«عصابات سمّمت بذور البطاطا للقضاء على الإنتاج المحلي» هكذا قال وزير الفلاحة السيد محمد بن سالم. دفع اللّه ما كان أعظم، يا سيادة الوزير، لا يهمّ ذلك، يا سيّدي، فنحن تعودنا على أن تكون لقمة عيشنا «مْفَرْتَة» بدون «فريتْ» البطاطا، تبّا للبطاطا مادامت طبختنا «عجّة» بصلا تسيل له الدموع فرحا بوجوده في السوق، وبيضا الى من استطاع إليه، ولا نطلب إلا مرضاة الدجاج الأبيض «البيّاض» وإن كان وراء البحار وخارج الديار.
هيّن علينا، سيدي وزير الفلاحة، بشتى بذورها تسميم بذور البطاطا حتى لا تثمر وإن كان ذلك جرما لا غفران فيه في حقّ أصحاب البطون الفارغة والقلوب الملأى صبرا وقناعة.
نعم هيّن علينا هذا أمام العصابات الأخرى التي سمّمت بذور الحرّية وبذور الديمقراطية، وبذور العدالة، وبذور الأمن، وبذور الثقافة، وبذور الأخلاق الممتازة، لتبقى حياتنا «سلاطة بالبصل» و«عجّة بالبصل» وبصلا بالبصل، حتى إذا طلع الصباح وصفّق الديك وصاح وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح وجدنا كل ما في «عجّتنا» «عظمة بلا فص».
سيدي وزير الفلاحة، بكل صراحة لا أسألكم عمّن سمّموا بذور البطاطا ولا عن التعويض الذي قد يتلقّاه المزارع في المضارع لأنني أعرف الجواب مسبقا «سنحقّق في الأمر ونأخذ الإجراء «اللاّزم في اللاّزم» ولا عن عشب «النجم» الذي تحدث عنه رئيسنا المؤقت وخنقه للبذور في مؤتمر «من أين لك هذا؟». وإنما أسألك إذا كانت كل تلك البذور مسمومة كلها زيادة عن عشب النجم هلاّ يأتي يوم نسأل فيه كل من يحمل بذرة صالحة «من أين لك هذا؟».