لقاء المستقبل والنادي الافريقي الذي تمّت برمجته بعد أخذ ورد دار عشية أمس بقابس وكان مصيريا بالنسبة الى الفريقين لأن الفريق المحلي يعتبر أن الفوز أمام منافس في حجم الافريقي أهم خطوة في طريق الانقاذ.
في حين يعتقد الافريقي أن هزيمة أخرى قد تعصف بما بقي من مكوّنات الفريق. البداية كانت قوية جدّا من طرف الفريق المحلي حيث أراد سفيان الحيدوسي استغلال الوضعية النفسية للافريقي المتخبط في أزمة مختلفة المظاهر وفضل مدرب «الجيلزة» الضغط منذ البداية لأنه يعلم أن ارتباك الخط الخلفي للافريقي وارد جدّا وهو ما حصل فعلا.
شطحات بن شيخة متواصلة
خلال لقاء الأمس تواصلت شطحات عبد الحق شيخة، إذ كانت تركيبة خط وسط الافريقي غريبة جدا الى درجة أننا لم نشاهد في الشوط الأول إلاّ فريقا واحدا هو بالتأكيد مستقبل قابس الذي سيطر وحاول وتحصل على عديد الفرص ونوع اللعب من التوغل الجانبي الى التبادل السريع للكرة وصولا الى التصويب. أما الافريقي فقد اكتفى بالفرجة لأن بن شيخة تسبب في «إعاقة» خط الوسط وبالتالي كامل الفريق. عول بن شيخة على نافع الجبالي الذي غاب عن الميادين منذ أشهر عديدة وواصل اقصاء زياد الزيادي رغم أنه كان أفضل لاعب في الفريق مع فوزي البنزرتي وعول على ثنائي هجومي في الوسط (النفطي والجبالي) وعموما كان الافريقي خارج الموضوع.
هجوم الجليزة ضد الدخيلي
الشوط الأول كان تقريبا شوط عاطف الدخيلي الذي وجد نفسه مجبرا على التصدي لكل أنواع الهجومات ويمكن القول إن بن شيخة وبعد أن عبث بخط الوسط التفت الآن الى خط الدفاع إذ لاحظ الجميع كيف تراجع مردود محمد علي اليعقوبي وكثرت أخطاؤه وهو الذي أهدى عديد الكرات للمنافس. من جهة أخرى لا بد من التأكيد أن مستقبل قابس قدم أفضل شوط له (الشوط الأول) منذ بداية البطولة ولكن خانته النجاعة وكذلك التركيز.
هدف الصدفة
بعد السيطرة التي فرضها مستقبل قابس لم يبق للإفريقي إلا الاعتماد على المهارات الفردية والتي جاءت من عبد الكريم النفطي الذي سجل هدفا رائعا ولكن السيطرة عادت بسرعة الى الفريق المحلي.
«الجليزة» تنتفض
في الشوط الثاني تحرك خط هجوم مستقبل قابس وهدد مرمى عاطف الدخيلي في أكثر من مناسبة بعد الاصرار الكبير على تعديل النتيجة وتحرّك المهاجم أمين العويشاوي في وسط دفاع الافريقي الذي بدا مرتبكا وفي الدقيقة 59 تمكن لاعب الافريقي سابقا من تعديل النتيجة بعد بهتة دفاعية وكاد نفس اللاعب يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 65 لكنه أهدر الفرصة رغم موقعه المناسب.
«النيران الصديقة» مرة أخرى
هل كتب علي الافريقي أن يحصد الهزائم بأقدام أبنائه فبعد هزيمة «الدربي» بقبوله لهدف ثان من أقدام ابنه كريم العواضي تكرّر أمس نفس السيناريو عن طريق الشاب المتألق حمزة الفرشيشي في الدقيقة 83 والذي لم يجد مكانا في تشكيلة الافريقي وكأنها تعجّ بالنجوم.. أخطاء المدرب عبد الحق بن شيخة تواصلت بلا انقطاع وحافظ على أمير الحاج مسعود كأساسي بل أنه أخرج البرازيلي «فيكتور» من الأرشيف وأقحمه في المباراة بعد أن كاد يلفه النسيان فكانت الهزيمة منطقية بالنظر الى ما يجري داخل القلعة الحمراء!
فوز مستحق للمستقبل
أخطاء الافريقي لا تحجب الفوز المستحق لأبناء قابس الذين قدموا مردودا متميزا بفضل حيوية لاعبيها ولعلّ ما أحدث الفارق هي الخيارات التكتيكية للمدربين إذ أقحم الحيدوسي حمزة الفرشيشي فأقلق دفاع الضيوف بفضل سرعة تحرّكاته ومراوغاته.