تشهد المنطقة العربية على امتداد الأشهر الماضية أزمات متصاعدة وصراعات عنيفة في كل من ليبيا واليمن وسوريا تميزت بالنضالات البطولية التي تخوضها شعوب المنطقة من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة يجابهها حكامها بأبشع أشكال القمع والتقتيل والابادة الأمر الذي أدى الى سقوط عدد من الشهداء في أماكن مختلفة من وطننا العربي، فكتائب القذافي في ليبيا تطارد الثوار وتواجه المتظاهرين بالحديد والنار في محاولة يائسة للقضاء على نهج المطالبة بإصلاحات سياسية جوهرية تقطع مع نظام حكم ديكتاتوري يقوم على التسيير الفردي وعلى الوقوف ضدّ حرية التعبير وحق التنظم وحرية الصحافة وحق التظاهر. وفي اليمن ظل الرئيس اليمني متمسكا بكرسي الحكم رغم المظاهرات العارمة والمسيرات الجماهيرية الضخمة المطالبة برحيله من أجل نظام حكم منتخب يستجيب لطموحات أوسع الجماهير في بناء مجتمع الديمقراطية والعدالة والحريات وفي سوريا يستمر صمود الشعب في الدفاع عن حقه في منوال تنمية يضمن العدل الاجتماعي والمساواة والحق في التعددية الحزبية وفي انتخابات رئاسية وتشريعية حرة وفي مواجهة التسلط والقمع والتقتيل في مناطق مختلفة من سوريا، والاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الذي تأسّس على قاعدة الدفاع عن الديمقراطية والعدالة وحرية الرأي والتعبير والحق في تقاسم الثروات والذي طالما عبر عن رفضه لممارسة العنف في مواجهة الاحتجاجات الشعبية مهما كانت حدّتها يجدّد تحية الشعب العربي في نضاله ضدّ الاستبداد والدّكترة ويثمن رغم الصعوبات ما حقّقه الشعب العربي في كل من تونس ومصر من خطوات هامة في اتجاه إرساء مجتمع الديمقراطية والعدالة، وإنه إذ يعبر عن مساندته اللاّمشروطة لنضالات الجماهير الشعبية في ليبيا واليمن وسوريا، وإذ يندّد بشدّة بسياسة القمع الارهابي التي ينتهجها الحكام في مواجهة الجماهير المناضلة، يؤكد رفضه لكل تدخل أجنبي في الشأن الداخلي باعتبار التدخلات الأجنبية أتت على خلفية الحفاظ على مصالح الامبريالية في المنطقة التي تتعلّل بحماية الشعب العربي في الوقوف ضد الطغيان وبالدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها بينما تستمرّ يوميا في دعم الكيان الصهيوني اقتصاديا وسياسيا وعسكريا من أجل التمادي في تقتيل أبناء شعبنا في فلسطين وفي محاصرتهم وتجويعهم وحرمانهم من حقهم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. عاشت نضالات شعبنا العربي من أجل التحرّر والانعتاق والحرية والكرامة. الأمين العام عبد السلام جراد