من المنتظر ان تمتلئ مدرجات ملعب «دومباس أريتا» بأوكرانيا بأكثر من 50 ألف متفرج عندما يحتضن الليلة مباراة اسبانيا ضد البرتغال في اطار الدور نصف النهائي. كل المؤشرات تؤكد أننا سنشاهد الليلة مباراة مثيرة الى أبعد الحدود ليس لأن هذه المقابلة تدخل في خانة لقاءات الأجوار فحسب ولكن لأنها أيضا قد تصبح أشبه بكلاسيكو اسبانيا الذي يجمع بين برشلونة والريال وذلك بحكم أن نجم الكرة البرتغالية «رونالدو» سيجد نفسه وجها لوجه الليلة مع رفاقه في ريال مدريد مثل الحارس «إيكركاسياس» و«راموس» و«أربيلوا» و«ألونسو» بالاضافة الى «أعدائه» في الفريق الكاتالوني مثل «بيكي» و«تشافي هرنانداز» و«بوسكيتش» و«إينستا»... وذلك دون أن نغفل عن ثنائي البرتغال «فالبيو كونتراو» و«بيبي» بحكم أنهما ينشطان أيضا في صفوف الفريق الملكي.
على الورق تشير الأرقام الى أن «الثور الاسباني» لم ينهزم في الدور نصف النهائي منذ عام 1964 كما أنه يشكل «عقدة» حقيقية بالنسبة الى البرتغال بحكم أن «الماتادور» أطاح ببرازيل أوروبا في ثلاث مناسبات في الوقت الذي لم ينجح فيه منتخب البرتغال في هزم الاسبان الا في مناسبة واحدة على الصعيد الرسمي وذلك عام 2004 بفضل هدف «نونوغوميز» ويحتفظ البرتغاليون بذكريات سيئة جدا من المباريات التي جمعتهم في السابق بالاسبان الذين هزوا شباك البرتغال بتسعة أهداف كاملة عام 1934 وكانت تلك الهزيمة بمثابة وصمة عار بالنسبة الى البرتغاليين الذين سيحاولون تكذيب كل هذه المعطيات في مباراة اليوم وذلك اعتمادا على نجمهم الاول «كريستيانو رونالدو» الذي سيفعل المستحيل لتحقيق انجاز يحفظه التاريخ حتى لا يظل منتخب بلاده يسير خلف الآخرين. المنتخب البرتغالي لم يسبق له مطلقا أن فاز بالتاج الأوروبي حيث اكتفى ببلوغ الدور ربع النهائي عام 2004 وهو ما لا يليق حتما بالفريق الذي لعب لفائدته في السابق عمالقة الكرة العالمية مثل «أوزيبيو» و«لويس فيغو» ويضم في صفوفه الآن أحد أفضل اللاعبين في العالم وهو «رونالدو».
أما «الماتادور» فإنه يسير الى حد الآن بخطى ثابتة نحو التتويج بثلاثية تاريخية مستفيدا من قوته الهجومية الضاربة (8 أهداف في هذه الدورة) وكذلك صلابته الدفاعية بما أن شباك الحارس الاسباني «إيكر كاسياس» لم تتلق في النسخة الحالية سوى هدف وحيد ويذكر أن أبناء المدرب «ديل بوسكي» أكدوا أن منتخبهم قادر على بلوغ شباك منافسيهم عن طريق العديد من اللاعبين فالخطر قد يأتي من المهاجمين مثل فرناندو توراس أو فابريغاس أو نفاس ولكن اسبانيا قد تسجل أيضا عن طريق لاعب الوسط تشافي ألونسو أو كذلك عن طريق صانع ألعاب مانشستر سيتي دافيد سيلفا وذلك على عكس المنتخب البرتغالي الذي وصل الى شباك منافسيه في ست مرات وتولى رونالدو تسجيل ثلاثة أهداف بمفرده.
ويسعى رونالدو في مباراة اليوم الى تسجيل الأهداف ليهدي منتخبه بطاقة الترشح الى النهائي وحتى يتمكن أيضا من معادلة الرقم الذي بحوزه اللاعب الانقليزي الشهير «ألان شيرار» الذي بحوزته سبعة أهداف في الأورو وسيكون رونالدو في حاجة الليلة الى تسجيل هدف وحيد لمعادلة هذا الرقم بما أن الفتى الذهبي للكرة البرتغالية بحوزته ستة أهداف في الأورو (2004: هدفان 2008: هدف 2012: 3 أهداف).
