يشتكون صحفيو قسم الاخبار بمؤسسة التلفزة التونسية، أول أمس الثلاثاء 10 أفريل 2012، للسيد مصطفى بن جعفر، تعرضهم للاعتداء اللفظي من قبل أحد الأعضاء في المجلس عن حزب حركة النهضة.
وجاء في الرسالة التي حصلت «الشروق»، على نسخة منها، أن السيد نجيب مراد عضو المجلس الوطني التأسيسي عن حزب حركة النهضة، تعمد يوم الثلاثاء 10 أفريل 2012 الدخول الى مكتب قسم الاخبار في مؤسسة التلفزة التونسية بلا موجب أو استئذان وفق ما تقتضيه ضوابط الاخلاق، والتصريح علنا أمام الصحفي فطين بن حفصية، رئيس مكتب نقابة الصحفيين بمؤسسة التلفزة الوطنية، بأن هذه المجموعة الكبيرة من الرصيد البشري تقدم لنا نشرة الثامنة على هذه الشاكلة، فخاطبه الصحفي بأدب وعاتبه على الادلاء بهذه الأقوال وانتهاك حرمة قسم العمل صحبة الزميل الصحفي الأسعد الشاكر، فزاد من حدة كلامه بالقول: «أنا عضو المجلس الوطني التأسيسي، ولا يمكنكم فعل أي شيء معي»، وبصريح اللهجة العامية قال «توا تعرضولي!»
شهادة رئيس التحرير
وأكد الصحفي سعيد الخزامي، رئيس تحرير قسم الاخبار في مؤسسة التلفزة في مقال بعنوان «غزوة غرفة الاخبار» نشره أمس الاربعاء 11 أفريل 2012، على صفحته في الموقع الاجتماعي ال«فايس بوك» أن عضو المكتب الوطني التأسيسي، النائب عن ولاية المنستير من حركة النهضة السيد نجيب مراد قام يوم الثلاثاء 10 أفريل 2012 «بغزو» غرفة الاخبار في التلفزة وأضاف أن هذا الاخير دخل مبنى التلفزة بلا ترخيص مسبق وهو أمر لا يجوز في نظره، ثم توجه بعد ذلك الى مكتب المدير العام ودخله بإلحاح شديد متعلّلا بأنه يريد أن يشتكي من عدم تغطية التلفزة لاعتداء تعرض له مكتب حزب حركة النهضة في المنستير.
وأضاف الخزامي في مقاله أن النائب جاء الى مكتبه بصفته رئيس تحرير الأخبار مكرّرا نفس الشكوى، ومعبرا عن تذمره من أعضاء فريق الوحدة التلفزية في المنستير. كما ردّد أن عدم اعدادهم تقريرا اخباريا عما تعرض له مقر حركة النهضة بالمنستير، هو تآمر منهم على الحركة. وأوضح الخزامي أنه اتصل بشرطة مدينة المنستير التي أعلمته أن الضرر الذي لحق مقر حركة النهضة نتيجة أعمال شغب حدثت يوم الاثنين بمدينة المنستير على خلفية ما جرى في شارع بورقيبة كان طفيفا ولم يتجاوز اتلاف اللوحة الأمامية لمقر النهضة، ومع ذلك واصل النائب تذمره متجها الى غرفة الاخبار حيث اشتبك مع عدد من الصحافيين وتهجم عليهم وأهانهم بقوله «هاذم اللّي يعملو النشرة البنفسجية» فما كان من الصحفيين إلا أن أطردوه من غرفة الاخبار مردّدين عبارة «ديڤاج».
تنديد
وأعرب صحفيو قسم الاخبار في الرسالة التي وجهوها الى رئيس المجلس الوطني التأسيسي السيد مصطفى بن جعفر عن تنديدهم بهذا الفعل المشين مؤكدين عزمهم على التصدي لأي انتهاك لفظي أو مادي بحقهم. كما عبروا عن اصرارهم على المحافظة على استقلالية المؤسسة وعدم انحرافها عن مسار الحرية الاعلامية المسؤولة والمهنية والنزاهة وخدمة أي طرف سياسي سواء كان في الحكومة أو المعارضة. كما طالب الصحفيون في الرسالة، رئيس المجلس الوطني التأسيسي باتخاذ الاجراءات اللازمة ضدّ النائب المذكور ومساءلته ودعوته الى الاعتذار للصحفيين عما أقدم عليه من أقوال غير مسؤولة.