بدأت الانشقاقات السياسية الجذرية تظهر على سطح المشهد السياسي الجديد في ليبيا، حيث كال الشق الاسلامي للشق الليبرالي تهم التأسيس لديكتاتورية جديدة فيما حذر رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل من «سرقة» الثورة الليبية يمينا أو يسارا. وأعلن رئيس الانتقالي الليلة قبل الماضية في العاصمة الليبية طرابلس أن الاسلام سيكون المصدر الرئيسي للتشريع في ليبيا الجديدة مؤكدا أن الاسلام في ليبيا هو «اسلام وسطي». وعيد... ورفض للايديولوجيات وأضاف عبد الجليل أمام آلاف الليبيين الذين احتشدوا في ساحة الشهداء غداة وصوله الى العاصمة التي يزورها لأول مرة منذ سيطرة المعارضة المسلحة عليها في 23 أوت الفارط: لن نسمح، لن نسمح، لن نسمح بأية ايديولوجية متطرفة يمينا أو يسارا. وتوجه الى الجمهور الحاضر قائلا له: أنتم معنا ضد من يحاول سرقة الثورة يمينا أو يسارا. وحذر ذات المتحدث الثوار من شن أية هجمات انتقامية ضد بقايا حكومة القذافي داعيا اياهم الى الابتعاد عن انتهاك حرمة البيوت وعن الاساءة الى النساء والأطفال من عائلات المسؤولين السابقين. كما أشاد في سياق آخر بدور الدول العربية والغربية في دعم المعارضة الليبية المسلحة متوجها بتحية صادقة من «أعماقه» الى اخوته في دولة قطر والامارات والأردن والسودان وفرنسا التي كان لها دور فاعل لنصرة الحق والمظلومين حسب قوله ورأيه. ووجه تحية شكر أخرى الى المملكة المتحدة وايطاليا والولايات المتحدة وكل دول حلف الأطلسي. دعوة الى الاستقالة وفي سياق متصل دعا القيادي الاسلامي الليبي علي الصلابي أمس رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل الى المبادرة بتقديم استقالته. وحذر الصلابي من مغبة الابقاء على جبريل الذي انشق عن نظام معمر القذافي في بداية الثورة قائلا: انه لو سمح الليبيون لجبريل والذين معه بأن يمارس عقليته لوقعنا في عصر جديد من الاستبداد والديكتاتورية مشيرا الى أن الليبيين لن يسمحوا بعصر جديد من الدكتاتورية بعد ان قدمت ثورتهم خمسين ألف شهيد. وتابع في لقاء اعلامي ان هناك حربا منظمة من بعض أعضاء المكتب التنفيذي مثل محمود شمام ومحمود جبريل وعلي الترهوني وناجي بركات الذين يسعون الى تغييب الوطنيين والثوار الحقيقيين. وأوضح ان جبريل مع مجموعة من أمثال شمام وشلقم والترهوني يريدون أن يفصلوا لليبيين ملابس خاصة على المقاس الذي يرونه وأرادوا أن يأتوا بأناس على شاكلتهم ليسيروا شؤون الليبيين في مجالات الأمن والجيش ومجال الطاقة والنفط والطب والصحة وفي عموم الادارات للسيطرة والهيمنة ولم يشاوروا القوى الوطنية الفاعلة التي دفعت الغالي والنفيس من أجل الحرية. وأضاف دائما في سياق الاتهام ان جبريل ومن معه أناس مرضى بالاستبداد والديكتاتورية والاقصاء وينظرون الى ما يحدث في ليبيا على أنه صفقة العمر ويسعون الى سرقة ثروات الليبيين وثورة الشعب الليبي. مخاوف أطلسية حيال هذا الواقع السياسي المتسم بالتوتر والانشقاقات حذر «الأطلسي» من خطر وقوع ليبيا في أيدي المتطرفين الاسلاميين ما لم يتم تشكيل حكومة مستقرة على محمل الجد. وقال الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» ان المتطرفين الاسلاميين سيحاولون استغلال أي ضعف في ليبيا مع توجه البلاد الى اعادة الإعمار... لا يمكننا استبعاد هذا الاحتمال.. ولكننا نعتقد ان المجلس الوطني الانتقالي صادق في رغبته بنقل البلاد الى الديمقراطية. وأضاف ان الأمور ستتحرك بسرعة اذا ما تم عزل القذافي والأطلسي سينهي الحملة الجوية حالما يسمح الوضع بذلك. في هذه الأثناء أكد الثوار الليبيون عزمهم على «تحرير كافة المناطق الليبية الخاضعة لسيطرة كتائب القذافي خلال ثلاثة أيام».