فرضت الانتفاضات التي هزت «قلاع» عدد من الأنظمة العربية في الفترة الأخيرة تحديات مصيرية على المشروع القومي العربي الذي وجد نفسه مهددا بأن يتحول إلى مجرد ذكرى... بعد أن عجز عن تحقيق أهدافه الكبرى...تلك الأهداف التي وضعها المشروع والتي تداخلت وترابطت في العمل والفكر السياسي ولكنها لم تجد طريقها إلى التنفيذ...بل إن الأخطر من ذلك انفضاض الحاضنة الجماهيرية العربية عن المشروع وإصابة قطاع واسع من الجماهير العربية بالاحباط ...وهذا كله ساهم في انفراط عقد التيار القومي العربي وتشتت قياداته...وبدا هذا المشروع وكأنه في «حالة حصار» لم يشهد لها مثيلا في التاريخ جراء شراسة الحملة العدوانية التي قادها التحالف الأمريكي الصهيوني على امتداد العقود الماضية بهدف تصفية الأمة العربية لصالح قوى التجزئة والانفصال...
والحقيقة أن هذه المرحلة الحرجة التي دخل أو «أدخل» فيها المشروع القومي العربي طرحت تساؤلات جوهرية حول مستقبل المشروع القومي العربي...وسبل استنهاضه فإلى أين يسير هذا المشروع إذن...وماهي إمكانات إحيائه...وكيف يمكن استعادة الشارع العربي كحاضنة للمشروع الحضاري العربي؟...ثم ماهي «خارطة الطريق» التي يمكن أن تشكل «الوصفة الناجعة» للانتقال بالعمل القومي العربي من مرحلة الانفعال إلى مرحلة الفعل؟ هذه جملة من أسئلة طرحتها «الشروق» على ثلة من المثقفين والمفكرين القوميين العرب في عدد جديد من ملفات «الشروق» العالمية وهم السادة :
الدكتور صباح المختار (كاتب ومفكر عراقي) اللواء طلعت مسلم (خبير عسكري مصري) الدكتور صلاح صلاح (القائد التاريخي في الحركة الشعبية لتحرير فلسطين). الدكتور يوسف مكي (باحث ومفكر سعودي) الدكتور ليث شبيلات (مفكر قومي إسلامي أردني) الأستاذة رحاب مكحلّ (المديرة التنفيذية للمؤتمر القومي العربي) الدكتور رجا الناصر (أمين سر هيئة التنسيق الوطنية في سوريا) الأستاذ سعدون المشهداني (كاتب عراقي)