دخلت الأزمة السورية شهرها السادس دون ظهور مؤشرات على قرب انقشاع دخان «الحريق» الذي يشتعل في سوري مخلفا كل يوم مزيدا من الضحايا في مناطق متفرّقة. أفاد شهود عيان أمس أن مدينة تلكلخ تعرضت الى قصف عنيف من قبل القوات السورية كما شهد حي الخالدية بمدينة حمص حملة اعتقالات واسعة. وفي الوقت نفسه شيعت جثامين 11 قتيلا من الجيش والقوى الأمنية والمدنيين قضوا في كمين لحافلة تقل عددا من الضباط وصف الضباط والعمال المدنيين بالقرب من مدينة محردة جسر السّاروت بالمنطقة الوسطى بمحافظة حمص إلى مثاويهم الأخيرة في السويداء واللاذقية وحماة والقامشلي. من جانبه أفادنا ناشط حقوقي أمس أن شخصين قتلا في حمص خلال عملية أمنية فيما اقتحمت قوات من الجيش والأمن بمدينة حماة وأطلقت النيران بكثافة من الأسلحة الثقيلة. وقال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر أدلبي ان قوات الأمن أطلقت النار بشكل مكثف وأن أكثر من 30 آلية عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة حماة من دوار السباهي باتجاه وسط المدينة. وبدورها أفادت لجان التنسيق المحلية أن قوات الأمن اقتحمت بلدة السبيل في معرة النعمان الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) وقامت بحملة دهم واعتقال مشيرة الى أن مدرعات تابعة للجيش تحاصر البلدة. كما أشارت الى اكتشاف مقبرة جماعية تحوي سبع جثث متفحمة على الأقل قرب قرية الرامي الواقعة في جبل الزاوية مضيفة أن الأهالي حاولوا انتشالها إلاّ أن قوات الجيش قامت بمطاردتهم وانتشرت بشكل كثيف في المنطقة. ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصا من بينهم امرأة خلال عمليات أمنية وعسكرية في سوريا التي أعلنت بدورها عن مقتل 6 عسكريين من بينهم ضابط وثلاثة مدنيين في كمين نصبته مجموعة مسلحة. وفي تطور آخر نقلت قناة «العربية» عن عضو تجمع أحرار دمشق وريفها بشير الدمشقي قوله إن أهالي منطقة الأعظمية المجاورين لمطار المزة العسكري استيقظوا أمس على أصوات اطلاق رصاص كثيف داخل المطار مشيرا الى انشقاقات داخل الجيش بالمطار. على صعيد آخر دافع نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام عن فكرة التدخل العسكري في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد معتبرا أن التدخل العسكري لا يعني الاحتلال. وقال خدّام منتقدا بعض أطراف المعارضة السورية «تصدر بعض الأصوات المطالبة بارسال مراقبين دوليين عوضا عن التدخل العسكري وذلك تحايلا لتغطية مواقفهم الانهزامية» على حدّ قوله. وأضاف «لا يمكن لمثل ذلك أن يسقط هذا النظام وتصوّروا لو أن المعارضة الليبية لم تطلب التدخل العسكري الدولي ماذا كان فعل معمر القذافي في الثورة الليبية وفي الشعب الليبي».