«الشروق» التقت البعض من أبناء سليانة لترصد وجهات نظرهم بالنسبة إلى يوم 14 جانفي من سنة 2011 وجل الذين التقيناهم تحدثوا دون قيود أو خوف وذلك من تداعيات يوم 14 جانفي الذي كان بوابة للحرية حسب تعابيرهم. التقينا بالشاب نبيل الظاهري وبعد أن وجهنا إليه أسئلة تخص يوم 14 جانفي صمت برهة ليطرح بدوره سؤالا ماذا تغير بعد 14 ليجيب بأنه بدأ ينعم بنوع من الحرية إذ أضحى من المباح أن يتحدث عن الوضع وينقده وفيها كافة المجالات والميادين فقبل أحداث جانفي كان يحس بانقباض شديد فلا مجال للحديث عن السياسة والدين وحتى الأمور الشخصية مخافة من تأويل البعض وتحسبا من ردة فعل ميليشيات التجمع الدستوري الديمقراطي كأعضاء الشعب وأعضاء لجنة الحي وغيرهم من المرشدين المفسدين. نبيل الظاهري كان يتحدث بحماس شديد وكلّ آماله بغد أفضل لتونس ولشعبها مذكرا أهل السياسة أن اليوم الموعود 14 جانفي هو بوابة لإعادة الأمل والكرامة في نفوس كل تونسي وطالب بضرورة التعجيل بتنفيذ وعود طالما ناشدها كل تونسي منذ عقود. ومن جانبه ذكر الشاب أيمن السمراني أن ذلك اليوم كان بمثابة الحلم الذي تحقق فالحزب الحاكم آنذاك كان يمسك تونس بقبضة حديدية ومن المستحيل أن يضمحل بين عشية وضحاها لكنه انهار تماما بقدرة شعب كان مكبلا إلا أن حبه لتونس ورفضه الشديد ل«التجمع» وأزلامه جعله ينتفض دون ردع لينعم بنوع من الحرية ويختم حديثه ببيت شعري للشابي موجهة إلى أي حزب قادم «حذار فتحت الرماد اللهيب ومن يبذر الشوك يجني الجراح» حديث الشاب أيمن السمراني أيّده الشاب محمد العاتي ليثمنه بمراحل تاريخية فكل طاغ له نهاية نمرود وفرعون وتشاوسيسكو وهتلر وغيرهم ممن حاولوا التجبر كانت نهايتهم مأساوية وبكل فخر ذكر لنا ان الشعب التونسي أضحى رمزا لكل شعوب العالم في المطالبة بالحرية والعيش الكريم ولولاه لما انتفضت بقية الشعوب العربية وحتى الغربية فيوم 14 جانفي سيظل في ذاكرة كامل شعوب العالم ليبرز أن الحرية والديمقراطية ستأخذ منعرجا آخر مستقبل ليطرح سؤالا «ما ضر لو تمت تسمية ذلك اليوم باليوم العالمي لمناشدة الحرية» مثل اليوم لعالمي لحقوق الانسان وغيره من التسميات حتى نروي للاجيال ونوصل لهم أن الشعب التونسي هو أول الشعوب التي نادت بالحرية في هذا القرن. المهندس الفلاحي محمد الهادفي قال إن يوم 14 جانفي من السنة الفارطة غير مجرى حياة أبناء سليانةوتونس ككل فحرية التعبير أضحت سلوكا وهذه اهم التداعيات الايجابية وقد حاولنا الغوص معه في بعض الجزئيات قبل 14 جانفي وبعده لكنه كان يجيب بأن حرية التعبير هي المكسب الوحيد الذي تحقق لا غير وأثناء قيامنا باستجواب محدثينا تعالت أصوات بعض الفضوليين كل يريد إيصال صوته بطريقته الخاصة.