أكد رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا بعد جولته في مدينة «حمص» المضطربة ان الوضع في هذه المحافظة مطمئن وأن أعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا، الامر الذي أثار حفيظة باريس وواشنطن اللتين لا تزالان تدعوان الى معاقبة دمشق والبدء في تحرّك دولي ضدها. وقال رئيس بعثة المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية أمس إن الأحوال في بعض المناطق من مدينة «حمص» لم تكن طيبة إلا أن أعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا. الوضع مطمئن وأشار الفريق أول الركن محمد احمد مصطفى الدابي، وفقا لوكالة «رويترز» إلى أن هناك بعض الأماكن لم يكن الوضع فيها جيدا لكن لم يكن هناك شيء مخيف على الأقل أثناء وجود المراقبين العرب هناك، وأضاف «إن الأمور هادئة ولم تقع اشتباكات». وزار وفد مراقبي الجامعة العربية أول أمس عددا من أحياء مدينة حمص. وأوضح الدابي في تصريح منفصل عن التصريحات لوكالة «رويترز» أن فريق المراقبين سيبقون في حمص، مضيفا أن «البعثة لمست تجاوبا من كافة الأطراف. بدورها , قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن الوفد التقى محافظ حمص غسان عبد العال وبعد ذلك زار الوفد أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون ووادي الذهب. وتم بث شريط فيديو على موقع يوتيوب ظهر فيه عدد من المراقبين العرب في حمص وسط تجمع من سكان المدينة يحاولون إقناعهم بالتوجه إلى الحي الذي يسكنون فيه ليروا بأم العين ما يحصل. من جهتها , ذكرت قناة «الدنيا» – وهي فضائية سورية خاصة ومستقلة - «إن وفد مراقبي الجامعة العربية توجه إلى حي باب السباع حيث قام بتقييم الأضرار التي سببتها المجموعات الإرهابية والتقوا أقرباء شهداء وشخصا خطفته هذه المجموعات من قبل». وأضافت انه عند وصول المراقبين إلى باب السباع «تجمع عدد كبير من الأشخاص ليؤكدوا رغبتهم في التصدي للمؤامرة التي دبرت ضد سوريا»، بينما قالت منظمات حقوقية معارضة «إن آلاف المتظاهرين المناوئين للنظام خرجوا إلى الشوارع في حمص».للتعبير عن معارضتهم لسياسة النظام الحاكم . كما نقلت عن مراسلها في حمص أنه تم ابلاغه من البعثة العربية رؤيتهم لمسلحين في المحافظة. بدوره، أكد رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا عدنان عيسى الخضير «أن بعثة المراقبين العرب تقوم بواجبها كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين الأمانة العامة للجامعة والحكومة السورية وقد باشرت عملها في حمص». وأوضح الخضير في تصريح للصحفيين في مقر الجامعة في القاهرة. «إن الفريق موجود في حمص الآن وليس في درعا وقابل محافظ حمص ويتم عمله وفق ما ورد في البروتوكول المقر من مجلس الجامعة العربية وسوريا». ومن المنتظر أن ينتشر أعضاء البعثة العربية في كل من «إدلب» و«حماه» و«درعا» خلال الساعات القليلة القادمة . تحفظ أمريكي وفرنسي ويبدو أن التقارير الأولية لرئيس البعثة العربية لم ترق كثيرا للجانب الأمريكي والفرنسي حيث اعتبرت باريس مساء أمس إن المراقبين العرب قضوا فترة وجيزة في «حمص» الأمر الذي لا يمكنهم من تقييم حقيقة الوضع الميداني حسب زعمها . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «بعض المراقبين من الجامعة العربية تواجدوا لفترة وجيزة في حمص» ولم يمنع تواجدهم من «استمرار القمع الدامي في هذه المدينة». واضاف «إنه يتعين على المراقبين العرب العودة بلا تأخير إلى هذه المدينة، والتجول في كلّ مكان بحرية والتمكن من التواصل الضروري مع السكان». وقال إن المجتمع الدولي «معتاد على أساليب المماطلة للنظام في دمشق، وسوف يكون يقظا ضد أي محاولة إخفاء أو تلاعب» مجددا دعم فرنسا «لتنفيذ خطة الجامعة العربية في جميع مكوناتها». وفق تعبيره وادعائه . من جهتها , دعت واشنطن المراقبين العرب إلى إظهار «الشجاعة» في عمليات بحثهم لكشف حقيقة ما يحدث على الأرض في سوريا داعية السلطات السورية إلى السماح للمراقبين بالوصول الى السوريين من دون قيود بهدف إنجاز مهمتهم. وزعمت واشنطن بأن النظام السوري قام بتصعيد أعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية الى سوريا. في الطرف المقابل , دعت روسيا أمس السلطات السورية إلى فتح الأبواب أمام بعثة المراقبين العرب في كافة مناطق سورية والتعاون معهم وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في المؤتمر الصحفي الذي عقده ونظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو، حسبما ذكر موقع «روسيا اليوم»: «يتضمن مشروع القرار الذي قدمناه إلى مجلس الامن الدولي ترحيبا بتوجه بعثة المراقبين العرب إلى سوريا. ويجب أن تتمكن هذه البعثة من زيارة أي جزء من سوريا لكي تتمكن من وضع تصور موضوعي مستقل عن الأحداث الجارية فعلا». و أشار لافروف إلى أهمية ذلك لان تغطية الأخبار عن سوريا أحادية الجانب، وقال «نحن على اتصال مستمر مع القيادة السورية وندعوهم باستمرار إلى التعاون مع المراقبين وخلق ظروف ملائمة للعمل بحرية».