**الى الأديب والمفكر العربي المسعدي من أجلك أكتب هذه المرة علّني أردّ لك جميلا ودينا متخلدا ليس لدي أنا فقط وانما لدى أمّة بأكملها، رحلت أيّها الهرم بعدما سقيتنا من ابداعاتك الأدبية، بعد أن علمتنا معنى الصمود وتكسير الجمود، بعد أن خلقت فينا غيلانا وأبو هريرة وخلقت فيهن ميمونة وميارى، عشت أديبا فذّا بنى بيننا وبين الجهل سدا ورحلت أديبا صامدا رغم آهات المرض والشيخوخة، عشت فنانا ورحلت كذلك، دخلت بيوت كل التونسيين بل كل العرب من خلال ابداعاتك «السد» «حدث أبو هريرة قال» «تأصيل الكيان»... كنّا نخشاك في الامتحانات ولكننا كنا نخشى ايضا فقدانك كما فقدنا من قبلك أبو القاسم الشابي، رأيت فيك هرما تونسيا كإهرامات مصر، رأيت فيك برجا شامخا كبرج إيفيل، رأيت فيك تمثالا أبدع من تمثال الحرية، علّمتنا ورحلت عنا لتعلّم الاموات ايضا معنى الحياة التي قلت عنها «كون واستحالة ومأساة». مؤلفاتك ستخلّد اسمك وكل أساتذة الكون سيتذكرونك وطلبة الجامعات بمختلف الاختصاصات سيتداولون اسمك، كنت ترسم لنا الكون لوحة زيتية لا يقدر على رسمها عبقري في هذا الزمان، وهبت حياتك للأدب وتجنّبت بل وعفت ملذّات الحياة، كنت وجوديا لا في كتاباتك فحسب بل في حياتك أيضا، هنئت بك تازركة وحسدتها جميع مدن تونس والوطن العربي، فيكفي هذه المدينة الصغيرة فخرا أنها شهدت ميلاد مبدع في حجمك واحتضنتك أياما وليالي، فطوبى لاهالي تازركة التي ظلت تشتمّ رائحتك وتلمح صورتك وطوبى لبقية المدن بكتاباتك التي تزين واجهات المكتبات لتشهد على إبداع مبدع أبى إلا أن يهب حياته للكتابة وخدمة البشرية غير عابئ بمتطلباته الشخصية، رحلت ولن ترحل، ذهبت ولن تذهب، علّمت وأنت حيّ وستعلّم وأنت ميّت، لن يفنى اسمك بفناء جسدك، بل ستظل روحك ترفرف فوق الشوارع وسيظل الجميع يتذكرك كل الأجيال جيلا بعد جيل فتبّا للرحيل. * عاشق «السّد» و»أبو هريرة» محمد صلاح حقي البساتين I القصرين ---------------------------------------------------------------- **مع الوقت كل شيء يزول مضى العمر سيدتي وأنا تائه! مضى العمر سيدتي وأنا تعيس! مضى العمر سيدتي وأنا متشرد! مضى العمر سيدتي وأنا يائس! مضى العمر سيدتي وأنا حزين! مضى العمر كله! ومازالت أبحث في داخلي... عن بقايا عاصفة عاتية مدمرة تدفعني دفعا الى تحطيم حواجز البراءة في أعماقي حتى لا أنهار على عتبة جمالك... المزيف! مكسور الجناح! * رضا بن سالم (حمام سوسة) ---------------------------------------------------------------- **اليوم والغمامة أو وقائع حلم غريب تراءى ليعيني نور الوقت... يسوق غمامات حزينة وحادي الروح ينوح، وفوق الصليب، صوت المصلوب يقهقه طربا، يأكل خبزة ويشرب دم الحديد عصافير الزمن تغرّد دونما انقطاع ولون الغمامة الأزرق يداعب خيال الرّيح، ومن بعيد كان الربيع يتنسّم لحظات الفرح الغائبة... وخلف الأفق كان قطار الموت يحمل شارة الغناء... سكّينا يحصد أعناق الأشباح، يجرف لون الأرض الأخضر، ومن ورائه سيّد الظلام يلوّن التربة بلون دونما ملامح... غامت أمام عيني كلّ المناظر... ووجدت نفسي أفيق على صوت المنبّه، كان اليوم قد تجاوز وقت الحلم بكثير... أسرعت أسكب الماء على رأسي ولبست ما به أظهر للناس وخرجت الى النهار... كان كلّ شيء كالمعتاد! * سمير حمدي (جبنيانة) -------------------------------------------------------------- **هدية هاك صدري... يا حبيبي هاك شعري... هاك وجنتيّ... إنّني صرت صبية... إمسك يديّ... وضمّ خدودك الى خدودي... تحسّس ملامح وجهي تحسّس خدودي... فلقد أصبحت أعي ما أريد... وما... لا أريد... ولم أعد تلك الغبية... هاك صدري يا حبيبي هاك كل ما لديّ... اغتنم جرأتي ولا تتردّد... وخذ منّي ما تريد هديّة... * عبد المجيد الرزقي (خريف 2004 وادي الليل) -------------------------------------------------------------- **عاشق السّراب أتمرغ على نار الحيرة أتسكّع في ثنايا الوجع ظمآنا الى قطرة حب ساخنة والقلب من الدمع ارتوى ثقل الذاكرة يتعبني كثبان الاحزان تخنقني وخز الأيام يؤلمني وأنت مازلت تضحكين اضحكي سيدتي مادمت «صغيرة» ومادمت أنا أحبّك استهزئي كما يحلو لك ما دمت أنا الشمس وأنت القمر صحيح أني لا أمتلك آبار نفط كي تغتسلين بها فقط أمتلك قلب شاعر يحبّك رغم صغرك يحبّك... رغم استهزائك يحبّك... رغم كذبك لكن لا تنسي لكن لا تنسي أن القمر يضيء بأشعة الشمس * محمد خمومة نادي الشباب والثقافة بعين الرحمة -------------------------------------------------------------- **ردود سريعة * فخر الدين كردوس بومهل: «كلمة حب» فيها ومضات شعرية جميلة ننتظر منك نصوصا أخرى. * ب ا ج س: ننتظر منك نصوصا أخرى، وحاول الكتابة بخط واضح. * منتصر الجمالي سليمان: الخواطر التي وصلتنا منك جيدة، ننتظر منك نصوصا أخرى ولا تنسي الكتابة على وجه واحد من الصفحة. * ميلاد خالدي المتلوي: «حلم إنسان» لم تكن في مستوى نصوصك السابقة ننتظر منك نصوصا أخرى.