تزايدت أمس الدعوات باستقالة وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الذي يتعرّض إلى انتقادات لاذعة على خلفية الفشل الأمريكي في العراق. وقد وجه مسؤولون في الكونغرس الأمريكي أمس الأول انتقادات جديدة لرامسفيلد ووصفوه بأنه «شخص ليس محلا للثقة» على اعتبار عدم اكتراثه بتوقيع رسائل التعازي لعائلات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق وأسلوبه الفاشل في التعاطي مع الملف العراقي حيث لا يزال الجنود الأمريكيون يتكبدون خسائر بالجملة بالرغم من «تطميناته» بأن الوضع في العراق سيشهد استقرارا. وقد وجهت عديد المنظمات الحقوقية انتقادات إلى وزير الدفاع الأمريكي وحملته المأزق الذي يتخبط فيه الجيش الأمريكي بالعراق. كما طالبت هذه المنظمات الرئيس الأمريكي بإقالة رامسفيلد من منصبه في ضوء ارتفاع «فاتورة» الاحتلال وبلوغ عدد القتلى من الجنود الأمريكيين رقما قياسيا. كما حملت المنظمات ذاتها رامسفيلد المسؤولية في التجاوزات التي ارتكبت بحق السجناء العراقيين في معتقل «أبوغريب». وكانت مصادر متطابقة في الوسط الأمريكي قد تحدثت في وقت سابق عن «إقالة محتملة» لرامسفيلد قبل إعادة انتخاب بوش لفترة رئاسية ثانية لكن بوش قال انه لا يرغب في منصبه وقد دافع الرئيس الأمريكي جورج بوش مجدّدا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس الأول عن رامسفيلد وقال إنه «رجل أبلى البلاء الحسن» وقام بعمل رائع مشيرا إلى أنه يتطلّع لمواصلة العمل معه. وكان رامسفيلد قد التقى مؤخرا بعدد من الجنود الأمريكيين في الكويت حيث أبلغوه بوجود نقص في عدد المدرعات لمواجهة التفجيرات والهجمات التي تشنها المقاومة العراقية. وقال وزير الدفاع الأمريكي في تعليقه على طلب جنوده إن إنتاج المدرعات مرّ إلى السرعة العاشرة منذ منتصف العام الماضي. وكتب رامسفيلد في مقال له نشرته صحيفة «يو أس أي تود اي» قائلا «في هذه الأيام الأخيرة كان هناك الكثير من الضجيج حول مسألة أثارها معي أحد الجنود في الكويت تتعلق بقضية المدرعات» مضيفا «إنه عندما طرح الجندي هذه القضية كنت قد أجبته حينها إنه حين تخوض حربا علينا أن نذهب بالجيش وبالتجهيزات التي نملكها وليس بما نرغب في امتلاكه» وتابع رامسفيلد قائلا «إن تساؤله كان في محله وأشاطره رأيه». وأوضح «قواتنا يجب أن تمتلك التجهيزات التي تحتاجها ووزارة الدفاع تعمل بقوة من أجل توفير المعدات اللازمة أيضا». وأشار رامسفيلد في هذا الصدد إلى أن مهمته منذ تسلمه مهامه على رأس وزارة الدفاع في عام 2001 تكهن في جعل الجيش الأمريكي قادرا على مواجهة التحديات والرهانات الجديدة. وأضاف «إن قواتنا واجهت المقاومة العراقية التي تستهدف الآليات الأمريكية بالعبوات الناسفة على الطرق عبر تغيير تكتيكاتها وإجراءاتها ولكن أيضا بواسطة الزيادة في إنتاج عربات «همفي» حيث يتم الآن إنتاج 450 عربة شهريا بعد أن كان في السابق بمعدل 35 عربة فقط كل شهر.