارية مع ليبيا دون قيود طالما ان السوق الوطنية عاجزة وطالما ان المعامل تريد الضغط باتجاه معين يمكنها من التخلص من مخزوناتها المكدسة.

ويؤكد رجال الاقتصاد والسياسيون ان اول الحلول هو إنشاء مصانع تحويلية في القيروان. في القطرانية وفي عبيدة وفي بوحجلة وفي السبيخة وفي زعفرانة وقرب المناطق السقوية. على الأقل 4 او 5 مصانع تحويلية يمكن ان تستفيد من المنتوج الفلاحي في القيروان بشرط عدم تلاعب شركات النقل واصحاب الشاحنات. وهنا يمكن تحويل جميع المنتجات المعلبة من طماطم وفلفل (هريسة) وتعليب زيت الزيتون وتعليب المعجون والعصائر بمختلف النكهات الطبيعية وعلى مرور المواسم. وهذا من شأنه ان يحل ازمة البطالة اولا. ويحل أزمة الفلاح الواقع بين فكي الاحتكار والسمسرة. ويحل أزمة النقل ويخفض تكلفة الإنتاج. وينشط الدورة الاقتصادية. وهذا ما على الحكومة الحالية ان تدركه ان كانت تريد ان تجد الحلول التنموية لولاية القيروان.

وتوجد في القيروان مؤسستان وحيدتان للصناعات التحويلية. والحال ان القيروان هي اكثر الجهات مساحة فلاحية وأوفرها إنتاجا وهي منطقة بكر تتوفر على عديد المميزات الاستثمارية. وهي جهة فلاحية واعدة وكما قلنا سابقا انها توفر جزءا كبيرا من الحل. وعلى السياسيين والاقتصاديين من مواقعهم ان يوقنوا بذلك ويعالجوا جراح القيروان وأبنائها.

بقيت إشارة صغيرة ومهمة وهي رسالة الى الشبان، انكم كنتم وقود الثورة بحماستكم وإرادتكم، فلا تجعلوا البرود واللامبالاة تطفئان وهج الثورة. الصابة تحتاج الى من يوصلها وتحتاج الى عزائمكم وسواعدكم، وانتم ترون الشيوخ والكهول يكدون ويجدون في الحر فلا تبخلوا بعزيمتكم على ثمار الأرض وكرومها لان فيها كرامة الوطن وأمنه ومستقبلكم. والعمل عبادة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.