مع تواصل ارتفاع مؤشر الأسعار والإستهلاك... ومع استمرار التونسي في التذمر من غلاء المعيشة أصبح هاجس تفاقم «أزمة القفة والجيب» يؤرق التونسي لاسيما مع اقتراب شهر الصيام. «الشروق» حاولت جس نبض التونسيين ورصد بورصة رمضان والإستعدادات للشهر الفضيل ولم يعد يفصلنا غير ثلاثة أشهر أو أقل عن رمضان. بداية الجولة كانت بين صفوف المستهلكين حيث أبدى معظم المتحدثين تواصل إحساسهم بغلاء المعيشة رغم جهود وزارة التجارة وغيرها من الوزارات. ويقول العم مصطفى (متقاعد) «ما نعيشه اليوم من ارتفاع في الأسعار يشبه ارتفاع الأسعار في الأيام الأولى من رمضان... بصراحة أنا قلق مما سيكون عليه حال الأسعار في الشهر الكريم خاصة أننا الآن نعاني من الغلاء». بدورها قالت فاتن (موظفة) إنها تخشى من تواصل ارتفاع الأسعار أو وصولها إلى درجة لا تطاق. خشية المواطن من الأسعار الرمضانية كانت شبه جامعة عند المواطنين ولمزيد تبين ما أعدته وزارة التجارة للشهر الكريم الذي سيكون بعد منتصف جويلية بأيام اتصلنا بمصادر مطلعة من الوزارة. تخزين واستعدادات أكدت مصادر مطلعة من وزارة التجارة أن مصالح وزارة التجارة قد انطلقت منذ فترة في الاستعدادات لشهر رمضان من خلال الانطلاق في عملية التخزين واستشراف الأسعار والاستعدادات. وقد قامت وزارة التجارة بالتعاون مع وزارة الفلاحة بالحصول على الكلفة الحقيقية للحوم والبيض والحليب وغيرها من المواد وستقوم وزارة التجارة بدراسة هذه التكلفة وتوظيف هامش الربح وتطبيقه. بيض وحليب تقول المصادر الموثوقة من وزارة التجارة إن سعر البيض مثلا لن يصل 600 مليم وقد يتراوح خلال الشهر الكريم من 540 مي و590 مليم. أما فيما يتعلق بالحليب فلا خوف من نفاده حيث انطلقت الوزارة في عملية التخزين إضافة إلى عملية تجفيف بعض الكميات. وحسب مصادرنا فإن فترة رمضان ستكون فترة ذروة انتاج البقر للحليب وترى مصادرنا أن كل هذه العوامل كفيلة بضمان التزويد في رمضان. لحوم ومراقبة بعد أن رفعت منظمة الدفاع عن المستهلك شعار : يا مستهلك يا مظلوم قاطع حمراء اللحوم وبعد أن اِلتهبت الأسعار يخشى كثيرون من غياب هذه المادة أو ندرتها وتضخم أسعارها في رمضان. وتؤكد مصادرنا المطلعة من وزارة التجارة أنه لا خوف من غياب آية مادة أو ارتفاع أسعارها أما فيما يتعلق باللحوم الحمراء فمن المنتظر توريد 6 آلاف طن مبردة للإستهلاك من اللحم البقري و 600 طن من «العلوش» من طرف شركة اللحوم وستتم عملية ضخ هذه الكميات للسوق حتى لا تتجاوز 14 دينارا عند العموم. وأكدت مصادرنا أن مناورات «الجزارة» والقصابين وباعة التفصيل وكل من يرغب في التلاعب والإحتكار ورفع الأسعار لن تنجح والوزارة جاهزة. وأشارت مصادرنا من وزارة التجارة أن هناك أربع نقاط بيع للحوم تتبع شركة اللحوم في كل من السوق المركزية ونقطة في نهج المرّ ونقطة في مقر الشركة وأخرى في لاكانيا تبيع حالا لحم الظأن ب 14550 مليم وتحافظ على اعتدال الأسعار. أما فيما يتعلق باللحوم البيضاء فأشارت مصادرنا إلى إمكانية توريد اللحوم قصد ضخ كميات كبيرة في السوق والمحافظة على الأسعار. وقد تكونت لجنة على مستوى رئاسة الحكومة لمتابعة أحوال السوق وصولا إلى رمضان وما بعده وتتكون اللجنة من ممثلين عن وزارة التجارة ووزارة الفلاحة ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الصحة وتجتمع اللجنة أكثر من مرة أسبوعيا لتعديل محرار الأسعار والإستشراف . من جهة أخرى أخذت مصادرنا أن مصالح المراقبة التابعة لوزارة التجارة قد عادت للعمل بقوة وستكون حاضرة في الشهر الكريم مما ينبئ باستقرار الأسعار في شهر الصيام وعدم «حرق» القفة لجيب المستهلك. وإضافة إلى كل هذه الإستعدادات توقعت مصادرنا انخفاض الأسعار مقارنة بما عليه اليوم في رمضان بفضل الإستعدادات والتحضيرات والتوريد والتخزين والمراقبة. وللإشارة عادت المراقبة للعمل بقوة وتم تسجيل 38112 عملية زيارة من 22 فيفري إلى اليوم وتم تسجيل 20470 مخالفة ويعمل حوالي 2187 فريقا في مراقبة الأسعار والأسواق ويتم تدعيم عملهم بدوريات أخرى في رمضان. وتم في شهر أفريل وحده القيام ب 1011 زيارة مصادرنا أشارت أيضا إلى اقتراب انخفاض أسعار البطاطا مع توريد 3 آلاف طن ستصل يوم 25 أفريل. وتبقى هواجس المواطن في حاجة إلى تطمينات ووعود «بالرحمة» وعود قدمتها وزارة التجارة وانطلقت في العمل على تنفيذها .