كشفت منظمة العفو الدولية أن 19 معتقلا توفوا اختناقا داخل حاويات حديدية احتجزهم داخلها موالون لنظام القذافي في جوان الماضي بشمال غرب ليبيا. قال ثلاثة ناجين للمنظمة انهم احتجزوا مع آخرين داخل هذه الحاويات في السادس من جوان الماضي في أجواء من الحر الشديد بموقع يضم ورشة انشاءات في مدينة الخمس على بعد 120 كلم شرق طرابلس. وبحسب بيان المنظمة فقد قال أحد الناجين إن بعض المعتقلين اضطروا الى أن يشربوا من بولهم بسبب رفض أنصار القذافي الذين كانوا يحتجزونهم، تقديم أي غذاء لهم. وكان أنصار القذافي يردّون على الأشخاص المحتجزين لديهم عند طلبهم المساعدة «اصمتوا أيها الجرذان»، حسب ما جاء في البيان. وتعليقا على هذه الشهائد قال عضو في منظمة العفو الدولية «تجري تحقيقات في ليبيا حاليا عن قتل معتقلين وتعذيبهم... وهذه جريمة حرب». وفي سياق متصل نقلت تقارير صحفية تفاصيل وحكايات من الرعب الذي عاشه السجناء في عهد القذافي، مشيرة الى ان عشرات الآلاف احتجزوا في سجن بوسليم ذاقوا الأمرين وتعرّضوا لأعمال تعذيب وإهانة لم يسبق لها مثيل على الاطلاق. وفي هذا الإطار بالذات نفض ثوار ليبيا الغبار عن بعض الاسرار في ملفات خزانة المخابرات العسكرية في عهد القذافي. وتحدّثت مصادر عن «كنز كبير» من الوثائق التي تكشف جوانب وملفات حول معتقل أبو سليم «سيئ الصيت» والمذبحة التي ارتكبت في العام 1996 والتي أدت الى مقتل ما لا يقل عن 1200 معتقل سياسي لم يتم حتى الآن الكشف عن أماكن دفنهم. ويضمّ أحد الملفات المعنون ب«مجموعات الكلاب الضالة» أسماء العديد من النشطاء السياسيين الذين اعتقلوا قبل عقود مضت ومصير الكثيرين منهم مازال مجهولا. وكانت فتاة تبلغ من العمر 19 عاما تلقّب ب«جلادة القذافي» قد أقرت بأنها أقدمت على إعدام ما لا يقل عن 11 أسيرا من مقاتلي الثوار عبر اطلاق النار المباشر عليهم من مسافات قريبة. وأوضحت نسرين منصور فرجاني المعتقلة حاليا لدى الثوار أن علامات الضرب كانت بادية على المعتقلين بل إن بعضهم ضرب أمامها... وتابعت أنها لا تتذكر وجوههم لكن أعمارهم كانت تتراوح بين 19 و25 سنة. وقالت في تصريحات لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية انها أعدمت المساجين تحت التهديد بعد ان خيرها كبار العسكريين بين قتل المساجين او الموت.