لا يعوّل العاطلون عن العمل على وزارة التشغيل لمساعدتهم على تحديد مصيرهم الوظيفي...إذ لا يهتم حوالي 80 بالمائة من المشاركين في سبر الآراء الذي تطرحه الوزارة في موقعها الالكتروني بتلك المساعدة على اختيار إمّا الحصول على عمل مؤجّر أو بعث مشروع خاص. في المقابل يستمر أغلب العاطلين في البحث عن عمل مؤجّر رافضين بذلك فكرة بعث مشروع خاص...وهي الخطّة التي بنى عليها مستشارو الرئيس السابق سياسة التشغيل آملين في أن يكون الانتصاب للحساب الخاص الحلّ السحري الذي قد يسهم في فك أزمة البطالة خاصة بطالة حاملي الشهائد العليا...علما وأن نسبة هؤلاء من مجموع العاطلين تُقدّر ب22,9 بالمائة نهاية عام 2010 وفقا لارقام المعهد الوطني للاحصاء. وتقول مصادر بوزارة التشغيل انه تمّ الاحتفاظ بخطّة التشغيل التي تم وضعها في العهد السابق بما في ذلك التشجيع على بعث المشاريع الخاصة بما أنّها خطّة نموذجية ولها تأثيرها الايجابي المساعد على الخروج من مأزق البطالة لكنه لم يجر تطبيقها بالشكل المطلوب...غير أن توقّعات مسؤولي وزارة التشغيل تبدو مخيبة للآمال إذ ما يزال العاطلون يرفضون الانتصاب للحساب الخاص وفقا لما جاء في نتيجة التصويت في سبر الآراء المذكور. وفي سؤال آخر حول مدى وضوح برنامج البحث النشيط عن شغل «أمل» طالب حوالي 44.6 بالمائة من المشاركين في سبر الآراء بمزيد من التوضيح فيما قال حوالي 40 بالمائة آخرين انّ البرنامج غير واضح أساسا. كما انتقد المشاركون في سبر الآراء منتدى الحوار الافتراضي الذي فتحته الوزارة على موقعها الالكتروني لفائدة العاطلين اذ عبّر أكثر من 80 بالمائة عن عدم رضاهم على جودة الاجوبة عن تساؤلاتهم في المنتدى المذكور. وعبّر أكثر من 60 بالمائة آخرين عن عدم رضاهم على خدمات مكاتب التشغيل والعمل المستقل وذلك ردّا على سؤال تم طرحه حول آرائهم في الخدمات المقدمة لهم في مكاتب التشغيل. وللمتثبّت في هذه الارقام أن يلحظ يأس العاطلين من الجهة الرسمية المهتمة بالتشغيل وان بشكل غير مباشر من ذلك رفض مقترحاتها وبرامجها ووصفها بغير الواضحة وغير المفهومة وعدم الرغبة في التعويل عليها للمساعدة على تحديد المستقبل الوظيفي...في الوقت الذي تستعد فيه الوزارة لاطلاق حملة تحسيسية لتحسيس العاطلين بمسؤوليتهم حول ايجاد شغل والتاكيد على أن دور الوزارة يظلّ استشاريا وتلعب دور الوسيط في اعداد طالبي الشغل للحياة المهنية من خلال التربصات والتكوين في اللغات وغيرها. هذه الحملة تأجل اطلاقها أكثر من مرّة تماما كما تأجلت وعود أخرى كانت قد أطلقتها الجهات الرسمية المهتمة بالتشغيل من ذلك اعلان مسؤولي وزارة التشغيل التزامهم باعلان نتائج مناظرات الوظيفة العمومية خلال الشهر الماضي لكن شيئا من ذلك لم يتحقق لأسباب فسّروها بالخارجة عن نطاق وزارة التشغيل ولها علاقة مباشرة بتأخر بقية المؤسسات العمومية التي أعلنت المناظرات عن اعلان النتائج...وفي انتظار وعود أخرى قد تتحقق يستمر التباعد بين الجهة المكلّفة بالتشغيل وطالبي الشغل استنادا لما جاء في نتائج سبر الآراء الذي ذكرنا.