مرور سنة على 14 جانفي وبداية التحولات السياسية والاجتماعية في البلاد مثل موعدا لتقييم ما تحقق من اهداف الثورة او الانتفاضة الثورية على نظام الاستبداد... «الشروق» التقت عددا من الشباب لمعرفة مواقفهم مما تحقق ومما ينتظر التحقيق. البداية كانت مع منسق لجنة شباب الثورة بقابس فادي عبد الناجي «دعنا نتفق بداية ان ما نعيشه الان هو استمرار للحراك الثوري و ان الثورة لم تنته بعد حتى نحتفل بمرور سنة عليها ولن تنتهي الا بانجاز كل مهامها التى تلبي مطالب شعبنا في ثورة الحرية و الكرامة... شعبنا خرج الى الشارع في عصيان مدني رافعا شعارات ارتفع سقفها من الاجتماعي المطلبي الى السياسي الثوري و قدمت في ذلك الشهداء و الجرحي فهرب بن علي راس النظام الديكتاتوري النوفمبري». حققنا بعض الاهداف ولا زالت الاخطار تترصدنا «وفي كل مرة كان بقايا النظام يحاول فيها الالتفاف على الثورة الا وخرج شعبنا مدافعا عن استمرار ثورته في القصبة 1 و2 وعشنا في 23 اكتوبر عرسا ديمقراطيا انتخبنا فيه مجلسا تاسيسيا لا يمكن لا ي عاقل ان يشكك في شرعيته و كنا جميعا على اعتقاد ان مطالبنا في الحرية و الكرامة ستحققها ثورتنا التى طالبت بمحاسبة قتلة الشهداء وبتفكيك منظومة الفساد وبالعدالة الاجتماعية وباسترجاع اموال الشعب وبمحاسبة النظام على جرائمه طوال عقود وبتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني و مطالب اخرى عدة ستستكمل باذن الله بارداة جماهير شعبنا لكن وللاسف فما نعيشه هذه الايام يمثل خطرا حقيقيا على تونس و على ثورتنا». الثورة في مسار تحقيق اهدافها وسام قنونو شاب جاوز عقده الثاني بقليل عانى قبل الثورة من البطالة قبل ان يلتحق بشركة البيئة والبستنة بقابس المحدثة نظريا في شهر افريل 2011 ولم تنطلق في العمل بعد بما جعلها تشهد تقلبات واحتجاجات ومطالبات من المنتدبين فيها وغيرهم من المعطلين يعتبر ان «اهداف الثورة في مسارها الصحيح فرغم انها لازالت في مرحلة مخاض طال نوعا ما الا انها تسير في الطريق القويم بتضافر الجهود من خلال الحكومة المنتخبة وبعض الاداريين النزهاء ممن يريدون اصلاحات جذرية للبلاد رغم ما يتطلبه الامر من زمن ليس بالقصير قد لا يتفهمه بعض الناس ويطلبون تغييرا فوريا لتحقيق اهداف الثورة وهو ما يزيد من الضغط على الحكومة التي تحاول جهدها لإيجاد حلول لتركة ثقيلة من المشاكل والنقائص والاخلالات». نتفاءل خيرا بالمستقبل نجيب دخيل صاحب متجر لبيع المواد الغذائية بالتفصيل يؤكد ان «من اسباب اندلاع ثورة الكرامة في تونس مطالب عديدة اهمها الكرامة عبر الشغل وتهميش فئات واسعة من المجتمع بحرمانها من ابسط مقومات الحياة الكريمة والظلم المسلط عليها نتيجة الانفراد بالحكم وغياب العدالة الاجتماعية وبعد سنة نرى ان افاق التشغيل بدات تنفتح امام شباب الثورة المعطل عن العمل بعد ان قامت الحكومة الجديدة بدراسات موسعة لبعث عدد من المشاريع التنموية في المناطق الاكثر حرمانا وخاصة تلك التي اندلعت منها شرارة الثورة رغم مساعي جيوب الردة لعرقلة عمل الحكومة والحكم عليها حتى قبل الانطلاق في العمل بل وحتى قبل الاستماع الى مشاغل الناس». الثورة قلبت حياتي راسا على عقب صهيب بالناجح شاب في الخامسة والعشرين من عمره يشتغل بائعا متجولا للخضر والغلال له من الابناء اثنان يعتبر ان الثورة جاءت بعكس ما تمناه «في الحقيقة قبل الثورة ورغم المشاكسة المتواصلة بيننا وبين اعوان التراتيب الا اننا كنا نوفر ربحا جيدا يتراوح بين 12 و15 دينارا يوميا مكنني من ان اكون اسرة واكتري منزلا يؤوينا وبعد الثورة انقلبت حياتي راسا على عقب بسبب الفوضى التي جعلت «البراوط» تتكاثر بشكل كبير فقلت مداخيلي بما اعجزني عن الالتزام مع المكتري فخرجت لاستقر في غرفة يتيمة في منزل والدي وبعت كل اثاثي لاحيط هذه الغرفة الجانبية بسور يحمينا من الكلاب الضالة وأصحاب السوء».