شهدت بلادنا بعد ثورة 14 جانفي 2011 حراكا مدنيا تصاعديا عبر تأسيس العديد من الجمعيات والمنظمات في مختلف المجالات العلمية والشبابية والثقافية والاجتماعية والحقوقية والتنموية
وهو مسار جديد يعكس تعطش مكونات المجتمع المدني والقوى الفاعلة فيه الى البذل والعطاء والانخراط الفاعل في تأسيس مجتمع جديد متفاعل مع روح الثورة وقيمها التي ترتكز أساسا على الحرية والكرامة والعدالة بعد أن تخلص من كل المكبلات والقيود التي حدّت من حريته ليتحول الى مجتمع بصدد إعادة انتاج ذاته بذاته عبر استيعابه تدريجيا للفكر الديمقراطي كمنهج لبناء وتأسيس المجتمع الديمقراطي وصناعة رأي عام يحذق استعمال وتوظيف قيم الديمقراطية، إلا أن ما نلاحظه ضمن هذا السياق عدم الاهتمام بالشكل المطلوب بالطفولة وتكاد تكون غائبة في هذا الحراك السياسي والاجتماعي الذي تعرفه تونس اليوم.
من هذا المنطلق تأسّست مؤخرا رابطة أطفال تونس كهيكل مدني جاءت لتعزّز موقع الطفولة التونسية كفئة عمرية في حاجة أكيدة الى تثبيت مقوماتها ودعم حقوقها. ووضعت الرابطة منهج عمل يقوم علي تحديد أهدافها التي تتمثل في نشر ثقافة حقوق الطفل وواجباته وستعمل على ربط الصلة بين أطفال تونس في كل الجهات ودعم روح التواصل فيما بينهم وخلق آليات التقارب والزيارات المتبادلة لتمتين أواصر المحبة والتآخي بين كل أطفال تونس.
وسيرتكز تدخل الرابطة كذلك على المساهمة في تربية الطفل تربية شاملة وتنشئته على قيم الحرية والكرامة والاحترام والتفتح والتسامح والمواطنة، إضافة الى تطوير مجالات التدخل في تنمية شخصية الطفل وصقل مواهبه في جميع الأنشطة المتصلة بالميادين العلمية والثقافية والفنية والاجتماعية وكذلك السعي الى إذكاء روح المبادرة والتطوع والشراكة لدى الطفل.
وستمكن الرابطة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الموهوبين من حقهم في رعاية خصوصية في التأهيل والتأطير والترفيه بالشراكة مع أهل الاختصاص هذا الى جانب تنظيم مهرجانات ثقافية وملتقيات تربوية ومصائف لفائدة الأطفال داخل الوطن وخارجه.
ومن بين الأهداف الأساسية التي رسمتها الرابطة في مجال تدخلها في قطاع الطفولة هو تطوير آليات العمل التشاركي جهويا ووطنيا ودوليا مع الجمعيات والمنظمات المهتمة بالطفولة قصد تبادل التجارب والخبرات.
ولا شك أن الهيئة التأسيسية للرابطة التي تتكون من كفاءات وإطارات متعدّدة الاختصاصات ستعمل على تفعيل دور الطفولة في تونسالجديدة، تونس الديمقراطية لأن طفل اليوم هو رجل المستقبل ونحن اليوم كتونسيين ما بعد الثورة وإن عبرت كل الفئات عن مشاغلها وأفكارها وآرائها وتوجهاتها بعد أن قطعت مع منظومة الاستبداد والتفرد بالرأي فإن الطفل التونسي اليوم قادر على التعبير عن ذاته عبر فتح مجالات أوسع أمامه للاهتمام به وبمشاغله والأهم من ذلك هو الاعداد لمستقبله الذي يرسمه كل التونسيين عبر بناء مؤسسات الديمقراطية لجني ثمار الثورة التونسية التي تبقى مرجعا منفردا في مفهوم الثورة مغايرا للمفاهيم الكلاسيكية التي عرفت بها الثورات السابقة في تاريخ البشرية باعتبارها أسست لتاريخ جديد ستكون نتائجه أفضل للأجيال القادمة التي هي اليوم مازالت في ريعان الطفولة.