تراجع نسبة امتلاء السدود إلى 20،8 بالمائة    مفزع/ بالأرقام: أكثر من 50 بالمائة من المؤسسات أغلقت أبوابها..قطاع الجلود والأحذية في تونس يحتضر..    عاجل/ تنبيه: تحويل لحركة المرور على مستوى هذه الطريق في العاصمة..    عاجل/ وصول الرحلة الثالثة لإجلاء التونسيين المقيمين في لبنان    سليانة : انطلاق مهرجان circuit. Théâtre في دورته الرابعة    رسميا: الأولمبي الباجي يكشف عن ملعب مواجهة النادي الإفريقي .. وبشرى سارة للجماهير    "بريكس" توافق على انضمام 10 دول جديدة    اللجنة المستقلة لفض النزاعات للنجم الساحلي تغلق عددا كبيرا من الملفات    صندوق النقد يثبت تقديرات نمو الاقتصاد الدولي للعام الجاري    أبطال أوروبا: برنامج الدفعة الثانية لمواجهات الجولة الثالثة    يحدث في المكنين ...يتعمدون إدخال تغييرات على العربات ووضع لوحات منجمية لا تخصها    أنواع ''الطلاق'' في تونس    وزارة التعليم العالي تفتح باب الترشح لجائزة الألكسو للابداع والابتكار    وفاة كهل غرقا بوادي سيدي معاوية بالحمامات بعد تهاطل كميات كبيرة من الامطار    سوسة: "الإحتفاظ بنائب شعب بشبهة الإعتداء بالعنف على موظّف ببلديّة"    سفارة تونس بلبنان تنشر تفاصيل عودة 92 تونسيا لأرض الوطن    صفاقس: الطرقات لا تشكل خطرا على مستعمليها ويتم التعامل مع انقطاع البعض منها بسبب تهاطل الامطار بسرعة ( المدير الجهوي للحماية المدنية)    سوسة: تعليق الدروس وتعطل حركة المرور بسبب ارتفاع منسب مياه الأمطار    وحدات الحرس الوطني في منطقة المنستير تقدم المساعدة للمواطنين جراء التقلبات الجوية    تأجيل الإضراب المقرر اليوم في حقل البرمة    عاجل من الرصد الجوي: ''فاعلية التقلّبات ستتقلّص تدريجيّا''    حركة المرور بالطريق الرابطة بين سوسة والقلعة الصغرى تعود الى نسقها الطبيعي    تقرير: جهود حثيثة لتمويل المهنيين والمجمعات الاقتصادية    بالفيديو: لطفي بوشناق يُوجّه وصيّة مؤثّرة لإبنه    أيوب اليزيدي: من ولد بلاد إلى علامة تجارية في الستريت وير    بوتين: نمو اقتصادات دول "بريكس" في 2024-2025 سيبلغ 3.8% مقابل 3.2% في دول العالم المتقدمة    شهاب يحيى: قصة نجاح ولد بلاد في مواجهة التحديات الصحية والاجتماعية    ظبط نائب فرنسي متلبسا بشراء المخدرات !    تبرسق: إصابة شخصين في حادث اصطدام حافلة لنقل المسافرين بدراجة نارية    هل ستنقطع'' الإنترنت ''على تونس بسبب العاصفة الشمسية القادمة؟    فاجعة القيروان: الحماية المدنية تكشف الحصيلة الرسمية للضحايا..#خبر_عاجل    تونس: ماهو مصير المخدّرات المحجوزة؟...إلى أين تُوجّه؟    الحماية المدنية تسجيل 13حالة وفاة خلال 24 ساعة الماضية    فرجاني ساسي هدّاف مع فريقه في دوري أبطال آسيا    القيروان: استبشار بالغيث النافع والأمطار تكشف واقع البنية التحتية    باب الفلة : حجز كميات من المواد المخدرة واسلحة بيضاء    بعد التهديد بقصف مدينة صور.. الدفاع المدني اللبناني يدعو الأهالي إلى الإخلاء (فيديو)    إسرائيل تسقط على شمال غزة لأول مرة براميل متفجرة    ألمانيا تسجل أول إصابة بسلالة متحورة جديدة من جدري القردة    صدرو قرار بالرائد الرسمي يتلعق بضبط تاريخ دورتي امتحان البكالوريا لسنة 2025    مقل 6 وإصابة 19 آخرين في هجوم مسلح على حافلة في بابوا غينيا الجديدة    في لقاء مع انفانتينو - ايدير يستعرض وضع الجامعة التونسية لكرة القدم    عرضها قبل الأول هذا الخميس بدار المسرح بدوز...«نواصي... والبعض مالذرية» جديد فرقة دوز للتمثيل    شككوا في وطنيته .. بوشناق «أنا تونسي وتراب تونس يشرفني»    أولا وأخيرا: «مسلوخ الهامة أمشي»    الدورة الثالثة لمهرجان الإبداع الفني في الصحراء "نجع الفن" من 27 أكتوبر الى 02 نوفمبر بدوز    النجم الساحلي - المدافع حسام دقدوق يخضع لتدخل جراحي على مستوى الغضروف    الترجي الرياضي يعلن رسميا عن نهاية التعاقد مع المدرب البرتغالي ميغال كاردوزو    انطلاق اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين    خمس أسباب تدفعك للاستقالة من شركة طيران خليجية    المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم: فك الارتباط مع المدرب فوزي البنزرتي    عاجل/ الحوثيون يستهدفون قاعدة عسكرية في "تل أبيب" بصاروخ باليستي    الدورة السابعة من روحانيات من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر    المهدية: تعليق الدروس بعدد من المعتمديات بسبب التقلبات الجوية    الفنانة شيرين تدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية..ما القصة؟    ديوان الإفتاء: إمرأة وإبنتها تعتنقان الإسلام    بعدك يا نصر الله، بعدك يا سنوار    يا يحي .. خذ القضية بقوة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحت المجهر: مدينة للأشباح..!
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

صفاقس المتهمة بالنوم باكرا، قد يتهم قلبها لاحقا بمدينة الاشباح، فالسكان الذين اتخذوا من وسط المدينة العتيقة وما كان يسمى في السابق بالمدينة الحديثة احياء سكنية لهم غادروا في السنوات الأخيرة المكان بصمت ليتوزعوا في طرقات الجهة و»غاباتها» وفي المدينة الجديدة الواقعة على مشارف قلب المدينة..
الظاهرة قد لا يمكن ملاحظتها بيسر، فقلب المدينة يغص نهارا بالموظفين والتلاميذ والتلميذات وبالسيارات وبالدراجات وبكل وسائل النقل والحركة التي توحي بنبض الحياة، لكن ما ان يسدل الليل سكونه حتى تنطفئ كل الاضواء المنبعثة من الشقق ولا تبقى الا الاضواء العمومية وبعض الانوار الخافتة من المطاعم والنزل القليلة.
بداية الرحيل، كانت منذ سنوات من المدينة العتيقة التي يحميها السور الأغلبي من كل الجهات، فالسور لم يعد يحتضن بين جدرانه العالية منازل وغرف المتساكنين، بل اكتفى بحماية «مطرقة» بعض الحرفيين وخاصة منهم الذين اتخذوا من الاحذية مهنة، فكل الشقق تحولت الى مصانع صغيرة تنبعث منها رائحة «الكولة» وأمامها تتكدس اطنان من بقايا الجلد والبلاستيك وكل مستلزمات الاسكافيين وبين انهجها الضيقة يرتع الهامشيون...
وقتها، كانت صيحة الفزع التي اطلقها الجميع، لكن الصيحة لم تتجاوز الأسوار العالية وسرعان ما خفتت وخيرت الصمت امام غياب استراتيجية عمرانية تعيد الحياة للمدينة الاغلبية التي خلت من السكان والمتساكنين.
وبعد المدينة الأغلبية جاء الدور على ما كان يسمى «بالبلاد السوري» اي باب البحر الذي خلا هو الآخر من المتساكنين، ولئن لم تنتبه بعد الجهات المعنية الى الظاهرة على حد علمنا، فإن الواقع يؤكد بداية وقوعها فكل الشقق مظلمة ليلا، وعلى اغلب الشرفات تقرأ اعلانا للبيع او للكراء حتى وان لم يكن الاعلان مكتوبا.. فهل فرّ السكان من الضجيج والأوساخ وبقايا المصانع والتلوث؟ أم ان الظاهرةاعمق من ذلك بكثير وباتت تستوجب دراسة اجتماعية دقيقة لإعادة الحياة للمدينة الأغلبية و»البلاد السوري»؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.