تسليم 136 مورد رزق جديد لفائدة أمهات التلاميذ المهدّدين بالانقطاع المدرسي    عاجل/ أول بيان من حزب الله بعد تفجير متزامن لاجهزة اتصال في لبنان    الليلة: طقس مغيّم وأمطار رعدية بهذه المناطق    عاجل : ليلى عبد اللطيف توجه رسالة لرواد التواصل الاجتماعي    يسبب الشلل.. مخاوف من فيروس خطير    وزارة الشباب والرياضة: جلسة عمل حول متابعة رياضيي النخبة في اختصاص السباحة    إفتتاح السنة التكوينية 2024-2025    عاجل : وزارة التربية تزف هذه البشرى للأساتذة النواب    "محمد صلاح" يتوج بجائزة هدف الشهر    وزير الفلاحة يلتقي المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة    نحو إرساء علاقات تعاون بين تونس و الاردن بين أصحاب المؤسسات الناشطة في قطاعي النسيج والجلود    القبض على مروّج مخدرات بمحيط معهد خاص بهذه المنطقة من العاصمة    يهم التونسيين : إمتياز جبائي لكل من يريد إقتناء سيارة كهربائية    كل ما تريد معرفته عن المنصة الرقمية للإبلاغ عن الأخطاء الطبية    دغفوس: "تمّ توفير 100 ألف جرعة تلقيح ضدّ النّزلة الموسمية و الحملة ستنطلق بداية من هذا التاريخ" [فيديو]    مدنين: الشركة الجهوية للنقل والمندوبية الجهوية للتربية يمضيان اتفاقية لدعم جهود النقل المدرسي بحافلات صغيرة    مكتب الجمعية الوطنية الفرنسية يجيز مناقشة عريضة عزل الرئيس ماكرون    قبلي: حملات التحسيسية للحد من حوادث الطرقات التي تتسبب فيها الابل    الوحدات العسكرية تحبط عملية تهريب بالمنطقة الحدودية العازلة بتطاوين    الكشف عن مخزن عشوائي لتخزين مواد مسكّرة في هذه المنطقة    أبطال إفريقيا: موعد تحول وفد الإتحاد المنستيري إلى الجزائر    الرابطة المحترفة الثانية: سحب قرعة رزنامة الموسم الرياضي 2024-2025    الجنرال إسحاق بريك: نتنياهو يكذب وهذا ما أخبرني به عن محور فيلادلفيا    اليوم: إنطلاق دوري أبطال أوروبا بنظامها الجديد    هيئة الانتخابات تعلن عن آخر أجل لتحيين مركز الاقتراع    الرئيس الجزائري يؤدي اليمين الدستورية بقصر الأمم..    عاجل : اعتقال مغني'' راب'' مشهور    عاجل : ملثم يقتحم فرع بنكي بالوردية    تقلبات جوية مرتقبة ..التفاصيل    تسجيل أول إصابة بجدري القرود خلال عام 2024 في هذه البلاد    وزارة الثّقافة تفتح باب التّرشح لنيل منحة صندوق التّشجيع والاستثمار في الإبداع الأدبي والفني    استدرج الفقراء لبيع كلاهم ...من هو الطبيب المتورط ؟    هند صبري : ''اتهمت بتحريض السيدات على الطلاق لهذا السبب''    عودة مدرسية: فرق المراقبة تنفذ 674 زيارة تفقد للمكتبات وتجار الجملة والاسواق بمختلف جهات البلاد    ديوان التجارة: كميات السكر والأزر تغطي الطلب الى موفي 2024 ونعمل على توفيرالقهوة رغم مشاكل الامدادات العالمية    رابطة الأبطال الافريقية: التونسي الصادق السالمي حكما لمباراة ماميلودي صن داونز الجنوب افريقي و مبابان سوالوز الإسواتيني    التمديد في آجال الترشح للدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية    التمديد في آجال الترشح للدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية    استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال الصهيوني على وسط وجنوب غزة..    نابل القبض على منحرف خطير محل 15 منشور تفتيش ومورط في عدة قضايا    مسؤول باتحاد الفلاحة يكشف أسباب نقص الحليب..    فيتش : تواصل تراجع عجز الميزانية الى 5.3٪ من الناتج المحلي العام القادم    عاجل/ سعيد يفجرها ويكشف عن مبالغ مالية ضخمة تلقتها جمعيتين من الخارج..    عاجل - مقرين : مقترفي جريمة قتل تلميذ حاولا الهروب و هذه المستجدات    قريبا : بداية حملة التلقيح ضد القريب مع تخفيضات جديدة في الأسعار    شركة "ميتا" تحظر قنوات "RT" و"روسيا سيفودنيا" من جميع تطبيقاتها عالميا    للمرة الأولى.. ترامب يروي تفاصيل محاولة الاغتيال وهذا ما قاله    مجلس الوزراء يتداول في مشروع مرسوم يتعلق بتنظيم المجلس الأعلى للتربية والتعليم    خالد هويسة ل«الشروق» «السلطة الرابعة» مونودراما تاريخية لحفظ الذاكرة الوطنية ... !    كاتب وكتاب...في الصالون الثقافي الشجرة بأكودة.. الإحتفاء بالكاتب منذر العيني وإصداريه «كويدسميتيك» و«الهوامش»    مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترنم به    نور على نور ... عبد الكريم قطاطة    بطولة الرابطة المحترفة الثانية تنطلق يومي 12 و13 أكتوبر القادم    عاجل/ ظهور متحوّر جديد لكورونا سريع الانتشار    الأربعاء المقبل: تونس تشهد خسوفا جزئيا للقمر    تونس تشهد خسوفا جزئيا للقمر ليل الأربعاء    تصنيف محترفات التنس: أنس جابر تحافظ على المركز 22    هل التقاعد أزمة ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناطق الرسمي بإسم التيار الشعبي: تحالف الإرهاب والمافيا وصل إلى مرحلة الانتحار باستجداء التدخل الخارجي
نشر في الشروق يوم 11 - 09 - 2024

أدلى محسن النابتي الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي بحوار شامل لجريدة الشروق تناول مجمل التطورات الوطنية والإقليمية والدولية وفي ما يلي نص الحوار :
1 كيف تفاعل التيار الشعبي مع تضارب القرارات بين هيئة الانتخابات والمحكمة الادارية من زاوية متطلبات الاستقرار العام للبلاد؟
من زاوية الاستقرار العام للبلاد فإن التضارب الذي حصل بين هيئة الانتخابات والمحكمة الادارية كشف عن استمرار حالة الهشاشة في بعض المؤسسات حيث حصل الاضطراب أمام حجم الضغط الذي سلط من قبل المكينة الاعلامية والدعائية لمنظومة الفساد والإرهاب التي تنجح وللأسف في كل مرة في تحريف طبيعة الصراع من صراع سياسي الى صراع قانوني احيانا وأحيانا حقوقي،وعلى كل كنا ننتظر مثل هذه الأمور فهذه الانتخابات خاصة جدا في تاريخ تونس فالمنظومة السابقة ورعاتها في الخارج يدركون أن فرصتهم في الفوز بالانتخابات ضئيلة فيحاولون خلق نقاط ضعف كبيرة في العملية الانتخابية تمكنهم من بعض أوراق الضغط ليستمروا في استنزاف العملية السياسية بعد 6 أكتوبر القادم،ولذلك على المؤسسات جميعها أن تدرك أن الأمر يتعلق بمصير وطن وشعب.
2 ألا يمثل وصول متورطين في الارهاب والتآمر والفساد الى الانتخابات صدمة للشعب الذي اعتقد أنه قطع مع تحالف الاخوان والمافيا بقيام مسار 25 جويلية؟
مسألة حسم الصراع مع تحالف الإخوان والمافيا ليس بالبساطة،فمسألة حسم الصراع على السلطة مع هؤلاء نهائيا لصالح الشعب يتطلب بعض الوقت،والأكيد أن واحدة من أهداف اصرار هذه المنظومة على الترشح في الرئاسية برموزها في حين رفضت بقية أطوار العملية السياسية فهم من جهة يحاولون اعادة حيلة حصان طروادة من خلال الرئاسية لأخذ الدولة من داخلها مرة اخرى ومن جهة اخرى يحاولون ايصال رسالة للشعب نحن مازلنا فاعلون وأن الصراع لم يحسم بعد وإيصال رسالة لمن هو مرتبك أو متردد داخل جهاز الدولة وفي الاقتصاد أن الأمر لم يحسم وأن مسار 25 جويلية مازال مهددا، ولذلك ركزوا كثيرا على مسألة احداث خلل في المؤسسات الاستراتيجية جميعها.
القوى المتحالفة الآن ضد الشعب هي لوبيات مالية وشبكات مصالح وهي التي تشكل القاعدة الصلبة لمنظومة المافيا المتشكلة بدورها من قوى سياسية متنوعة ومتناقضة من بقايا تعبيرات ما يسمى "بالربيع العربي" وهي مقسمة في ولائها بين المحاور الدولية مجموعات مرتبطة بفرنسا و بالاتحاد الاوروبي حيث يقيم اغلب قياداتها حاليا الفارين من العدالة،ومجموعات مرتبطة بما بقي من محور قطر تركيا الذي يحاول ابتزاز النظام في تونس،وتستمر أمريكا في الاشراف العام على ادارة الصراع بين هذه القوى كما يحصل في عدة مناطق في المنطقة والعالم، ولذلك كان لكل منهما مرشح.
هذه المجموعات تكمن نقاط قوتها اساسا في الدعم الخارجي وبالتالي تمثل قوة اعلامية وسياسية ضاغطة خارجيا على النظام، ونقطة ضعفها هي تناقضاتها الداخلية وتناقض مصالح رعاتها واكبر نقطة ضعف هي حسم الشعب فيها وبالتالي خرجت عن صوابها وباتت تدعوا المؤسسات الاستراتيجية للتمرد وتستجدي التدخل الخارجي وكلا الأمرين غير وارد في تونس.
3 من المسؤول عن هذا الوضع غير الطبيعي والى أي مدى يمكن القول أن السلطة الحاكمة أخطأت في معالجة ميراث الفساد والإرهاب بعدم اللجوء الى أدوات استثنائية؟
أظن أن طول مدة الصراع السياسي مهما كانت مكلفة اقل كلفة من اعطاء منظومة المافيا الارهاب مبررات العنف فقد سحبت منهم طيلة المدة الفارطة مبررات اللجوء للعنف وهذا في حد ذاته نجاح،لكن أن ترافق هذه العملية القانونية في المحاسبة اخطاء هنا وهناك افضل في رأي من سيناريوهات عاشتها دول اخرى كانت مدمرة.
4 الى أي مدى يمكن القول أن المنظومة السابقة بكل تشكيلاتها لا يمكن ان تمارس الشأن العام خارج نطاق المال الفاسد والاستقواء بالاجنبي؟
علينا فهم وتفكيك ارتباطات هذه المنظومة فهي قائمة على الإرتباط بينها وبين عصابات المال والتهريب والإحتكار فالعناوين السياسية التي حكمت المرحلة السابقة هي رأس جبل الجليد في المنظومة الاجرامية التي حكمت الشعب ، فليس هذا الأمر سببيا ميكانيكيا بل هو متعلق بطبيعة النمط الإقتصادي الذي تم ارساؤه القائم على الريع والتهريب والتبعية فهو لا يمكن إلا أن ينتج شبكات زبائنية لتوزيع الفساد تكون هي حاميته ويكون هو أساسها المادي الذي تقوم عليه، هذا من جهة ومن جهة أخرى هذه المنظومة شكلت في تونس الركيزة الأساسية لمشروع الفوضى الخلاقة الهادف إلى تفكيك الدولة الوطنية في الوطن العربي وإنهاء أي فرصة لقيام مشروع تحرري. وقد تمظهر في أبشع صوره في الحرب على سوريا وفي العمليات الإرهابية في تونس وليبيا ومصر وغيرهم من الأقطار العربية. كما أن عمليات التمكين التي تمت عن طريق الجهاز السري للإخوان لا تختلف في شيء بخصوص الهدف الإستراتيجي،فلئن إستهدف الإرهاب مؤسسات الدولة من خارجها فإن التمكين إستهدف تفكيك وتفجير المؤسسات من داخلها والسيطرة عليها وتم بالتوازي مع الاغتيال الاقتصادي الذي تعرضت له البلاد والذي كان للفتيان الذهبيين دور رئيسي فيه.
وطبعا لاستمرار هذا الوضع كان لابد من غياب القانون في كل شيء وأول ضحايا غياب القانون هي الحياة السياسية والمحطات الانتخابية التي تحولت الى مزاد علني بين هذه الشبكات والعصابات .
5 على ذكر الاستقواء بالأجنبي هناك تبادل أدوار مفضوح بين السفير الأمريكي والحكومة الفرنسية في محاولة لخلط الأوراق في تونس بأساليبها المعتادة مثل الاغتيالات والثورات الملونة؟
أمر منتظر فهذه القوى تعتبر تونس منطقة نفوذ تقليدية وتحاول بكل الأساليب ابقائها تحت هيمنتها،وفي ظل تحولات دولية هائلة يصبح الأمر اكثر جدية،فليبيا الآن منطقة نزاع كبرى بين القوى المتصارعة في العالم على حدودنا والحضور الصيني الروسي الاقتصادي والعسكري يتفاقم بطريقة كبيرة مقابل تراجع هائل للقوى الأطلسية وشمال افريقيا منطقة اكثر حساسية نظرا لقربها من اوروبا وإشرافها على البحر المتوسط وعليه منتظر الضغط على بلادنا سياسيا واقتصاديا وامنيا،ويجب على صانع القرار أن يأخذ كل هذا في حساباته فعملية التحول الاستراتيجي باتجاه علاقات متنوعة ومتوازنة وسيادية لن تكون سالكة بسهولة.
6 ما هي الفائدة في مواصلة سياسة الديبلوماسية الناعمة مع عواصم المنظومة الأطلسية في خضم تواصل تآمر هذه العواصم على تونس وشعبها منذ قيام مسار 25 جويلية؟
تحتاج تونس للعبور بأقل كلفة للمضي في عملية التمهيد الاستراتيجي من خلال تعزيز علاقاتها مع القوى الدولية الصاعدة وإعادة بناء قدراتها الذاتية.
واعتقد ان تونس تملك اوراق ضغط يمكن استعمالها وهي :
الشروع في تقييم ومراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي ،الضغط من اجل تحويل الهجرة غير النظامية من مشكل امني الى مشكل تنموي وتحويل تونس من ممر للمهاجرين الى مركز وممر للاستثمارات الى افريقيا و العمل على الغاء اتفاقية غير العضو من خارج الحلف الاطلسي لتناقضها مع احكام الدستور التونسي القاضي بعدم الانخراط في الاحلاف العسكرية.
المضي قدما في تطوير العلاقة مع المنظومة الاوراسية وانشاء مركز تخطيط استراتيجي خاص بطريق الحرير وحل معضلة تمويل المشاريع الكبرى في البنية التحتية وعقد اتفاق استراتيجي مع روسيا خاصة في مجال الزراعة والطاقة.
واهم اداة للمواجهة هو تعبئة الشعب التونسي حول مشروع التحرر الوطني بكل ابعاده السياسية والتنموية
7 الى أي مدى يمكن القول ان ما يحدث في تونس لا ينفصل عن حالة الجنون التي ادركتها المنظومة الاطلسية في نطاق الحرب الوجود التي تشنها منذ اندلاعالحرب الاوكرانية وتفاقمت بقيام طوفان الاقصى؟
بدأت أمريكا تعيش حالة تشتت خارجي، بفعل سياستها المتخبطة في ملفات الحرب على الإرهاب وحروبها المتنقلة في اكثر من بقعة في العالم، إلى جانب تلطخ سمعتها الأخلاقية جرّاء فضائح سجون أبو غريب وغوانتانامو وباغرام، مما انعكس سلباً على قوتها المعنوية خاصة خارجيا ، هذا بالإضافة إلى الضعف الاقتصادي الذي تمر به نتيجة استمرار أزماتها المالية والركود الاقتصادي ، مع ارتفاع مستوى التضخم والدين العام ونسب البطالة. وذلك مقابل صعود قوى دولية وإقليمية أخرى على حسابها.
يعيش العالم حالة من التحشيد الكبرى بين أطراف النزاع المتفاقم حيث تواجه عديد الملفات الدولية الكبرى حالة من الانسداد السياسي منها الملف الاقتصادي وخاصة ملف هيمنة الدولار واتفاقيات التجارة الدولية وملف الأنترنت إلى جانب الصراع على الممرات المائية ومصادر الطاقة سواء الأحفورية أو البديلة إلى جانب ملفات سياسية كثيرة مثل ملف "تايوان" حيث تتصاعد حدة التوتر السياسي والعسكري بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وملف الكوريتين حيث تدعم الولايات المتحدة كوريا الجنوبية وفي المقابل تعزز روسيا والصين علاقتهما مع كوريا الشمالية، كما تشهد العلاقات الروسية اليابانية توترا حاد حول جزر "الكوريل"، ويتفاقم الصراع في القارة الأفريقية حيث بات الحضور الاقتصادي الصيني والحضور العسكري الروسي مهددا للنفوذ الأمريكي والغربي في القارة بشكل شامل وغير مسبوق، كما تحاول الولايات المتحدة السيطرة على صعود القوى اليسارية التحررية في أمريكا اللاتينية دون جدوى رغم كل جرائمها في دعم للانقلابات والنزاعات المسلحة والعقوبات الاقتصادية، اذا اضفنا لكل هذا التفكك الذي يعيشه الاتحاد الاوروبي وصعود القوى اليمينية المتطرفة وما تشكله من عودة النزعة القومية لدول الاتحاد الأوروبي الرافضة في جانب منها الهيمنة الأمريكية الشاملة على القارة العجوز الى جانب مخاطر عودة الحروب الأوروبية الأوروبية التي تراجعت بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية. زاد طوفان الاقصى من إرباك وإضعاف الولايات المتحدة الأمريكية والحلف الأطلسي الذراع العسكري للهيمنة الغربية، حيث ساهم في مزيد تشتيت الجهد العسكري لأمريكا وحلفائها وكشف العجز عن خوض مواجهة متزامنة في أكثر من محور في نطاق الصراع العالمي المحتدم من اوكرانيا الى تايوان الى افريقيا وأمريكا اللاتينية، كما أكد أن استمرار إسرائيل مرهون باستمرار الدعم الأمريكي اللامحدود وأن هذا الكيان عاجز عن البقاء دون هذا الدعم وغير قادر على الاضطلاع بوظيفة إدارة المنطقة وحماية حلفاء أمريكا فيها.
أما طوفان الأقصى فكان له أخطر النتائج على الهيمنة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فهو الوعي الشعبي في الغرب وخاصة في أوساط الشباب بحقيقة المشروع الصهيوني وأهدافه الاستعمارية وقد انهارت السردية الصهيونية وفقدت مرتكزاتها الفكرية والسياسية والأخلاقية. فانطلقت حركة مقاومة شعبية في الداخل الأمريكي والغربي بشكل عام غير مسبوقة وأحسنت المقاومة الاستفادة من الثورة التكنولوجية في مجال الإعلام فكان لشبكات التواصل الاجتماعي دورا حاسما برغم كل التضييقات في إنارة الرأي العام في العالم وكشف زيف السردية الصهيونية والغربية.
طوفان الأقصى جعل من عوامل زوال الكيان الصهيوني أمرا واقعا وهي الانهيار الداخلي من جهة وتحوله إلى عبئ كبير على الغرب الإستعماري من جهة أخرى حيث بات عاجزا عن القيام بوظائفه في المنطقة إلى جانب تراجع مشروع الهيمنة الغربية على العالم الذي شكل تركيز الكيان وفرضه في قلب الوطن العربي ذروته وستشكل نهايته نهاية الهيمنة الغربية على الحضارة الإنسانية.
كل هذا يفسر حالة الجنون الامريكي والأطلسي عموما.
8 الى أي مدى يمكن القول ان مظاهر الفوضى التي عادت بقوة الى ليبيا هي غطاء لأجندات ارهابية اطلسية جديدة تهدف الى ضرب الاستقرار بين تونس والجزائر؟
ليبيا هي بؤرة استنزاف لتونس والجزائر معا وهي المرشحة بعد اوكرانيا لحصول تصادم مباشر بين القوى الدولية فروسيا تريد ليبيا مقرا للفيلق الافريقي وامريكا والغرب يعتبر خسارة ليبيا بمثابة انتحار في افريقيا ولذلك هي مرشحة لمزيد التصعيد،في ظل غياب قوة داخلية ليبية قادرة على الحسم حيث تناثرت المليشيات على طول الجغرافيا الليبية ومعها تفاقم الوجود الاجنبي الدولي والاقليمي وأصبح الحل صعب جدا وعلى تونس والجزائر توحيد الرؤية لمجابهة تداعيات الوضع في ليبيا.
9 هل يمكن القول أن الشراكة الاستراتيجية مع الصين اصبحت مسألة امن قومي استراتيجي بالنسبة الى تونس؟
الشراكة الاستراتيجية مع الصين يجب ان تكون ضمن رؤية متكاملة لبناء تونس وكسب المستقبل فالشراكة مع أي دولة لوحدها غير كافية،وأول شروط النجاح هو التأهيل الداخلي لبلادنا لتدخل العالم الجديد،يجب الاتعاظ من دروس الماضي فالأولوية هي للتعويل على الذات وتعبئة الموارد الذاتية وحسن ادارتها وإدراك الموقع الجغرافي والتاريخي وحسن استثماره وتأتي الشراكة الاستراتيجية مع الصين ومع غيرها من القوى الصاعدة اقليميا ودوليا ضمن هذه الرؤية السيادية فنستفيد من الامكانيات المالية والتكنولوجية الهائلة ونتحول الى منطقة تشابك للمصالح المشتركة وليس منطقة اشتباك بين القوى الدولية والإقليمية فالفرق جوهري بين تشبيك المصالح وبين الاشتباك.
الأخبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.