قال كبير أيمّة ليبيا وأحد أشهر علمائها الدكتور الشيخ الصادق الغرياني ان ظاهرة الاستيلاء على المعابر بحجة انها غنيمة حرب خطر يهدد وحدة ليبيا بأكملها في تفاعل مع ما نشرته «الشروق» حول سيطرة الثوار على معبري رأس جدير وذهيبة. من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساويلليوم العاشر يتواصل غلق معبري رأس جدير وذهيبة في ظل غموض كبير خيّم على الأوضاع في الجهة الأخرى من الحدود.
وأمام ما يعتبره البعض تهاونا بل وحتى لا مبالاة من طرف الحكومة الليبية الجديدة في معالجة موضوع غلق المعبر بدأت بعض الألسن تتحدث عن ان تلك الحكومة التي يرأسها عبد الرحيم الكيب هي التي طلبت من السلطات التونسية غلق المعبرين لقطع الطريق أمام الثوار الذين يتمعشون من سيطرتهم على المعابر التي تدرّ عليهم ارباحا خيالية.
وفي ذات السياق علمت «الشروق» ان الرسوم الموظفة على عبور المسافرين والبضائع لا تذهب الى خزينة الدولة الليبية بل يتقاسمها الثوار فيما بينهم.كما أكدت عديد المصادر ل «الشروق» ان التنسيق بين تجّار البلدين يتم بإشراف الثوار وهو ما يفسّر تمسّكهم بالمعابر ورفضهم التفريط فيها بل واستعدادهم لاستعمال السلاح دفاعا عن «مصالحهم» لذلك ربما اختارت الحكومة الليبية هذا الحل من اجل تجفيف المنابع «الاقتصادية» للثوار واجبارهم على الرحيل.
الغرياني والغنائموفي تفاعل مع ما كانت نشرته «الشروق» في عدد الثلاثاء الفارط حذّر كبير أيمة ليبيا الشيخ الصادق الغرياني من ظاهرة الاستيلاء على الأملاك العامة قاصدا بذلك المعابر الحدودية بحجة أنها غنائم حرب داعيا الثوار الى تسهيل مهمة الدولة الليبية في بسط نفوذها وسيطرتها على كامل الاراضي الليبية وقال الدكتور الصادق الغرياني في بيان له ان حمل السلاح هو فقط للدفاع عن الوطن وحفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة مؤكدا ان لا مكان في المعابر الحدودية والمنشآت العامة والإدارات الا لرجال الأمن والشرطة.
الا ان التفاوت الكبير في موازين القوى بين رجال الشرطة والأمن في ليبيا والثوار من حيث الامكانيات العسكرية دفع بالمئات من أفراد الأمن الليبي الى رفض التحول الى معبر رأس جدير كما صرّح به وزير الداخلية الليبي في وقت سابق خشية أن يتسبب ذلك في اشتباكات مع الثوار المسيطرين على المعبر.
وكان الآلاف من أعوان الامن نظموا وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء الفارط أمام مقرّ رئاسة الوزراء بطرابلس للمطالبة بقوانين تردّ لهم اعتبارهم وبتوفير امكانيات لوجستية وعسكرية تسمح لهم بالقيام بمهامهم في ظروف حسنة وطبيعية.
ومن الطبيعي ان يؤثر الوضع الداخلي في ليبيا على الأوضاع الأمنية في بوابات العبور مع تونس التي لن تفتح (اي المعابر) من جديد الا متى انسحب الثوار منها.مصير غامض لسيف الاسلامخلال إقامتي ما بين معبري رأس جدير وذهيبة التقيت العديد من شهود العيان القادمين من مناطق مختلفة من الجبل الغربي الذين اختلفت رواياتهم فيما يتعلق بمصير سيف الاسلام ابن العقيد معمر القذافي.
وكان العديد من الأشخاص أكدوا ان سيف الاسلام لايزال في قبضة ثوار الزنتان وهي مدينة تقع على بعد 270 كلم من معبر ذهيبة التونسي كما أفاد آخرون ان كل المفاوضات مع الحكومة الليبية الجديدة والمجلس الانتقالي قد باءت بالفشل على خلفية مطالبة أهالي الزنتان بمنحهم حقائب وزارية ومنها وزارة الدفاع مقابل تسليم سيف الاسلام القذافي.
ويبقى مصير ابن العقيد معمر القذافي غامضا في ما يتعلق بوضعه الصحي وبظروف سجنه والمكان المعتقل فيه على أن مصادر مؤكدة أفادت ل «الشروق» بأن وضع سيف الاسلام سيئ جدّا فقد قطع الثوار إصبعه الذي أشار به ذات يوم ليقول «طز في الثوار وفي الناتو» مما تسبب في تعفّن بقية أصابع يده اليمنى وأمام رفض الثوار والسماح للأطباء بمعالجته قد تكون وضعيته الصحية تعكرت جدا وأصبحت أجزاء عديدة من يده تفرز قيءا.
وعن ظروف سجنه قال شهود آخرون ان سيف الاسلام معتقل في قفص كالقردة وإنه يتعرض الى جميع أنواع الاهانات كالرمي بالحصى والبصاق والاعتداء على أماكن حساسة من جسده سواء باللمس او بالإشارة وبالتبوّل أحيانا.كما يخضع سيف الاسلام القذافي الى استنطاقات شبه يومية من طرف الثوار لانتزاع اعترافات تتعلق بالأرصدة المالية وبالشخصيات التي كان يتعامل معها.