نظم نادي التراث بدار الثقافة الشاذلي القطاري مؤخرا بالتعاون مع جمعية صيانة مدينة القطار يوما دراسيا تحسيسيا لمعلم «برج الرومية» بجبل عرباط وبمشاركة بعض الجمعيات المحلية مثل جمعية القطار للمسرح وجمعية أحباء دار الشباب. وقد ساهم في هذا اليوم بعض المختصين كباحث في علم الأثار «اسكندر رزقي» ومختص في السياحة التراثية «عبد القادر جمال» وكذلك طلبة المعهد العالي للتنشيط الثقافي والشبابي ببئر الباي الى جانب مجموعة من طلبة المعهد العالي للعلوم التطبيقية في الإنسانيات بقفصة اختصاص «اسبانية مطبقة على السياحة والتراث» الذين يعدون بحث تخرج في هذا المجال حول الملامح التراثية والبيئية بمدينة القطار... وعديد الاختصاصات مثل المسرح والفنون التطبيقية والغنائية وكذلك شارك في هذا اليوم اطارات دار الثقافة الشاذلي القطاري وبعض الهواة لمثل هذه الأنشطة.
وقد عانى هذا المعلم لفترات طويلة من الإهمال مما انجر عنه تكدس الأوساخ نتيجة اتخاذ الرعاة له كمقر للاستراحة والإقامة في بعض الأحيان مما أدى الى تضررجزء كبير منه كالجدران الداخلية وبعض المداخل الى جانب تلف الجانب الشرقي للإسطبل مما أفقد برج الرومية بعضا من معالمه التي قد تساعدنا على تحديد ملامحه كاملة. وعلى هذا الأساس كان اليوم الدراسي محاولة من الجميع للوقوف على جملة من الأهداف منها تحديد المسلك المؤدي الى البرج والمدة الزمنية للوصول اليه والبحث في امكانية ترميم بعض معالم البرج وإعادة رسم بياني للمعلم وذلك بأخذ جميع القياسات اللازمة ومحاولة دراسة الغطاء النباتي في محيط البرج واعداد دراسة ثرية حول هذا المعلم بمشاركة جميع المختصين والمهتمين.
ويقع هذا المعلم على مسافة ساعتين ونصف بخطى بطيئة انطلاقا من الطريق الوطنية رقم 15 على مستوى منطقة الأرطس في طريق جبلية شبه معبدة وملتوية بعض الشيء اذ يوجد في إحدى قمم جبل عرباط في موقع استراتيجي يشرف على مدينة القطار وبقية المناطق المجاورة ، يعرف باسم برج الرومية ، وهو من أقدم المعالم الأثرية بالمدينة أستعمله الفرنسيون في فترة الاستعمار كبرج مراقبة، إذ تعود أقدم نقيشة عثر عليها داخل المعلم إلى سنة 1890 1891.