بيده علم توتس وبابتسامة نصر خرج الجمبازي الدولي وجدي بوعلاق إلى قاعة المطار فأسرع اليه ابنه الصغير حاملا هو الآخر علم تونس وحفت به عائلته مستقبلة إياه بالقبل والتهاني. كيف لا وهو الذي ظلم وعانى اللامبالاة واخرها عندما غادر وحيدا إلى اليابان ميؤوسا منه لكنه لم يكن يائسا ليشارك في بطولة العالم، فعاد بترشح للمرة الثانية للألعاب الأولمبية لندن 2012 برقم قياسي ويحسب للجمباز التونسي كان هذا ببساطة مشهد عودة وجدي بوعلاق إلى أرض الوطن أمس مصحوبا بنصر رياضي هام أسعد الشارع الرياضي الذي تفاعل مع هذا النصر على المواقع الإلكترونية. «الشروق» كانت الوسيلة الاعلامية الوحيدة التي واكبت رحلة بوعلاق منذ سفره إلى اليابان حتى عودته إلى تونس فكان لنا معه هذا للقاء المليء بالمشاعر لهذا البلاد. وجدي أنت الآن في موقع قوة وأثبت بأنك بطل من طراز رفيع فماذا تقول حول هذا الموضوع؟ لو أجمع كل العبارات أمامي فلن أستطيع وصف مشاعري وأنا عائد إلى تونس بلد الثورة والكرامة بترشح ثان للألعاب الأولمبية. أنت اللاعب الافريقي والعربي الوحيد الذي نجح في الترشح مرتين فهل هذا تميز أم صدفة؟ هذا الانجاز لم يأت من فراغ بل هو جهد وتعب مزدوج بيني وبين والدي ومدربي ومساندي في هذه الرياضة الحبيب بوعلاق وهي فرصة أخرى لأقول له شكرا لقد تحملت الكثير من الظلم والاهانات من أجلي وها قد نجحنا معا. لمن تهدي هذا النجاح؟ لكل من ساندني ودعمني وإلى شعبي العظيم وإلى قلم حرّ وإلى عائلتي وزوجتي وإبني الصغير. نجحت دون تدريبات ودون تربصات بل بالعكس تعرضت لضعوط عديدة من الجامعة فماذا تقول عن هذا التحدي؟ فعلا لم أتدرب كثيرا وقمت بتربصين فقط وتوقفت عن اللعب لمدة سنة ونصف ولكن بفضل العزيمة والإرادة نجحت أما عن الجامعة فهذا ليس وقت المحاسبة فالمهم الآن رفع علم تونس . الآن أمامك هدف أولمبي فهل بدأت تفكر في برنامج واضح لذلك؟ لقد وعدتني الوزارة بأن تهتم بالموضوع لكن طالما والدي يساندني وعزيمتي موجودة فأعدكم بميدالية أولمبية تضاف إلى الرياضة التونسية. استغراب ما لفت إنتباهنا عدم وجود أي مسؤول لا من الجامعة ولا من الوزارة في استقبال بوعلاق فهل أن الترشح للألعاب الأولمبية أصبح أمرا عاديا أم لهؤلاء تبريرات أخرى؟