في مداولات اللجنة التشريعية حول منع التجمعيين من العمل السياسي قال ممثل حزب العمال الشيوعي التونسي أحمد السافي حرفيا «يكفي تولّي اليسار ذبح وشواء التّجمّعيين لتأكل النّهضة من هذه الغنيمة، فعلى النّهضة أن تبحث عن محصنات حقيقيّة للثّورة بدل البحث عن تأمين المسار الانتخابي القادم بإقصاء التّجمّعيين دون محاسبة». السافي يلوم النهضة على محاولتها إقصاء التجمعيين ولكنه يعترف وبطريقة تستدعي التأمل أن اليسار تولى « ذبح وشواء» التجمعيين، نعم بكل بساطة قدم الصورة وبكل بساطة مرت في اللجنة وبكل بساطة لم تثر اي رد فعل في الطبقة السياسية. نتحدث عن مواطنين تونسيين قد يكون منهم من أجرم في حق تونس، وكأنهم خرفان تساق إلى الذبح وتشوى لحومها وتقسم على عابري السبيل.
في تونس كان الباي مراد الثالث المعروف بمراد «بوبالة» يعذب معارضيه بقطع لحومهم وشوائها وهم أحياء، بل لقد اجبر احد المغنين على الغناء وهو يشوي لحمه ويأكله . واليوم تعود هذه الصورة ولو على سبيل الاستعارة لتدق ناقوس الخطر وتنبه الغافلين إلى خطورة الانجرار الى التصعيد اللغوي والانفلات البلاغي الذي يفتح الباب للفوضى في الواقع.
بالأمس دعوات للقتل من هنا وهناك من اليمين ومن اليسار وتنظيرات رسمية للعنف باعتباره الأفق الوحيد الممكن للحالة التونسية... واليوم حديث عن الذبح والشواء وغدا كلام آخر وتصعيد آخر «وقيد على الثورة» كما يقال.