تصفيات المونديال : المنتخب البرازيلي يهزم البيرو    عاجل/ رسميا: يوم 6 نوفمبر القادم انطلاق التعداد العام للسكان والسكنى..    تونس: خبير يدعو الى تعويض السدود بوسائل أخرى    إيطاليا: تقلّص تدفّقات الهجرة على طريق وسط البحر المتوسط ب64%    محامي التونسية دنيا قاني: بإمكانها العودة الى تونس متى شاءت    خاص / مشروع ميزانية 2025 ... أبرز المؤشرات المالية    تعيين توماس توخيل مدربا للمنتخب الإنقليزي    وزير الصحة يؤكد مواصلة العمل على تعزيز الإنتاج المحلي للقاحات    استشهاد 5 بينهم رئيس بلدية النبطية بغارات إسرائيلية    سنية الدهماني تمثل مجددا أمام القضاء..    6 إصلاحات رئيسية في قانون المالية: من دعم الشركات إلى تسهيل السكن الأوّل    تصفيات المونديال: رافينيا يقود البرازيل للفوز على بيرو برباعية    الدوري المغربي: نادي الجيش الملكي ينفصل بالتراضي عن مدربه    بطولة كرة اليد: مكارم المهدية يفوز على نسر طبلبة    خلال 24 ساعة الماضية: إطفاء 57 حريقا    إفتتاح الموسم الثقافي 2025/2024 بولاية صفاقس    الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان: 5 آلاف متسول في تونس و15% فقط منهم من المحتاجين    أكثر من 600 فيروس على فرشاة الأسنان...وهذا رأي الخبراء    وزير الصحة: تونس تدعم كل المبادرات الإقليمية لتعزيز الرعاية الصحية في منطقة شرق المتوسط    احذروا من تصفح هواتفكم في السرير قبل النوم..!!    في خطوة غير مسبوقة: إيطاليا تشرع في نقل أول مجموعة من المهاجرين إلى مراكز في ألبانيا    وزير خارجية إيران يزور هذه البلدان    الدستوري الحر يطالب بإنهاء العمل بالتدابير الاستثنائية    قانون المالية: التمديد في برنامج التقاعد المبكر قبل بلوغ السن القانونية لأعوان وموظفي القطاع العام والوظيفة العمومية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    لجنة الانتخابات الأمريكية تكشف حجم تبرعات ماسك لحملة دولار لترامب    تحذيرات بعدم لمسها.. طوارئ على شاطئ أسترالي بعد ظهور كرات سوداء غامضة    مع اقتراب الانتخابات.. تقلص الفارق بين هاريس وترامب    صفاقس : إفتتاح الموسم الثقافي 2024/2025 بعرض موسيقي "الولادة" للفنانة لبنى نعمان    أزمة في الحليب رغم ضخ 19.9 مليون لتر ...تهريب وذبح الأبقار، الجفاف واحتكار 12 شركة    الإكتفاء الذاتي ممكن والسكر مفقود .. لعنة «اللفت السكري» تطارد التونسيين    تصفيات كأس إفريقيا التعادل يحسم لقاء تونس وجزر القمر    التسجيل لاجتياز امتحاني شهادتي ختم التعليم الاساسي العام والتقني    حاجب العيون : وفاة رضيع وإصابة أربعة أشخاص اصطدام شاحنة بسيارة جزائرية    الكاتبة التونسية عزة فيلالي تتوج بجائزة "العاج" للأدب الإفريقي    الكاتبة التّونسية عزة فيلالي تتوج بجائزة "العاج" للأدب الإفريقي    أغاني وطنية تونسية وفلسطينية تصدح في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة في ذكرى عيد الجلاء    سليانة: إصابة حارس غابات بطلق ناري من قِبل صياد عشوائي    بطولة النخبة لكرة اليد : فوز مكارم المهدية على نسر طبلبة بنتيجة 26-24    البرلمان يدعو للالتفاف حول مؤسسات الدولة للاستجابة لتطلعات الشعب    سوسة: الاحتفاظ بصاحب مخبزة...الأسباب    حمزة بن عبد المطلب "سيد الشهداء وأسد الله وأسد رسوله"    تنس الطاولة: تونس تحتضن كاس افريقيا والبطولة الافريقية للاندية 2025    المنستير: إيقاف تلميذة وطفل بصدد استهلاك المخدرات قرب مدرسة إعدادية    ضبط أسعار شراء الكهرباء المنتجة من مشاريع الطاقة الشمسيّة    بن ريانة: "مخزون السدود ضعيف جدا .. ولا بد من وزارة خاصة بالمياه"    فرنسا ترفع مستوى خطر إنفلونزا الطيور    عاجل/ تفاصيل جديدة وصادمة تكشف في جريمة قتل صيدلانية بحدائق قرطاج على يد زوجها..    ضمن سلسلة أعلام الثقافة التونسية، منتدى الفكر التنويري التونسي يصدر كتابا بعنوان "أبو القاسم الشابي شاعر النور"    بنزرت: مسابقات رياضية وشبابية وملتقيات ثقافية بمناسبة الاحتفال بالذكرى 61 لعيد الجلاء المجيد    قطاع الجلود والأحذية يحقق مؤشرات نشاط ايجابية    إحياء للرياضات التراثية : المركز الثقافي بجبل سمامة يستضيف الدورة التأسيسية لتظاهرة "دورة ماغون للمقلاع"    سيدي علي بن عون: حادث مرور يخلف وفاة 3 أشخاص    درجات الحرارة لهذا اليوم..    مطرب مصري يستغيث بالأزهر: 'الناس بتقولي فلوسك حرام'    فوائد لغوية...من طرائف اللغة العربية    كتاب الأسبوع..ملخص كتاب «محاط بالحمقى»!    مذنّب يقترب من الأرض السبت المقبل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإكتفاء الذاتي ممكن والسكر مفقود .. لعنة «اللفت السكري» تطارد التونسيين
نشر في الشروق يوم 15 - 10 - 2024

فيما يعاني المواطن من تقطع التزويد بمادة السكر يعود السؤال بقوة حول دوافع التمسك بسياسة التوريد في بلد يمتلك كل الإمكانيات لتحقيق الإكتفاء الذاتي من هذه المادة الأساسية.
لقد شيّد جيل الاستقلال أقطابا صناعية كبرى منها قطب تحويل السكر الذي يتوزع على مصنعين اثنين بكل من باجة وجندوبة قبل أن تأتي مرحلة التسعينات لتحول هذا الصرح إلى كتلة خراب في نطاق خيارات انبثقت عن الوصاية الأطلسية وأدت إلى تصحّر الركيزتين الأساسيتين للإقتصاد الوطني الفلاحة والصناعة.
وعلى هذا الأساس جاء قرار إيقاف زراعة اللفت السكري في نهاية تسعينات القرن الماضي في نطاق حزمة عن التدابير التي استبدلت ركائز الأمن الغذائي الوطني بالتعويل المفرط على الخارج وكان من أهم انعكاساتها إغراق البلاد بالبذور والمشاتل المستوردة عبر وسطاء أغلبهم صهاينة يتمركزون في مناطق متفرقة من العالم منها الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا.
وبالنتيجة حصل تدمير لمنظومة وطنية عريقة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية كانت تدور حول زراعة اللفت السكري وتدرك ذروتها مع انطلاق موسم الحصاد في بداية الصيف حيث كان يقام مهرجان اللفت السكري في باجة وتنتعش جيوب طلبة الجامعات بالإشتغال كعملة وقتيين في مصنعي جندوبة وباجة خلال عطلة الصيف.
وعلى هذا الأساس أفرز قرار إيقاف زراعة اللفت السكري أزمة مركبة حيث أدت الحلول الظرفية والملفقة إلى تخريب شركة السكر بباجة وبدرجة أقل المركب الصناعي بجندوبة بحكم تخصصها في تحويل اللفت السكري فيما تراجعت خصوبة الأرض في سهول الشمال الغربي بشكل تصاعدي بالنظر إلى أن استرسال زراعة القمح يؤدي آليا إلى تفقير التربة حيث يمثل اللفت السكري في جميع أنحاء العالم ركيزة أساسية للتداول الزراعي.
وبالمحصلة فإن توقف الحياة النشيطة التي كانت تدور حول زراعة اللفت السكري هو واحد من أسباب أزمة النزوح الهيكلية والمستديمة التي يعاني منها الشمال الغربي منذ عدة عقود.
هذه هي أركان المعادلة التي يفترض أن يناقش في ضوئها ملف اللف السكري للتوصل إلى حل جذري تدعمه العناصر الموضوعية وينأى عن الإرتجال وسياسة الحلول السهلة حيث أن التعلل بندرة المياه بالنظر إلى تعاقب مواسم الجفاف وتموقع تونس تحت عتبة الفقر المائي يمثل في حدّ ذاته قرينة تفرض الإتجاه إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي من السكر والتعاطي مع اللفت السكري بوصفه زراعة استراتيجية على غرار القموح حيث أن قيمة هذا المنتوج أو بالأحرى الرهان المالي والاقتصادي والإجتماعي الذي يمثله يتجاوز بكثير قيمة منتوجات أخرى تسرف في استهلاك مياه الري مثل صادرات القوارص التي تمثل مجرد استبدال للدينار باليورو.
كما أن التحكيم الموكول للحكومة ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار المزايا الشمولية للفت السكري الذي يمثل المادة الأساسية لصناعة «الخميرة» كما تستخدم فواضله بعد التحويل أعلافا للماشية وذلك إضافة إلى نزيف العملة الصعبة الذي يتسبب فيه توريد السكر من الخارج حيث تستورد تونس نحو 400 ألف طن من مادة السكر بقيمة تعادل 700 مليون دينار .
علما وأن سياسة التوريد أدت إلى تخريب مكاسب صناعية وطنية مثل الشركة التونسية للسكر التي أصبحت عاجزة حتى عن تنظيف السكر الخام المستورد من الخارج .
وفي المقابل لا تتعدى المساحات اللازمة لتحقيق الإكتفاء الذاتي من السكر 30 ألف هكتار أي ما يعادل 7 بالمائة من الأراضي الفلاحية الدولية التي تعاني من شبه تصحر بسبب وضعها بين كما شتين ثقافة «رزق البيليك» في الأراض التي بقيت تحت التصرف المباشر للدولة ومنطق «الوجاهة الإجتماعية» الذي يحوم حول أغلب الأراضي التي يتصرف فيها القطاع الخاص.
الأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.